التوترات مع الحلفاء يمكن ان تفسد احتفالات الكرملين في مايو

> موسكو «الأيام» رويترز

> ربما أحاط الرئيس الروسي فلاديمير بوتي نفسه بتحد دبلوماسي من خلال تنظيم ثلاثة ايام من الاجتماعات في الكرملين مع زعماء العالم في مايو ايار يمكن ان تسلط الضوء على فجوة بين روسيا وأوروبا بمظهرها الجديد.
ويقول معلقون ان التوترات مع ثلاث دول سوفيتية سابقا تسعى الى التوجه غربا خارج مدار نفوذ موسكو يمكن ان يفسد اجتماعات على مستوى عال دعي الى
عقدها لاحياء ذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية عام 1945 على المانيا النازية.
وهم يقولون ان روسيا التي يتهمها الغرب بالتراجع عن الديمقراطية ليس لديها ما تقدمه فيما يثبت الاتحاد الاوروبي الموسع انه يجتذب تلك الدول وربما
جمهوريات سوفيتية اخرى بعيدا عن نفوذ موسكو.
وقال المحلل السياسي اندريه بيونتكوفسكي ان "محاولات موسكو المستمرة للترويج لمفهوم امبراطورية ليبرالية وما أعقبها من وسائل فجة دفعت الصفوة في
الجمهوريات السوفيتية سابقا وفي المجتمع بصفة عامة الى الابتعاد عن موسكو."

ويقول بعض المعلقين ان موسكو محصورة في عقلية امبراطورية قديمة ويتهمونها بالبطش في تناول العلاقات مع الحلفاء السوفيت السابقين مثل جورجيا واوكرانيا ومولدوفا.
وأعرب وزير الخارجية سيرجي لافروف على نحو خاص عن مشاعر احباط من تحولات داخل مجال النفوذ التقليدي لموسكو. وفيما يحيي مخاوف حصار قديمة هاجم لافروف
بشدة بعض هذه الدول السوفيتية سابقا وما يرى انه قوى حرب باردة تعمل في وسائل الاعلام الغربية.
والاحداث التي ستجري في الفترة بين الثامن والعاشر من مايو ايار في موسكو يمكن ان تلقي الضوء على ما اذا كان الكرملين يتكيف مع حقائق الجغرافيا
السياسية في اوروبا.

ويبدأ الكرملين الاحتفالات بقمة كومنولث الدول المستقلة في الثامن من مايو ايار تضم زعماء جورجيا واوكرانيا ومولدوفا.
لكن مع تنقل زعماء الدول الثلاث "الثورية" بين عواصم هذه الدول لتنسيق الخطط لدفع دولهم نحو اوروبا فانه من غير الواضح ما هو التناسق الذي سيكون لدى كومنولث الدول المستقلة ككيان بحلول مايو ايار.

وكتب مراسل صحيفة نيزافيسيمايا جازيتا في كييف يقول "في اوكرانيا الناس يناقشون بنشاط ما اذا كان كومنولث الدول المستقلة سينهي وجوده
قريبا أم لا."
وبعد ان جلبت اضطرابات زعماء موالين للغرب الى السلطة في جورجيا ثم اوكرانيا فقد أصبحت مولدوفا السوفيتية سابقا غربي روسيا ثالث جمهورية
سوفيتية سابقا تتبنى برنامجا مؤيدا لاوروبا.
وفي الفترة السابقة على الانتخابات البرلمانية في السادس من مارس اذار التي فاز فيها الحزب الشيوعي اتهم فلاديمير فورونين زعيم مولدوفا موسكو بدعم
الانفصاليين في اقليم دنستر المولدوفي.
وتجنب بوتين بذكاء أي هجوم عنيف مع مولدوفا. لكنه يسعى بنشاط الى اعادة بناء الجسور مع زعيم اوكرانيا فيكتور يوشتشينكو بعد ما حدث في ديسمبر كانون الاول الماضي عندما أيد خصم يوشتشينكو في الانتخابات.
ومن المقرر ان يتوجه بوتين الى عاصمة اوكرانيا قريبا وان يسعى لدى
يوشتشينكو للانضمام الى ما يطلق عليه المنطقة الاقتصادية الموحدة على الاراضي
السوفيتية سابقا وهو التزام مهم بالنسبة للرئيس الروسي.
والتساؤل المهم عن العلاقات الروسية مع الحلفاء السوفيت سابقا فيما تطلق عليه "الجوار القريب" يمكن ان يمتد تأثيره الى قمة مزمعة مع الاتحاد
الاوروبي في العاشر من مايو ايار.
ولم تخف موسكو مشاعر عدم الارتياح بشأن توسع الاتحاد الاوروبي في العام الماضي ليضم حلفاء سابقين من شرق اوروبا.
والاحداث التي وقعت في العام الماضي في اوكرانيا عندما أيدت بولندا بوجه خاص والاتحاد الاوروبي بوجه عام جهود يوشتشينكو الناجحة لتولي السلطة فيما
يبرر مخاوف موسكو بشأن التوسع.
وفي قمة العاشر من مايو ايار تأمل روسيا والاتحاد الاوروبي توقيع اتفاقية كانت صعبة حتى الان لاقامة علاقات سياسة واقتصادية أوثق.
لكن اذا واصلت موسكو مقاومة وجهة النظر المتمثلة في ان الاتحاد الاوروبي له دور يقوم به في دول مثل اوكرانيا وجورجيا ومولدوفا فانه قد تتعثر المحادثات بشأن الامن الخارجي .. ضمن أربع اشياء يطلق عليها مجالات مشتركة.

وتوجد مناسبة بين الحدثين في التاسع من مايو ايار وهي الاحتفالات بالذكرى السنوية الستين لانتصار السوفيت على المانيا النازية والتي حصل بوتين فيها على التزام من الرئيس الامريكي جورج بوش بحضور الاحتفالات.
لكن حتى هذه المحادثات يمكن ان يفسدها قرار زعماء استونيا ولتوانيا برفض الدعوات قائلين ان نهاية الحرب تمثل بداية احتلال سوفيتي دام 50 عاما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى