> زنجبار «الأيام» سالم حيدرة صالح:

قال الخبير الزراعي م. عبدالقادر السميطي، في حديثه لصحيفة "الأيام": إن "هذه المرحلة المفصلية من تاريخنا لم تعد قضية زراعة القات مجرد نقاش اجتماعي أو اقتصادي، بل أصبحت قضية مصير إننا أمام تحدٍ مزدوج كيف نتحرر من إرث ثقيل اسمه القات دون أن ندخل في فوضى اجتماعية أو فراغ اقتصادي قد يكون أشد ضررًا من القات ذاته، لذلك أوجه هذه الرسالة بأن دعونا نبدأ بزراعة شجرة البن لا كمجرد محصول بديل بل كمشروع وطني وهويّة اقتصادية وثقافية".

وتابع بالقول: "لماذا نزرع البن داخل مزارع القات؟ لأن البن لا ينافس القات في المساحة فقط بل يتفوق عليه في القيمة الاقتصادية عند التصدير، وشجرة البن تحتاج إلى عناية لكنها تمنح مردودًا نظيفًا ومشروعًا مشرّفًا وزراعة البن بين أشجار القات تتيح التحول التدريجي دون خسائر فادحة أو آثار صادمة".

وأضاف: "هذه ليست مجرد فكرة مولعي يتناول القات بل خارطة طريق ذكية وعملية، نبدأ بزرع البن داخل مزارع القات، نراقب نجاحه، نوسع رقعته، ثم نبدأ بإزالة أشجار القات واحدة تلو الأخرى بلا ضجة بلا انكسار وبلا فراغ قاتل".

وأوضح بأن القات قنبلة اقتصادية واجتماعية موقوتة لا يمكن غض الطرف عن حقيقة أن القات سبب مباشر في استنزاف الدخل الفردي حيث يُنفق آلاف الريالات شهريًا على مضغه وإهدار الوقت والجهد فالقات يسرق ساعات العمل والإنتاج، إضافة إلى استنزاف المياه الجوفية فشجرة القات من أكثر المحاصيل استهلاكًا للماء وكذلك تعطيل قدرات الشباب الذين يفقدون الحافز والطاقة بعد جلسات المضغ اليومية.

وقال: "أدعو كل عاقل وغيور في بلادنا إلى تبني إصدار قرار بتنظيم تناول القات بحيث يُمنع تناوله في المدن الرئيسية باستثناء يومي الخميس والجمعة فقط هذا القرار لا يُصادم المجتمع بل يُنظم عملية تناول وبيع وشراء القات لكي يقلل الطلب تدريجيًا ويخلق مساحة للتأمل وإعادة التقييم. بحيث يُمنح الناس فرصة لتجربة أيام بدون قات مما قد يغير نظرتهم بشكل جذري".

وأوضح بأن العالم كله ينظر إلى البن اليمني ككنز لا يُقدّر بثمن، فلا يجوز تضييع هذه الثروة وترك الجهود والأموال تهدر على نبتة القات التي لا طائل ولا فائدة منها.