المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في عدن والتطلع نحو آفاق واسعة للحد من اختناقات المياه

> م. الجنيد: بحفر الآبار الـ10 نأمل الإسهام بحل الأزمة وتحسين نسبة المياه

>
م.عبدالله عبدالفتاح
م.عبدالله عبدالفتاح
تقوم حاليا المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في عدن ببناء محطة ضخ جديدة في منطقة بئر أحمد. «الأيام» توجهت في رحلة طويلة إلى المنطقة متجاوزة العمران لتصل إلى قلب الصحراء وتشاهد عملية بناء المحطة الجديدة وهناك شاهدنا ما يعجز القلم عن وصفه، عمال يعملون بصمت تحت وهج الشمس المحرقة في الصحراء القاحلة وظلمة الليل الموحشة يغيبون عن أسرهم وأطفالهم لفترات طويلة لا يفكرون بأنفسهم ولكنهم يعملون على قدم وساق يسابقون الزمن لإنجاز مشروع حيوي ومهم يتم تنفيذه في منطقة بئر أحمد همهم الأول التخفيف من حدة اختناقات المياه. ولمعرفة المزيد عن هذا المشروع التقت «الأيام» بكوادر المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي. وكان أول المتحدتين م. عبد الله عبد الفتاح الجنيد مدير المؤسسة الذي تحدت عن أهمية المشروع قائلاً: « تأتي أهمية المشروع لتلبية احتياجات المواطنين المتزيادة من مياه الشرب النقية خاصة ونحن على أبواب الصيف.

م. هاني ياسين
م. هاني ياسين
المشروع عبارة عن حفر عشر آبار للمياه في منطقة بئر أحمد بتكلفة 210 مليون ريال وستضاف هذه الآبار إلى الآبار السابقة في المنطقة وهي 16 بئراً ليرتفع بذلك عدد الآبار إلى 26 بئراً ونأمل أن تسهم في حل الأزمة التي تواجهها المؤسسة في الوقت الراهن، إضافة إلى الآبار السابقة في كل من حقل تبن وحقل بئر ناصر وحقل الروى في محافظة أبين ويبلغ عدد الآبار 97 بئراً ستسهم إن شاء الله في توفير المياه النقية بشكل أفضل كما ستؤدي إلى تحسين نسبة المياه في منطقة عدن وجزء من أبين ولحج» .

م. حسن سعيد قاسم، نائب مدير المؤسسة يقول: « يتكون المشروع من أربع مراحل مختلفة المرحلة الأولى حفر عشر آبار وتنفذ العمل الشركة الصينية دنغفانغ للهندسة الجيولوجية ويصل عمق البئر الواحدة إلى 150 متراً والمرحلة الثانية بناء الغرف الخاصة بالآبار لحمايتها من العبث والاستغلال وينفذ العمل مقاول محلي، والمرحلتان الثالثة والرابعة مد أنابيب شبكة المياه وشبكة الكهرباء ويتولى عمال المؤسسة المحلية للمياه تنفيذ العمل، وشبكة المياه الجديدة ستشمل كافة الآبار الـ(26) الموجودة في الحقل وسيتم استخدام أنابيب جديدة مصنوعة من مادة بولياتلين وهذه المادة تتناسب مع جو عدن وستقلل هذه الأنابيب فاقد المياه الذي يحدث نتيجة قدم الشبكة الحالية». وأضاف «جميع مراحل العمل تنفذ في وقت واحد والعمل جارِ بشكل منظم وحسب خطة الإعداد والتنسيق المسبق ولهذا لم نواجه أي صعوبات أو عراقيل في تنفيذ المشروع منذ بدء العمل في 5/12/2004م ومن المتوقع أن ينتهي العمل بموجب الاتفاق والمخطط السابق في نهاية شهر مارس الحالي ولكن الضخ الفعلي للمياه سيبدأ في إبريل القادم».. وتمنى م. حسن سعيد قاسم أن تخف حدة اختناقات المياه التي تواجهها المؤسسة بافتتاح هذه الآبار .

[img]img_8779.jpg[/img]في الصحراء رأينا أنابيب ضخمة وطويلة ممتدة على طول الصحراء كأنها ثعابين تائهة، وعنها يقول المهندس الكهربائي وجدي بامطرف مدير إدارة الكهروميكانكيا في المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي المسؤول الأول عن الإشراف المباشر على هذا المشروع وعلى حقل بئر أحمد بشكل عام: «هذه أنابيب شبكة المياه الجديدة ويبلغ طولها 13 ونصف كيلومتر وقطرها 16 بوصة وكل هذه الأنابيب ستدفن تحت الرمال بعد انتهاء العمل وتبلغ إمدادات أعمدة الكهرباء للضغط العالي حوالي 5 كيلومتر بحوالي خمسةأعمدة». ويضيف « الإنتاج المتوقع لهذه المضخة (200 لتر) في الثانية الواحدة بما يعني 17،300 متر مكعب في اليوم الواحد وسترتفع قدرات الحقل إلى 470 لتراً».

مهندس المياه الجوفية هاني ناصر ياسين يتحدث عن آلية العمل ويقول: «نعمل على ورديتين تبدأ الوردية الأولى في الساعة الثامنة صباحاً وتنتهي السابعة والنصف مساء لتبدأ الوردية الثانية حتى الصباح فالعمل مستمر 24 ساعة دون توقف إلا لتناول الوجبات ونحن نعمل على قدم وساق لإنجاز العمل في الوقت المحدد له والمشروع عبارة عن حفر عشر آبار أسطوانية للمياه عمق الآبار 150 مترا وذلك حسب التصميم المخطط له إضافة إلى بناء بيوت للمضخات الخاصة بالآبار وتوصيل إمدادات شبكة الكهرباء وربط شبكة التجميع لمياه الآبار».

ويضيف المهندس هاني «الوضع الحالي للآبار لا يفيد في تغطية النقص حيت يصل منسوب المياه إلى مستوى الصفر في الخزانات لأن الطلب أكثر من الإنتاج خاصة في فصل الصيف.. ونهدف من هذا المشروع تلبية احتياجات المياه وزيادة نسبة المياه في الخزانات فالحمد الله مر هذا الفصل على خير ونتمنى أن يكون فصل الصيف في هذا المستوي» ويفصح المهندس هاني عن وجود اتفاقية مع شركة أربتك جرذانه( أم دبليو أتش) «وستكون هناك دراسة لوضع المياه الجوفية في الحقول العاملة بالإضافة إلى البحص عن مصادر مياه جديدة لرفع مستوى الإنتاج ليغطي احتيـاجات الميـاه المتزايدة فـي مدينة عدن».

م. وجدي بامطرف
م. وجدي بامطرف
في ختام هذه الرحلة الطويلة لا نملك إلا أن نرفع آيات الشكر والحمد لله والاحترام والتقدير لهؤلاء العمال الذين يعملون بصمت ليلاً ونهاراً دون أن ندري ماذا يعانون وكيف يقضون يومهم في الصحراء وهم يعملون جنباً إلى جنب مع العمال الصينيين وسط حرارة الشمس وظلام الليل ..

حقاً إنهم عمال يستحقون منا الاحترام والتقدير لما يقومون به من أعمال لا يبتغون فيها إلا مصلحة الوطن وتلبية احتياجات المواطنين من مياه الشرب النقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى