ايطاليا تريد تفسيرا موضوعيا حول مقتل بطلها في بغداد

> روما «الأيام» كريستيان سبيلمان :

>
ضابط الاستخبارات نيكولا كاليباري
ضابط الاستخبارات نيكولا كاليباري
تطالب ايطاليا بتفسير سريع وموضوعي حول النيران الاميركية التي اطلقت على سيارة الصحافية المفرج عنها جوليانا سيغرينا فيما كانت متوجهة الى مطار بغداد لان لغز هذه النيران التي اودت بحياة ضابط الاستخبارات نيكولا كاليباري قد اطلق العنان لاغرب التكهنات والشائعات التي باتت تلقي بظلالها على الدعم الايطالي للتدخل الاميركي في العراق.وقد وضع الرئيس الايطالي كارلو ازيليو تشامبي هذه المطالب في رسالة وجهها الخميس "باسم الشعب الايطالي" الى الرئيس الاميركي جورج بوش.

وقال الرئيس في رسالته، "يجب ان توضح ظروف هذه المأساة بشكل مقنع".

ولن تتمكن بالطبع ايطاليا من محاكمة العسكريين الاميركيين المسؤولين عن موت كاليباري (51 عاما) في الرابع من مارس، الذي دفن الاثنين كما يدفن الابطال.ولكن، ومن جهة اخرى، سمح لايطاليا بالمشاركة في التحقيق كما باشر قضاة النيابة العامة في روما في استعادة الدقائق الثلاثين الاخيرة قبل ان اطلق الاميركيون نيرانهم على سيارة سغرينا.

وتبدو قصة الحادثة كما ترويها جوليانا سغرينا وضابط الدرك الايطالي الذي كان يقود السيارة، مختلفة جدا عن حيثيات رواية السلطات الاميركية.

وتؤكد سيغرينا وضابط الدرك ان السيارة كانت تسير ببطء لانها كانت عند منعطف قبل المطار وكان ثلاثة اشخاص داخل السيارة التي كانت مضاءة من الداخل لكي يستعمل كاليباري الهاتف. واشارا الى ان القوات الاميركية لم تطلق اي طلقات تحذيرية بل اطلقت وابلا من الرصاص على الجهة اليمنى الخلفية للسيارة.

ويطرح تشامبي سؤالين: من امر بإطلاق النار ولماذا؟

وتسري حول هذه التساؤلات فرضيات عدة في ايطاليا تقول احداها ان الاميركيين ارادوا "التخلص من جوليانا لان بحوزتها معلومات مهمة وما كانوا يريدون ان تخرج من العراق حية"، وهذا ما قاله صديق الصحافية بيار سكولاري.

وتقول فرضية اخرى ان الهدف كان كاليباري لان الاميركيين كانوا يريدون مقاصصة ايطاليا التي قد تكون دفعت فدية للخاطفين، الامر الذي يعارضه الاميركيون منهجيا.

واقرت السلطات الايطالية انها لم تعلم القوات الاميركية بالمهمة المحددة التي كان ينفذها رئيس قسم العمليات الخارجية في المخابرات العسكرية في بغداد (كاليباري).

لكنها من جهة اخرى نفت ان تكون دفعت فدية للخاطفين مكذبة المعلومات حول دفع ملايين من اليورو الى هيئة العلماء المسلمين (السنة).

وهنالك فرضية ثالثة اطلقها وزير الاصلاحات الايطالي روبرتو كالديرولي ومفادها ان "الارهابيين، وبعد اطلاق سراح الصحافية، قد روجوا معلومات تفيد بوجود سيارة مفخخة وذلك بهدف افتعال الحادث الذي سيتحمل مسؤوليته الاميركيون".وقد اصابت فصول عملية اختطاف سغرينا الشعب الايطالي بصدمة كبيرة وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة اجراء تحقيق "سريع وشفاف" للحفاظ على العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة.واكدت نشرة "ايل فيلينو" الاعلامية المقربة من الحكومة ان هذه الحادثة تدفع برئيس الحكومة سيلفيو برلسكوني الى ابداء صرامة كبيرة ازاء الرئيس الاميركي جورج بوش لارضاء الرأي العام الذي لطالما كان معارضا بشكل واسع للحرب على العراق.

واعلنت المعارضة الايطالية انها ستصوت غدا الاثنين في مجلس النواب ضد تمديد مهمة القوة الايطالية في العراق (ثلاثة آلاف رجل) وبات برلوسكوني مجبرا ان يطرح استراتيجية للخروج من العراق، الامر الذي رفضه قبل اسابيع قليلة في مؤتمر الحلف الاطلسي ببروكسل.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى