أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 10:14 م بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • صوت نص الليل وقبل الفجر

    علي سالم اليزيدي




    أعترف أنني كنت أضيع بعض كلماته من دون فهم وأضحك على نفسي كل مرة، لهجته العدنية العميقة تشدني وهي التي تظهر شخصيته حين يهاتفني وحتى ينتهي، أسرح في دنيا عدن وأهيم في ملامح كل ما هو عدني، وحين ينتهي هو لا يراني في الطرف الآخر وأنا أقول تمام، واصل أستاذ هشام، أو ما عليك الأمور مرتبة لا تقلق، أو أعتبر الموضوع جاهز وسيصلك، وهكذا كل مرة، لكن كانت فينا قلوب تترجم مشاعرنا وما بيننا رطنة جميلة لذيذة بها من الطرافة ومن الجدية ومن هذا وذاك وكانت الأمور ميسرة وجاهزة نحو ما نخدم به المتابعين وجمهور "الأيام" حيثما كان.

    مع أستاذنا الراحل هشام باشراحيل ذلك المايسترو البارع السياسي والدبلوماسي والصحافي والمقاوم، كنا في المكلا نجد أنفسنا داخل الصحيفة لا خارجها ورغم كل هذه المسافات التي تختفي وكنا نقرأ بعضا من دون شاشة ولا صورة تعبر الفضاء، كانت القلوب والنوايا والعزم والاندفاع فينا لا حدود له، والله ولا قلق إلا بشأن ما يخص الجريدة واكتمال كل ما بها وأن يصل إلى يدي القارئ بأحسن حال.

    من عرف شهامة هشام باشراحيل لا يعرف الخوف، وهذا ما تعلمناه أننا لا ننظر إلى ما وراء التوقعات أو الشكوك، يقولها بقوة أعزم، أكتب لي بالله عن هذا، ويردف من فضلك ممكن تضمن هذا في المقال، لا يعطيك فرصة للتراجع، ولا يبحث عن قضايا تافهة ولا يحب ردة الفعل التي لا تخدم أي عمل، كان هو بشخصه وفكره عبارة عن مدار كبير في فضاء عملاق لا حدود له ومن عاش الزمن الذي عاشه الفارس هشام باشراحيل وعاصر معاركه سلما ورفضا ونقاشا ومهنة يجد نفسه اليوم أمام سؤال كبير ما كانت عدن ورجالها بلغت بأمثالهم من مجد ومكانة وتلاحم لا ينفك عراه قط.

    زمن هشام باشراحيل امتلأنا به حتى النشوة، بل كانت عدن تفيض بهذا الزمن ومدى عزوته وعناقه لها وحنانه الدافئ، وحين تعبر الذكرى في خواطرنا ونستذكر كل قصتنا معه وكل الزمن الذي مازلنا نتذوق بما فيه من المعاني والقيم والإنسانية والسمو الرفيع لأبي باشا الذي علمنا أن لا ننكسر لأننا على حق.

المزيد من مقالات (علي سالم اليزيدي)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال