وظيفة الكتابة

> فؤاد مسعد ضيف الله / دمت - الضالع

> الكتابة لون من ألوان التعبير وصورة من صور البوح بما تكنه النفس، والإفصاح عما تختزنه الذاكرة من أفكار ورؤى وخواطر وانطباعات. وتعد الكتابة تجسيداً لمجمل التصورات المرتبطة بمواقف الحياة، والمتولدة عن المشاهد اليومية، مع الإقرار بوجود تفاوت في القدرة على حياكة الكلمات وصياغة الجمل وترتيب الأفكار وتناسق الفقرات وتماسك المحتوى، بالإضافة إلى الفوارق الملحوظة حول مجموعة المنطلقات الأساسية التي تضبط مسار الكتابة وتوجه مسيرتها، وبالتالي فهي تضمن للكتابة عدم الانحراف بعد أن تضع لها المعالم الثابتة وتضيء أمامها الدياجر الكامنة في متاهات السير على امتداد الدروب الشائكة. ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى الإشكال القائم في المضامين الفكرية والمحددات الفلسفية حول ماهية الأهداف المرجوة من الكتابة.. وهذا ليس مقام الخوض فيها بقدر ما يمكن القول إن الكتابة كغيرها من الجهود الانسانية تسعى لتعزيز قيم الخير والحق والجمال، دعامتها في ذلك المصداقية في الطرح، والموضوعية في التناول، والعقلانية في تقديم الأحكام.

والكتابة عند المفكر العربي (ابن خلدون) صناعة، ويمكن اعتبارها (محنة) كما يصفها الأديب محمد المساح، وبناء على المفهوم الأول تكون بحاجة لعوامل ضرورية ومكونات أساسية تجعل منها صناعة جيدة تحظى بالقبول وتنال شرف الخلود، شأن الكثير من الكتابات التي تستعصي على النسيان وإن تقادم بها الزمن ومرت عليها العصور، فإنها خالدة خلود القيم التي نادت إليها، باقية بقاء الإنسان الذي ظلت تخاطب فيه إنسانيته.+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى