تعليم بدون مناهج .. ممارسات إدارية غير مقبولة ...ضعف وتدني مستوى التأهيل

> في الوقت الذي نسمع فيه كثيرا من الدعوات المتكررة من قبل فخامة الأخ رئيس الجمهورية، وحرصه الدائم في كل تناولاته وأحاديثه وخطاباته المتنوعة ، والتي يؤكد فيها على ضرورة الاهتمام بالتعليم المهني والتعليم الفني كنوع من التعليم الذي يعمل على حل مشاكل الفقر في المجتمع وكذلك لما يمثله التعليم الفني والمهني من أهمية في حياة المجتمعات كلها ،إ لا أن الواقع يشكو من معوقات، بدءًا من المعلمين والمدربين ومروراً بالإدارات المشرفة عليه ووصولاً إلى الطلاب المستهدفين من هذا التعليم ، وفي تعز ازدادت رقعة الشكوى من قبل المعلمين في معهد التدريب الفني والمهني بالحصبة بتعز فلا يمر شهر إلا ونتسلم في «الأيام» منهم شكوى حول معوقات ومشاكل التعليم في الوقت الذي يشهد المعهد التوسع في فتح أقسام جديدة وقد رأينا أن هذا الموضوع يشكل قضية جوهرية تتطلب النزول إلى الموقع ونقل الهموم والمشاكل عن قرب فكان لـ «الأيام» هذا التحقيق.


الإدارة العامة لا تتجاوب
< عصام قائد محمد سلام، مدرب في قسم النجارة رئيس اللجنة النقابية بالمعهد قال: بالنسبة للقضايا التعليمية نحن حتى اليوم نعلم بدون مناهج ولا يوجد تأهيل للمدرسين، في مسألة موضوع المناهج والطاقات الاستيعابية للتعليم الفني عندنا طاقات استيعابية محددة يجب إلا تتجاوز 15-18 طالبا، وهنه الطاقة الاستيعابية كل سنة تتجاوز الـ 35 طالبا في القسم الواحد ، وهذا ينسف العملية التعليمية نهائياً وهناك ورش لا تستوعب عدد 35 طالبا فلا يمكن تدريبهم حتى لو كان إلى جوار المدرب زميل آخر مساعد خاصة وأن في بعض الأحيان يجتمع أكثر من قسم في وقت واحد، وهناك زمن محدد لعملية التدريب ولا يمكن أن يدرب الكل في ذلك الوفت نفسه، وقد كان لنل شرف الجلوس مع الأخ الوزير في ديسمبر1993م بعد تعيينه وكان لنا أمل أن يتفاعل مع القضايا التي طرحت ويطرح لها حلولا، إلا انه حتى الآن لم يحل منها شئ .. وكل ذلك طرح على الإدارة العامة هنا ولكنها تساير الواقع بما فيه من سلبيات فقط ولا يوجد أي جانب إيجابي، ورغم ما نسمع من ثرثرة حول التعليم الفني وتشجيع على الالتحاق بالتعليم الفني والهدف من وراء ذلك كله تمرير مشاريع أكثر إفسادا للتعليم الفني وإفساد للمجتمع، فلا يوجد وضع تعليمي صحيح بالنسبة للتعليم الفني .. فالإدارة العامة لا تتجاوب معنا في أي قضية تطرح .. فإذا كنا في التعليم النظامي للفترة الصباحية نعاني من غياب التخطيط الصحيح فأضافوا التعليم الموازي الذي لم يضعوا له الآلية الصحيحة ..وفي جانب الحقوق حقوقنا مهدورة فلم نر من مكتب التعليم الفني أي شيء حتى الآن يمكن يريح المعلمين سواء في العملية التعليمية أو التجهيزات أو إعداد المعلم أو في حل قضايانا ... وأدعو زملائي في بقية المحافظات للتفاعل مع قضايا التعليم الفني .. ونحن نحاول إيجاد عملية تعليمية لكننا نجد أنفسنا أمام معوقات كثيرة ..وهناك ممارسات إدارية غير مقبولة منها خصومات بأثر رجعي على المدرسين وقد تمت إعادة حوالى150-180الف من التسويات بحسب ذكر مدير التعليم الفني، وعندنا وثائق أن الأستاذ فيصل كان يوجه لكنه لم يتابع تنفيذ توجيهاته، وعندنا ما يثبت أن إدارة التعليم الفني تتعرض من بعض الإدارات بالمحافظة للابتزاز منها مكتب المالية والوحدة الحسابية.


مجمع تدريبي
< الأخ سلطان الشيباني، معلم في المعهد قال : هناك توجه شرع في تنفيذه على الواقع وهو تغطية معظم مديريات الجمهورية بالمعاهد الفنية والمهنية، وكان الأولى قبل ذلك إجراء عملية تقييم لوضع المعاهد القائمة في مراكز المحافظات والتي يعتريها الضعف وتدني مستوى التأهيل بسبب غياب المنهج التدريبي العلمي. وأضاف: في المعهد نرى طلبة القسم الواحد متجمعين حول آلة واحدة عفى عليها الزمن من أجل التدريب ، وهذا الوضع لا يمكن أن يصنع مخرجات مؤهلة ، لأن الوضع الصحيح أن كل طالب أو طالبين يكون مخصص لهما آلة ، وتوفير وسيلة مواصلات للقيام بزيارات دورية للمنشآت ومؤسسات العمل للتدرب فيها وعد م توفير تلك الأمور يظل مشكلة كبيرة كونها لا تتناسب مع حسابات الجدوى ، وكان الأولى القيام بفتح مراكز في المديريات وفتح خمس شعب وتحويلها إلى ما يشبه المجمع التدريبي.


الثقة نزعت
< المهندس محمد نعمان حسن، مدرس من سنة 1980م قال: هناك إحباط بالنسبة للتعليم الفني والتدريب المهني بداية من التجهيزات والمناهج (الوحدات التدريبية) التي تخرج المخرجات إلى سوق العمل ، والطاقة الاستيعابية ومروراً بالكادر المعلم والمدرب ، وحقوق المدرب غير موجودة فلا يوجد اهتمام من قبل الوزارة أو إعطائه حقوقه أولا بأول وتهميشه، ونقدر نقول إن الثقة نزعت بين الكوادر في الميدان وبين القيادات العليا في المحافظة والوزارة نفسها ، حقوق اليوم لا نحصل عليها إلا بعد سنة ، وإذا حصلنا عليها تكون مبتورة لأن توجه القيادة منصب نحو ما يهمهم فقط ويحقق مصالحهم .


بدل المخاطر
< مرشد الحزمي، مدرس تربية إسلامية، قال:حقوق لا نحصل عليها إلا بشق الأنفس مثل بدل المخاطر، وتلاحظ مدرسين جدد يستلمون بدل مخاطر لمواد ثقافية رغم أنهم قالوا إن بدل المخاطر للمادة العملية، وطالبنا ببدل المخاطر أسوة بزملائنا لكنهم للأسف من يوم ليوم حتى أن العام الماضي صودرت بدل المخاطر حيث كان هناك بدل اعتماد وعادت للوزارة لأنه لا يوجد من يطالب ، وعندما نطالب يقولوا لنا لا يوجد اعتماد وحتى الآن منذ بداية 2000م لا توجد معنا بدل مخاطر، حتى الراتب للمدرس الجديد أكبر من المدرس القديم.


أوضاع غير مستقرة
< عبد الحق هاشم محمد النهاري، مدرس من خمسة وثلاثين سنة، أحيل للتقاعد بدون تسوية، قال : الأوضاع التي يعيشها المعلمون في المعهد تكاد تكون أوضاع غير مستقرة بسبب عدة أشياء تتركز في الاستحقاقات الخاصة بالمعلمين غير المتوفرة ، واعتمادات تصل المالية وترجع بعد ذلك( رديات ) وتتعرض للاستقطاعات على اعتبار أنها( رديات) ويحرمون هؤلاء المعلمين من استحقاقاتهم بشكل عام مثل بدل المخاطر كانت قبل ذلك للكل في قانون المعلم، ولكن ناسا حرموا منها بعد ذلك (10-20%) إضافة للتسويات والعلاوات التي لاتصل إلا بعد شق الأنفس وللبعض فقط.


عدم صلاحية الآلات القديمة
< أشرف عبد الكريم النجار، قسم النجارة قال : إن مشكلة القسم تكمن في عجز الآلات لأنها قديمة جداً وهناك صعوبة في تدريب الطلاب عليها ، والآلات اليدوية تؤدي غرضها. وأضاف: إن القسم يستوعب 20 طالبا وزيادة على ذلك يكون صعب على المدرس التدريس أو أن يستوعب الطالب، ومطلوب تزويد القسم بالمعدات الحديثة نظراً لعدم صلاحية الآلات القديمة في تدريب الطلاب عليها.


التشييد والصب
< عبد الملك ياسين عبد الله الزر يقي، قسم تشييد وصب المعادن، قال : مشاكلنا في (العدة) مثل الأفران الكبيرة والرمل والمواد الخام وصانع القوالب الخشبية .. عملية التطبيق تتم في القسم حسب الرسومات كما تلاحظ أن القسم مكوناته رمل وقوالب حديدية وقوالب خشبية ويتم التشكيل عبر الرمل بواسطة قالب خشبية ثم ينتزع من داخل الفرمة وتجفف الفرمة ثم يصب السائل داخله قد يكون ألمنيوم أو نحاس بحسب نوعيات القطعة التي سيتم تشكيلها .. والقسم يستوعب إلى خمسة عشر طالباً والدارسون حالياً في الدورات 31 طالبا.


قصور في بعض المنهج
< خالد عبد الله سعيد الأديمي، رئيس قسم الخراطة في المعهد قال : معنا 15 مخرطة وست مكائن تفريز ومكائن القشط والسحب، والمعهد إمكانياته كبيرة والمواد متوفرة .. ومن المشاكل الكثافة الطلابية.

وهناك عجز في بعض المدرسين، وقصور في بعض المنهج لأن بعض المكائن غير متوفرة عندنا وهناك بعض الوحدات نازلة وغير متوفرة مكائنها الخاصة .. وهي في نفس الوقت لم تعد تناسب احتياج السوق .


مشكلة كثرة الطلاب
< وهيب عبد الواحد مدرب في قسم السيارات قال : طالما تتوفر المواد فلا توجد أي مشاكل في القسم وهي متوفرة إلى حد ما .

وكمدرب قال: نواجه مشكلة كثرة الطلاب التي تعيق عملية التدريب ، لكن بقدر الإمكان نحن نوزعهم الى مجموعات وان شاء الله، تسير الأمور .

وحول المنهج قال : الحديث لا بد له من أساسيات من القديم، فنحن نأخذ من القديم ونحاول الدخول في الحديث ولكي يفهم الطالب المنهج الحديث فلا بد من القديم .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى