الاثنين, 22 أبريل 2024
983
يتم استخدام الصراع المزعوم في اليمن بين المتمردين الحوثيين وما يسمى بالحكومة الشرعية، المدعومة من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، كذريعة مناسبة لتفسير الوضع المزري السائد في المناطق المحررة.
وفي حين أن الحرب مع الحوثيين غالبًا ما يُستشهد بها على أنها السبب الجذري للانهيار الاقتصادي، وتردي الخدمات، وارتفاع الأسعار، وانخفاض الأجور والاضطرابات الأمنية، وهبوط قيمة العملة المحلية في المناطق المحررة، فمن المهم ملاحظة أن هذه المشاكل لا ترتبط البتة بالحرب مع الحوثيين.. ولا علاقة لها بذلك مطلقا.
في الواقع، تتمتع الحكومة الشرعية والتحالف العربي بالقدرة الكاملة على هزيمة المتمردين الحوثيين بسرعة وحسم، ليس فقط من خلال الوسائل العسكرية ولكن أيضًا من خلال التركيز على إرساء القانون والنظام، وترسيخ الأمن، وإعادة الإعمار وتنشيط البنية التحتية، والاستثمار في قطاع الاتصالات والسياحة وتعزيز النمو الاقتصادي، وضمان العدالة الاجتماعية والانفتاح الاقتصادي واستئناف تصدير النفط وتشغيل المصافي وغيرها. ومن خلال خلق بيئة مستقرة ومزدهرة في المناطق المحررة ، يمكن هزيمة أو إضعاف الحوثيين بشكل تلقائي دون الحاجة إلى مواجهات عسكرية معه ودون خسائر.
لكن من الواضح أن الأطراف المعنية لا تسعى لهزيمة الحوثيين حقا. ويبدو أن هناك نقصًا في الجدية في التعامل مع التهديد الحوثي، حتى أن البعض ذهب إلى حد المبالغة في تقدير القدرات العسكرية للمتمردين لتبرير استمرار الواقع المزري للشعب في المناطق المحررة وغير المحررة. وهو ما يشير إلى أن هذه الأطراف متفقة في السر على ما يدور بينها في العلن من عداوات وصراعات وحروب تنفيذا لأجندة خارجية تستهدف الشعب شمالا وجنوبا، دون أي طرف آخر سواه.
إن السلام في اليمن لن يتحقق مع استمرار التأثيرات الخارجية في تشكيل المشهد السياسي. وفي خضم الصراعات المستمرة والحوارات الفاشلة، فإن مفتاح تحقيق الاستقرار يكمن في أيدي القيادات الوطنية غير الخاضعة لقوى وأجندات خارجية.
إن البلاد التي ابتليت بقادة يمثلون الخارج في الداخل في حاجة ماسة إلى قادة يمنحون الأولوية لمصالح الشعب قبل كل شيء. إن الطريق إلى السلام الدائم لا يكمن في انتصارات الحرب أو هزائمها، بل في قادة مخلصين للوطن ومتصلين بالجماهير.