خطأ مطبعي في تقرير اميركي يثير حنق الدبلوماسية السودانية

> الخرطوم «الأيام» (اف ب)

> تسبب خطأ مطبعي في محضر اجتماع للكونغرس الاميركي يتحدث عن
موقع "سيدان" للتجارب النووية في الولايات المتحدة كتب فيه الاسم "سودان" خطأ،
بحملة معادية للغرب مؤخرا في السودان الذي يتعرض لضغوط دولية كبيرة نتيجة
استمرار العنف في دارفور.
فقد ادى خطأ مطبعي في محضر اجتماع للجنة الفرعية للاجهزة العسكرية
الاستراتيجية عقد في الثاني من اذار/مارس الجاري، الى ردود فعل غير متوقعة تمثلت
في اتهامات سودانية للولايات المتحدة باجراء تجارب نووية في السودان.
وتضمن نص محضر الاجتماع مداخلة للنائب ايلن توشر يقول فيها ان "الاختبار في
السودان ادى الى ازاحة 12 مليون طن من الارض واسفر عن حفرة عمقها 320 قدما في
نطاق دائرة قطرها الف قدم".
وبعد اسبوع من هذا الاجتماع، بدأ المسؤولون السودانيون في مهاجمة الولايات
المتحدة لقيامها بهذه التجارب وما نتج عنها مشيرين الى ظهور اصابات بالسرطان بين
سكان شمال الخرطوم.
وكل هذا دفع وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الى طلب ايضاحات من
واشنطن.
وقال اتحاد العلماء الاميركيين في بيان انه "من الواضح من محتوى (محضر اجتماع
الكونغرس) ان توشر كان يشير الى تفجير نووي معروف اجري في السادس من تموز/يوليو
1962 في موقع للتجارب النووية في نيفادا يطلق عليه اسم سيدان".
واوضح البيان ان "كلمة سيدان كتبت على سبيل الخطأ سودان" في محضر الاجتماع.
وقال وزير الخارجية السوداني للصحافيين الخميس "ليس لدينا سبب للتشكيك في
التفسير الذي تلقيناه من الادارة الاميركية". لكنه اضاف ان التحقيقات التي بدأتها
الحكومة السودانية ستستمر لمزيد من الاطمئنان.
وقبل هذا التوضيح، وجه عدد من كبار المسؤولين السودانيين انتقادات حادة الى
الولايات المتحدة، من بينهم وزير الزراعة الامين العام لحزب المؤتمر الوطني
الحاكم المجذوب خليفة احمد الذي وصف الولايات المتحدة بانها "دولة شيطانية".
واتهم الوزير السوداني الولايات المتحدة بانها مسؤولة عن ظهور حالات سرطان في
السودان بسبب التجارب النووية التي قامت بها.
كما طالب نائب سوداني الوكالة الدولية للطاقة الذرية باجراء تحقيق لمعرفة ما
اذا كانت الولايات المتحدة قامت بتجارب نووية ودفنت نفايات نووية في السودان بين
عامي 1962 و1970.
من جهته دعا قطب المهدي مستشار الرئيس السوداني حسن البشير الشعب السوداني الى
"التصدي بقوة لهذه الجريمة".
واضاف المهدي "ان هذه القضية ستاخذ ابعادا كبيرة الان بالنظر الى ان اثار
الاشعاعات بدات تظهر في صورة امراض لم يكن السودان يعرفها من قبل".
باختصار، اثار هذا الخطا مشاعر معادية للولايات المتحدة في الخرطوم التي تواجه
ضغوطا دولية تقودها واشنطن التي تتهمها بالتورط في جرائم ارتكبت في دارفور.
وكانت السلطات السودانية اعربت عن غضبها في شباط/فبراير لدى علمها بان مادة
كيميائية تستخدم في التلوين في بريطانيا وتسبب مرض السرطان تسمى "سودان".
وكانت السلطات البريطانية اكتشفت ان هذه المادة تستخدم في اعداد مواد غذائية
توزع في اوروبا وتم سحب هذه المنتجات على الفور من الاسواق.
وتناولت الصحافة السودانية هذا الموضوع كما تقدمت السفارة السودانية في لندن
بشكوى الى الوكالة البريطانية لمراقبة المقاييس الغذائية وطلبت تفسيرا حول مصدر
اسم هذه المادة الكيميائية.
وقالت متحدثة باسم هذه الوكالة روزاليند سنو لوكالة فرانس برس "لا احد يعرف
مصدر هذا الاسم". واكدت انها "تتفهم ان السودانيين يعتبرون ذلك مهينا". لكنها
اضافت "ان هذه المادة بدأ انتاجها في القرن التاسع عشر".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى