وجه رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك، اليوم الأربعاء، بصرف مستحقات الطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج للربعين الأول والثاني من العام 2024، مع التأكيد على سرعة تحويلها إلى السفارات والملحقيات الثقافية في الخارج بصورة عاجلة، لتخفيف معاناة الطلاب الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة نتيجة تأخر المستحقات لأكثر من عام ونصف في بعض الدول.

جاء ذلك خلال اجتماع مشترك ترأسه رئيس الوزراء في العاصمة عدن، ضم قيادة وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي، والمالية، وخصص لمناقشة أوضاع الطلاب المبتعثين، والتحديات المتعلقة بتأخر صرف مستحقاتهم، والإجراءات الإصلاحية في ملف الابتعاث الخارجي.

وأكد بن بريك خلال الاجتماع أن الحكومة تدرك حجم الضغوط النفسية والمعيشية التي يعاني منها الطلاب المبتعثون بسبب التأخير في صرف مستحقاتهم، مشدداً على أن الحكومة تبذل أقصى جهودها، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، لضمان الاستقرار المعيشي والدراسي لهؤلاء الشباب الذين وصفهم بـ"واجهة الوطن واستثماره الحقيقي في المستقبل".

وقال: "أبناؤنا الطلاب في الخارج هم ركيزة المستقبل وواجهة اليمن أمام العالم، ولن نتخلى عنهم رغم التحديات الاقتصادية الراهنة"، مشيراً إلى أن حكومته تعمل لتوفير الحد الأدنى من المقومات المعيشية لضمان استمرارهم في تحصيلهم العلمي.

وفي سياق متصل، وجه رئيس الوزراء وزارتي التعليم العالي والمالية بضرورة استكمال تصحيح قوائم الابتعاث الخارجي، وإقصاء غير المستحقين وفقًا لمبدأ العدالة وتكافؤ الفرص، مع إعادة تنظيم عملية توزيع المنح الدراسية على أسس ومعايير علمية وشفافة بعيداً عن الوساطات والمحسوبية.

وأكد أن الحكومة لن تسمح باستمرار العشوائية التي رافقت ملف الابتعاث في السنوات الماضية، داعياً إلى تركيز المنح على التخصصات العلمية والنادرة، وتفعيل أدوات الرقابة والمساءلة في هذا الملف.



وزارة التعليم العالي تستعرض الإصلاحات

من جانبه، استعرض وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور خالد الوصابي، الإجراءات التي اتخذتها الوزارة ضمن مسار الإصلاح المالي والإداري في ملف الابتعاث، مشيراً إلى تقليص عدد المبتعثين من 5606 طلاب إلى 3153 طالبًا وطالبة بنسبة تخفيض بلغت 44 %، وخفض النفقات من 10 ملايين دولار في الربع الرابع من 2020 إلى 5.58 ملايين دولار في الربع الأول من 2024.

وأشار الوصابي إلى أن الوزارة حددت معايير دقيقة للابتعاث، تركز على التخصصات العلمية واتفاقيات التبادل الثقافي، لافتاً إلى أن الوزارة بصدد تقديم مشروع قرار إلى مجلس الوزراء لإيقاف الابتعاث الخارجي ابتداءً من 2026، واستبداله بمنح داخلية لأوائل الجمهورية.



النظام الإلكتروني وتنسيق الصرف

في ذات السياق، أوضح نائب وزير المالية هاني وهاب أن هناك تنسيقًا مشتركًا مع وزارة التعليم العالي لتسريع صرف مستحقات الطلاب، مشيرًا إلى العمل على تطوير نظام إلكتروني خاص بالمبتعثين يهدف إلى تحسين إجراءات المراجعة والتدقيق والصرف، بما يضمن تقليص الفجوات الزمنية وتحقيق مزيد من الشفافية.

معاناة الطلاب اليمنيين في الخارج.. صرخة مستمرة...

يأتي هذا التحرك الحكومي عقب تصاعد حالة الغضب في أوساط الطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج، خصوصاً في مصر، حيث أطلق طلاب يمنيون بياناً طارئاً اتهموا فيه الحكومة بـ"الإهمال المزمن"، بعد تأخر صرف مستحقاتهم منذ بداية 2024، مشيرين إلى أن بعضهم مهدد بالطرد من مساكنهم نتيجة تراكم الإيجارات والديون.

ووصف الطلاب الوضع بأنه "جريمة وطنية وأخلاقية"، مؤكدين أن معاناتهم تجاوزت الحد، وأنهم قد يلجؤون إلى تصعيد احتجاجي ورفع مظلوميتهم إلى المنظمات الحقوقية والدولية، إذا لم يتم التجاوب الفوري مع مطالبهم.

وشملت مطالبهم صرف المستحقات المتأخرة للأرباع الأربعة من 2024 وثلاثة أرباع من 2025، وتفعيل البروتوكولات الثقافية مع دول الابتعاث، وصرف بدل الكتب والبحث والطباعة، وتذاكر سفر للخريجين، مع عقد لقاء شهري منتظم مع الجهات الدبلوماسية اليمنية في دولهم.