لبنان- الديمقراطية.. السلم الأهلي

> عبدالرحمن خباره

> التطورات الدراماتيكية طوال الأسابيع الثلاثة الماضية المنتهية بسقوط الحكومة، كانت بمثابة درس لشعوبنا العربية ولحكوماتها أيضاً، بأن تراكم الاحتقان وحالات الإحباط واليأس وإنتاج المزيد من الأزمات لا يمكن حلها إلاّ بالمزيد من الديمقراطية الحقة.

< نقصد بالديمقراطية الحقة.. حكم الشعب بواسطة الشعب، وليس الادعاءات الفارغة والحملات الإعلامية الكاذبة المزيفة التي يطلقها حكامنا عن إيمانهم بالديمقراطية، والافتراء عليها كذباً وبهتاناً. وما أحوجنا إلى أن نتذكر ما قاله المثقف الفرنسي ورجل الإعلام اندريه مارلو في الثلاثينات من القرن الماضي «إن النظم الفاشية والدكتاتورية قبيحة، فهذه النظم وقادتها يتحدثون كثيراً عن الديمقراطية، بينما هذا بالتأكيد هو الدليل القاطع على غيابها».

< لأن ألف باء الديمقراطية تتطلب: لا أجهزة تنصت ولا جيوش استخبارية لمتابعة الشعب وقواه الحية، وهي لا تعرف قيودا أو سدودا لحرية الرأي والعقيدة، كما تعني المشاركة الحقة في صنع القرار وبالشفافية على موارد الدولة المالية .. حيث يجب أن لا يخفى شيء على الشعب.

< وكم تلعب اليوم الوسائط الإعلامية وبالذات القنوات الفضائية اللبرالية مثل البي.بي.سي. والحرة، ونسبياً قناة «الجزيرة» رغم اتهامها بالإثارة والانحياز إلى التطرف الإسلامي وبعض القنوات العراقية الجديدة واللبنانية فيها مساحة للحرية .. وخير دليل على ذلك ما نقلته هذه القنوات أولاً بأول حول أحداث لبنان الأخيرة وبالذات الحركة الشعبية التي أرغمت الحكومة اللبنانية على الاستقالة.

< وليس أمام القوى الشعبية كلها في لبنان سوى تعزيز الحوار السلمي والحفاظ على السلم الأهلي، لأن أجهزة المخابرات والأمن في سبيل الحفاظ على مصالحها ومطامعها على استعداد لإحراق بيروت، بل لبنان وتدميره.

< ويأتي في مقدمة المهام الإسراع بتشكيل حكومة محايدة انتقالية لإنجاز الانتخابات وبمشاركة فاعلة للرقابة الدولية للخروج من الأزمة الراهنة.

< وصحيح أن خروج القوات السورية وأجهزة مخابراتها من لبنان يشكل الخطوات الأولى كما يقول اللبنانيون من أجل إجراء انتخابات نزيهة وحرة وفي سبيل توطيد السيادة والاستقلال للبنان.

< إن لبنان تعتبر بحق الرائدة وفي الطليعة للنظم العربية .. وهي بحق واحة للديمقراطية، فما أحوج شعوبنا وحكوماتنا العربية إلى الاستفادة من هذا النبع السخي، وهذا الإرث العظيم والتقاليد المجيدة للديمقراطية الحقة.

< وليس هناك طريق آخر!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى