العوامل المؤثرة في الصحة وارتفاع معدلات الموت المبكر

> د. أحمد محمود مرشد

>
د. أحمد محمود مرشد
د. أحمد محمود مرشد
هناك عوامل سياسية وغير سياسية تؤثر على المنحى الذي تتخذه الدولة في الرعاية الصحية، ويجب علينا أن نتساءل أين تقع نقطة التوازن بين هذه القوى المؤثرة سواء أكان ذلك على المستوى المركزي أو المحلي؟ وما نوع ومقدار الدعم الذي تقدمه الدولة على هذه المستويات؟ وما هو مقدار ونسبة الناتج القومي العام المخصص للصحة؟ وكيف يكون تنسيق وتوزيع الأدوار بين الوزارات والقطاعات المعنية؟ وكيف تدير الدولة الخدمات الصحية؟ وما هي القدرات والكفاءات والخبرات لمن يديرون الشؤون الصحية؟ وما هو دور الصحة في التخطيط الشامل؟ وما هي مراكز القوى في القطاع الصحي؟ وإلى أي مدى تؤثر كل هذه العوامل في تقوية أو إضعاف الرعاية الصحية للمجتمع؟

إن مصادر التمويل لها دور مؤثر في تقوية أو إضعاف الرعاية الصحية للمجتمع، وبصرف النظر عن مصدرها، هل هي الدولة، أو أجهزة التامين الصحي، أو القطاع الخاص أو مساهمة المجتمع، فإنه يجب توجيهها لتنمية الأهداف الشاملة للرعاية الصحية، ولدراسة وحل مشاكل القوى البشرية.. وهنالك أسئلة عدة يجب أن تثار مثل: ما هي الأعداد المطلوبة من الفئات المختلفة؟ وكيف تُدرب؟ وكيف يمكن أن تنسق أدوارها؟ وأيضاً ما مدى مسؤولية الفرد حيال العناية بصحته؟ فالحفاظ على الصحة يستوجب جهداً من الفرد، ولكن نجاح هذا الجهد رهين بجهود الجماعة والتثقيف والتعليم، أي بجهود الدولة، فعلى سبيل المثال، فإنه غير مُجدٍ أن نعلّم قروياً في دولة نامية مبادئ الغذاء المتكامل إذا كان لا يتيسر له - نتيجة الفقر أو لعدم وجود سياسة وطنية للغذاء - الحصول على مثل هذا الغذاء - وبالمثل نجد أن الوقاية من الأمراض التي تنتقل عن طريق التلوث للمياه لا يمكن أن تتم إلا إذا تضافرت لتحقيقها جهود الأفراد والجماعة.

إن الارتفاع في معدلات الوفيات والأمراض الناتجة عن التدخين، لا يمكن الحد منه إلا إذا كانت لدى الدولة استراتيجية واضحة لمكافحة التدخين تتناسق مع القرارات الفردية للتخلص من هذه العادة. ورعاية الفرد لنفسه عنصر أساسي في كل النظم الصحية، ومن ثم فإن هناك حاجة لمساعدة الأفراد ليفهم كل منهم دوره، وعلى العاملين الصحيين أن يحددوا الوسيلة المثلى لاستغلال قدراتهم في إطار إمكانية المجتمع الذي يخدمونه.


أهم أسباب الموت المبكر
أهم أسباب الموت المبكر هي أمراض الشرايين، خاصة النوبات القلبية والسكتة الدماغية، وهذان المرضان يسببان حوالي نصف الوفيات بين منتصف العمر وسن التقاعد، والنوبات القلبية وحدها تسبب حوالي نصف الوفيات للرجال في هذه الفترة من العمر، علماً بأن التقارير العلمية تؤكد «أن نصف حالات السكته الدماغية وربع حالات الوفيات التي تسببها أمراض الشريان التاجي يمكن الوقاية منها بتطبيق ما لدينا من معلومات حالية».


عوامل الخطورة
إن سلوك الناس له علاقة بالإصابة بالسكتات الدماغية وبمرض الشريان التاجي، فالتدخين وارتفاع ضغط الدم والتغذية السيئة التي تركز على تناول الدهنيات بكثرة خاصة تلك التي تحتوي على الكوليسترول الحيواني والسمنة وتناول الكحول مع عدم ممارسة الرياضة كما أثبتت الدراسات والأدلة وجود علاقة بين عدم ممارسة الرياضة والقلق والتوتر المستمر ونوع الشخصية والإصابة بمرض الشريان التاجي، كما أن التاريخ العائلي للإصابة بمرض القلب المبكر أو المصابين بداء السكري، كل تلك ضمن مؤشرات عوامل الخطورة خاصة إذا ما رافقتها عوامل الخطورة مثل التدخين وشراهة الغذاء مع القلق المستمر وارتفاع ضغط الدم.


التدخين
أهم أسباب الإصابة بالمرض والوفيات المبكرة وأهم أسباب السرطانات.


ضغط الدم المرتفع
سبب رئيسي للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.


الغذاء
الغذاء غير المتوازن عامل الخطر الثالث الذي يؤدي الى الإصابة بمرض الشرايين، كما أن الإنقاص من تناول الدهن المشبع والدهون الحيوانية يؤدي إلى التخفيف من خطورة الإصابة بالنوبات القلبية.


الإصابات «الحوادث»
أحد أسباب الوفيات المبكرة (حوادث الطرقات، حوادث العمل، إطلاق النار، الكحول وقيادة السيارات..إلخ).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى