سن اليأس الجماعي

> أروى هائل سعيد- ثانوية عبدالباري/عدن

> هل تزحف الشيخوخة هكذا نحونا بليل طويل واحد، وبعتمة داخلية، تجعلنا نتمهل في كل شيء ونسير ببطء دون اتجاه محدد؟ أيكون الملل والضياع والخوف والرتابة، جزءاً من مواصفات الشيخوخة أم من مواصفات هذه الأمة؟ لقد فقدنا العزة والهمة، وهذا يعني بدء دخولنا في متاهات العمر ومرور عمر الأمة ما بين حلم ويقظة. لندرك الواقع، لقد تحولنا في بضعة أسابيع من أمة كادت تملك أعظم ترسانة نووية، إلى أمة لم يتركوا لها سوى السكاكين والحجارة .. وتقدم عمر الأمة، وتحولنا بعد ذلك من أمة تملك أكبر احتياطي مالي في العالم إلى شعوب متسولة في البنوك والمحافل الدولية. ومازال العمر يتقدم ويتقدم حتى وصلنا إلى حافة الشيخوخة والضعف.

وبين كل الخسائر والتنازلات التي نفقدها على مر العمر تحت مبرر كاذب يدعى «السلام» بدأنا نتجرد من أهم مبادئنا ألا وهي «الوطنية، العروبة» حتى تتلاشى تدريجياً فندرج تحت قائمة «التوابع» بعد أن نشهد جثمان العروبة يشيع أمامنا، ونفقد بهذا مركز الصدارة ونفقد الاستقلالية. أتراني أنا الذي أدخل سن الشيخوخة مبكراً بأفكاري هذه أم ترى الوطن بأكمله هو الذي يدخل اليوم سن اليأس الجماعي؟

أليس هو الذي يملك هذه القدرة الخارقة على جعلنا نكبر ونهرم في بضعة أشهر وأحياناً في بضعة أسابيع فقط!! من بعد اليوم لاشيء يستحق الأناقة واللياقة. الوطن نفسه أصبح لا يخجل من أن يبدو أمامنا في وضع غير لائق.

لذا نحن نهرم ونكبر قبل الأوان، وتصيبنا الشيخوخة لأن الوطن بأكمله قد قطع سن اليأس الجماعي........

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى