> نيويورك "الأيام" خاص:

نالت مبادرة أطلقها شاب يمني مغترب في مدينة نيويورك الأمريكية استحسانا واسعا بين أوساط المجتمع الأمريكي وباتت محط إعجاب وحديث الناشطين هناك.

الشاب اليمني وائل الصلوي أو "والي" كما يناديه الأمريكيون، يعمل في سوبر ماركت بأحد أحياء مدينة نيويورك الأمريكية، وبدأت قصته التلقائية مع طفل يدعى "زمير"، قال له "والي" ذات يوم: "لو حصلت على درجات عالية في المدرسة سأعطيك ما تريد من السوبر"، وبالفعل تحول الأمر إلى تحدٍّ بينهما، ليحصل الطفل على درجة عالية، فكافئه الشاب اليمني بمنحه ما يريد من البقالة مجانا.

بعدها انتشرت الحادثة، وأخذت الفكرة تستحوذ على تفكير وائل الصلوي، فقرر جعل التحدي والمكافأة لمختلف أطفال الحي، فانتشر الخبر وصارت المعايير واضحة: إذا كانت درجة الطفل 80 % فما فوق يحصل على هدية ويختار ما يريد من البقالة، وإذا كانت الدرجة من 90 – 100 % يحصل الطفل على 100 دولار بالإضافة لكل ما يريده من السوبر ماركت، والطالب الذي لم يغب عن فصله مهما كانت درجته يحصل على هدية من السوبر ماركت. ليس هذا فحسب، بل من تتحسن درجته بشكل ملحوظ بين ترم وترم حتى يتجاوز 80 %، يحصل على 100 دولار وكل ما يريده من السوبر ماركت.

وهكذا زاد المتفاعلون والأطفال المقبلون، وبمجرد استلامهم لكشوفات درجاتهم يأخذونها سريعًا وينطلقون مع الريح صوب "والي"، كي يحصلوا على هداياهم، ويصورهم، وينشر تفوقهم، فصار الأمر إعجابًا عظيمًا ومزارًا للسعادة والنجاح. ياتيه الأطفال بشهاداتهم وعلاماتهم كأنه والدهم المنتظر بشغف لما يحملون، في بداية الفكرة، تحمل الشاب "والي" تكاليف الهدايا والمبيوعات من حسابه الشخصي، بعدها قرر إنشاء رابط للتبرع، فتفاعل معه المواطنون الأمريكيون، أولياء الأمور والمعلمون والموظفون والساكنون، تفاعل معه المتابعون جدًا وتزايدوا كثيرًا في حسابه على تيك توك، تبرعوا له بما يستطيعون، كثيرًا وقليلًا، بعضهم تبرع بـ10 دولارات، وبعضهم 25 دولارًا، وبعضهم 100 دولار، ليجمع خلال فترة وجيزة حتى الشهر الفائت 65 ألف دولار.

قصة وائل الصلوي في أمريكا صارت ترندًا غربيًا، فزاره صناع المحتوى وتحدثوا عنه، واستضافته قناة BBC، وغيرها، وتوافد إليه المصورون والمعجبون، ليتحدث عن مبادرته الجميع، بنوع من الفخر والدوام، ليستمر بما يقدمه للأطفال الذين زاد تفوقهم وزادت درجاتهم، في واحدة من أجمل مبادرات التعليم، ليتحدث معلمون ومختصون بأن مبادرة والي ساهمت في تشجيع الأطفال على التنافس، مما رفع درجاتهم وزاد تحصيلهم الدراسي، وهذا في مجتمع غربي يُعد أمرًا يستحق الكثير من التشجيع.

الشاب اليمني وائل الصلوي، يعيش في أمريكا منذ عام 2004، اغترب فيها مذ كان طفلًا صغيرًا، ليغدو اليوم شابًا باعثًا للفخر من كل الاتجاهات.