الأحد, 10 ديسمبر 2023
1,002
عرفت هذه البلاد عبر تاريخها وماضيها المعمد بالدماء والاختلافات الكثير من العوارض التي كتبها ساستها في الداخل ويمارسونها في الخارج، تشكلت على إثرها العديد من الكيانات والمسميات السياسية التي أثقلت كاهل المواطن العادي بالهموم وعملت على انقسام داخلي أدى فيما أداه إلى اختلال التوازن.
في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولم يترك مساحة إلا وأساء فيها استخدام ما يمتلك من أدواته لتجسيد شعاراته ومبادئه التي يدعيها، تحسبًا لأي طارئ يقابله كمسمى وليس كهم وطني يمثله المواطن العادي، فالكل ضد الكل والكل مع الكل. لم تعد تلك الجزئيات التي كانت تمارس علينا في تقنيات التدريس ومفاهيم التعليم وأدواته بأن الجزء من الكل أو العكس!! إذ لم يعد من المنطق في شيء أن يكون هناك جهد يبذل في الاعتناء بأي من مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بل كم هائل من خليط للأوراق وأكوام من القش وهريس سياسي ممزوج بتشنجات عمياء صماء لا يمكن لها النظر أكثر من موضع قدميها، اليوم ونحن نتكئ على تلك الشعارات والمبادئ التي كتبها غيرنا.
لم تسعفنا نتائجها ولا مكامن القوة فيها بل أدت بنا وستؤدي إلى زوال أي منشأ لكل مجلس خالف مبادئه وأساسيات عمله وقصر في بناءه الداخلي والخارجي بسبب عدم توفر المال.. نعم، فالمال وسيلة لتمام البقاء والاستدامة، لكن إساءة استخدامه يجعل من مالكه أو المنتفع به في عداد المقتربين من الهاوية، الحكمة والعدل والمساواة أسس مهمة ورئيسية لمقومات أي بناء يتم الإعداد له مع تعزيز التعاون بين مختلف المجالات والفئات التي يمكن لها الإسهام بشكل فعال وحقيقي لإعادة النظر في مقومات النجاح. لذلك، استغل الآخر، مساحة كبرى فارغة، لم تستطع المجالس الموجودة ملؤها، أو تغذيتها بما تملكه من تلك الأدوات والتجهيزات، فبدلا من تمكين نفسها في تعزيز دورها بين أوساط مجتمعها الداخلي، عمدت إلى الاتجاه إلى كرنفال الذات فقط، فسقطت الاهتمامات العامة وتواصلت بدلا عنها، ما مفهومه في الشارع اليوم، يا الله نفسي. فأي دور قد تلعبه تلك المجالس في مستقبل هذه البلاد والأرض التي تقف عليها، أم أن المسألة مجرد تدوير تم سنه وشرعنته
وبنفس الأدوات، لكن بصور وأشكال مختلفة، فالعادة قديمة والمسألة متروكة لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع!