لقد تحولت عدن إلى مدينة أشباح يسكنها الخوف من المجهول وهي كانت درة المدائن في الجزيرة والخليج، تعيش العاصمة عدن على صفيح ساخن من الغضب الشعبي مع تزايد الدعوات لاحتجاجات شعبية مطالبة بتحسين الخدمات، ولم تلتفت الحكومة إلى هذه الاحتجاجات بعين الاعتبار ولا وجدت حلولا ولا يتواجد أي من الوزراء في البلد الكل في الخارج مع أسرته، لقد حل صمت الحكومة وطال في مفاصلها وإعلامها وكأنه شيئ لا يعنيها.
ضاق الناس ذرعًا بالحكومة ولم يعد بمقدورهم العيش في ظل انقطاع الكهرباء ل 20 ساعة وتشغيل ساعتين وانعدام المياه وتأخير المرتبات وارتفاع الأسعار وغياب الدولة وأفرادها بالكامل.
انتفاضة نساء عدن في يوم 10 مايو حدث بارز ورسالة مفادها أن عدن تحتضر والنساء مدارس للتغيير لقد بلغ السيل الزبى وأن خروجهن عبارة عن موجهات لابنائهن وأزواجهن وآبائهن بأننا نفوضكم في إشعال ثورة ولا خوف عليكم بعد اليوم لأننا كسرنا حاجز الصمت في زمن الخُذلان.
عرفت من بعض الأمهات والنسوة أن هناك نساء خرجن لأول مرة للمشاركة في هذه الانتفاضة وكن من سابق مانعات أبنائهن من أي مشاركات في مظاهرات أو وقفات ولكن عندما فقدن صبرهن قدمن درسًا في الشجاعة والصبر وأعطين الضوء لابنائهن بإشعال ثورة لتصحيح الوضع لهذا تم التحذير من إقامة أي فعالية إلا بتصريح رسمي.
لم نسمع بيانًا أو تصريحًا أو تعليقًا من أولئك القادة والرعاة الذين يتصدرون المشهد السياسي، هذه الانتفاصة النسوية سببت حالة من الإرباك ليس للمجلس الرئاسي والحكومة بل والتحالف والرباعية فعليهم جميعًا استيعاب المشهد وقراءة صحيحة للمشهد ومراجعة كل الأجندة السياسية.. مالم يتم مراجعة المشهد السياسي للانتفاضة النسوية فالطوفان قادم لا محالة.