> «الأيام» غرفة الأخبار:

قال تقرير نشره المجلس الأطلسي للكاتبة فاطمة أبو الأسرار، إن الصين تمكنت من استغلال الأزمة في البحر الأحمر لا سيما هجمات الحوثيين على السفن الغربية، لتحويل هذا الممر الحيوي إلى فخ استراتيجي يضعف النفوذ الأمريكي ويعزز مكاسبها الاقتصادية والجيوسياسية.

وأضاف التقرير، "بالوقت الذي تتعرض فيه السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وأوروبا لهجمات متزايدة، تمر السفن الصينية بسلام شبه تام، ولم يكن ذلك مصادفة، بل نتيجة تنسيق دبلوماسي وأمني مباشر بين بكين والحوثيين".

وأشار إلى أن "التحقيقات الأمريكية كشفت عن تنسيق صيني - حوثي لتأمين مرور السفن الصينية، مدعومًا بتقنيات قدمتها شركات صينية زودت الحوثيين بمكونات للطائرات المسيّرة والصواريخ، فضلًا عن صور أقمار صناعية لتحديد أهداف دقيقة ضد المصالح الأمريكية، وبفضل هذا الدعم تمكنت الصين من حماية مصالحها التجارية وتعزيز موقعها كمنافس استراتيجي دون الانخراط المباشر في النزاع".

واعتبر التقرير أن "الصين تتبع نهجًا استراتيجيًا مدروسًا؛ فهي لا تسعى إلى انتصار حوثي كامل، ولا إلى انهيار الجماعة، بل إلى إبقائهم نشطين بما يكفي لإشغال البحرية الأمريكية، في حين تواصل السفن الصينية الإبحار بأمان نسبي، وقد مكنها هذا النهج من تأمين ممر بحري حيوي لصادراتها، بينما تتكبد أوروبا والولايات المتحدة خسائر اقتصادية جراء اضطرابات الشحن".

وأوضح أن "إذا كانت واشنطن جادة في منافسة الصين اقتصاديًا، فعليها أن تركز على تعزيز حضورها في المناطق الاستراتيجية مثل البحر الأحمر، وهو ما يتطلب توثيق التحالفات مع الأوروبيين، الذين تسعى بكين إلى استمالتهم على حساب الولايات المتحدة".

ولفت إلى أن "من الضروري أن تنخرط واشنطن مع الشعب اليمني ذاته، الذي سئم من التلاعب الدولي ويشعر بأنه مغيب عن نقاشات تخص مستقبل بلاده، فأي حل مستدام يجب أن يعالج المظالم الحقيقية لليمنيين، لا أن يُبقي اليمن مجرد ساحة لصراع القوى العظمى".

وخلص التقرير إلى أن "على واشنطن أن تدرك أن اليمن لم يعد صراعًا هامشيًا، بل مثال حي على الكيفية التي يمكن للصين من خلالها تحويل النفوذ التجاري إلى نفوذ استراتيجي".