عشرات الاف المعارضين في وسط بيروت فيما انسحاب القوات السورية يبحث في دمشق

> بيروت «الأيام» نجيب خزاقة و ربى كبارة :

>
باشرت القوات السورية المتمركزة في المرتفعات المطلة على بيروت بالتحرك شرقا نحو سهل البقاع اثر لقاء القمة بين الرئيسين السوري واللبناني بشار الاسد واميل لحود في دمشق الذي اعلن سحب القوات الى البقاع قبل نهاية الشهر الجاري.

ولم يكن حبر البيان الصادر عن المجلس الاعلى اللبناني السوري في دمشق قد جف بعد، عندما شوهد رتل عسكري سوري بعد ظهر اليوم شرق بيروت متجها نحو البقاع.

وتالف هذا الرتل من سبع شاحنات قديمة للجيش السوري وسيارتي جيب وكان يعبر بلدة بوارج التي تشرف على سهل البقاع شرقا.

وكانت الشاحنات مغطاة ولم يعرف بالتالي ما اذا كانت تحمل عتادا او جنودا.

ولم ياخذ هذا الرتل الطريق المؤدية الى المعبر الحدودي اللبناني السوري المعروف باسم المصنع بل اتجه نحو منطقة بعلبك الواقعة على بعد نحو مئة كلم شمال شرق بيروت حيث يوجد انتشار كثيف للجيش السوري. كما شوهد جنود سوريون وهم يفككون تجهيزات عسكرية في ثكنة عسكرية في بلدة حمانا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من ممر ضهر البيدر (1300 م) على الطريق المعروفة بطريق الشام والممتدة من بيروت الى دمشق.

وعلى بعد بضعة كيلومترات من بلدة بحمدون الواقعة على طريق بيروت دمشق شاهد مصور فرانس برس معسكرا سوريا وقد اخلي تماما من قاطنيه.

ودخل نحو 15 شابا لبنانيا وهم يحملون الاعلام اللبنانية الى معسكر عين جديدة بعد اخلائه من القوات السورية وبداوا بالرقص واطلاق الهتافات المناهضة لسوريا مثل "ايه ويللا سوريا تطلع برا" امام صور للرئيس السوري بشار الاسد.

وفي ممر ضهر البيدر على قمة سلسلة الجبال الغربية وحيث توجد رادارات ومدافع سورية شوهد ضباط سوريون وهم يتحركون على متن جيبات عسكرية.

وفي بلدة عاليه الواقعة على بعد 15 كلم شرق بيروت كان عسكريون سوريون يخلون مقرا للاستخبارات العسكرية.

ولا يعرف العدد الفعلي لعناصر الاستخبارت العسكرية السورية الا ان خبراء غربيين يقدرونه بما بين ثلاثة الى اربعة الاف شخص.

وتركزت حركة تفكيك المنشآت العسكرية خصوصا في المنطقة الممتدة على الطريق بين بيروت ودمشق ولم تسجل حركة انسحاب في منطقة المتن الاعلى (شمال شرق بيروت) ولا في شمال لبنان.

وفي بيروت افاد مراسل وكالة فرانس برس انه لم تشاهد اي حركة اخلاء في ثلاثة مراكز للاستخبارات السورية الاول قرب منطقة اليونسكو على شاطىء البحر والثاني قرب الضاحية الجنوبية والثالث في شارع الحمراء التجاري.

ويعتقد ان نحو عشرة الاف جندي سوري موجودون في سهل البقاع حاليا مقابل نحو اربعة الاف في المناطق الاخرى. وجاءت بداية الانسحاب هذه بعد ساعات على انتهاء اجتماع المجلس الاعلى اللبناني السوري في دمشق برئاسة الرئيسين السوري بشار الاسد واللبناني اميل لحود.

وفي بيروت لبى اكثر من 150 الف شخص اليوم الاثنين دعوة المعارضة للتجمع في وسط بيروت لمناسبة مرور 21 يوما على اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في حين يبحث الرئيسان السوري واللبناني اميل لحود وبشار الاسد في دمشق آلية سحب القوات السورية الى البقاع.

فعند الساعة 55،12 بالتوقيت المحلي (الساعة 55،10 ت.غ)، توقيت عملية التفجير التي وقعت في 14 شباط/فبراير، وقف المعتصمون دقيقة صمت غنوا بعدها النشيد الوطني اللبناني ثم الاغاني الوطنية واخرى وضعت خصيصا للحريري.

وعلى عادتهم منذ ثلاثة اسابيع في الاعتصام المسائي المستمر يوميا ردد المشاركون "سوريا برا" و"سيادة، حرية، استقلال" و"حقيقة، حرية، وحدة وطنية" وسط غابة من الاعلام اللبنانية.

ومن ناحيتها رأت صحيفة +السفير+ اللبنانية في ان حزب الله ينفذ "تحركا سياسيا وشعبيا يهدف الى تحقيق توازن سياسي داخلي في مواجهة التحديات القائمة".

واعتبر ناشر الصحيفة طلال سلمان بان نصر الله اطلق في مؤتمره الصحافي الاحد "صرخة تنبيه تتجاوز حسابات الربح والخسارة في المنافسة بين المعارضة والموالاة وكلاهما اعجز من ان يواجه المخاطر منفردا". وشددت صحيفة +الديار+ على ان نصر الله "اطلق مبادرة سياسية تعيد التوازن الى الساحة الداخلية" واعتبرت بان لدى المعارضة والموالاة "نقاطا مشتركة يمكن الانطلاق منها للبدء بحوار لبناني لبناني من اجل تقليص الخلافات والاتجاه نحو مشروع الدولة".

ويبدأ الرئيس لحود الاربعاء استشاراته النيابية الملزمة من اجل اختيار رئيس جديد للحكومة بعد استقالة الحكومة برئاسة عمر كرامي تحت ضغط المعارضة والاحتجاجات الشعبية. ومن غير المتوقع ان تحظى الحكومة الجديدة بموافقة المعارضة بعدما تجاهل لحود الجمعة في معرض تحديده لاولويات الحكومة مطلبا اساسيا للمعارضة يتمثل باستقالة رؤوساء الاجهزة الامنية.

وقال لحود حينها ان الاستشارات النيابية التي سيجريها "هي مناسبة للتأكيد على عزم القيادات اللبنانية على تحمل مسؤولياتها في المشاركة في حكومة تضع في اولويات برنامج عملها متابعة التحقيقات لكشف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالتعاون مع المجتمع الدولي واجراء انتخابات نزيهة وعادلة وديموقراطية والسهر على تطبيق كافة بنود اتفاق الطائف".

كما يصل الى بيروت يوم الجمعة المقبل الموفد الخاص للامم المتحدة الى لبنان تيري رود لارسن قبل التوجه الى دمشق للبحث في الانسحاب السوري بموجب القرار 1559 الصادر عن مجلس الامن الدولي كما اكد لوكالة فرانس برس امس الاحد متحدث باسم الامم المتحدة.+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى