مقبرة للمقاتلين العرب والعراقيين في بغداد

> بغداد «الأيام» سام داغر :

> يتولى عدد من الاشخاص، بينهم اطفال في سن السادسة، تنظيف الشواهد في مقبرة صغيرة منزوية في بغداد يرقد فيها حوالى مئة مقاتل من العراقيين والسوريين والعرب الآخرين الذين قضوا خلال مواجهات مع القوات الاميركية.

وقال ابو عمر الذي اقام هذه المقبرة بعد الحرب في ربيع 2003 وما زال يواصل اعتنائه بها "يجب علينا قبل اي شيء الاهتمام بقبور المقاتلين العرب لانهم دفنوا بعيدا عن عائلاتهم".

وفي كل يوم جمعة، يجتمع سكان من منطقة الاعظمية السنية في بغداد للبكاء على موتاهم ورواية وقائع المواجهات العسكرية التي خاضوها وباتت تشبه الاساطير في الحي الواقع شمال العاصمة العراقية.

وكل من يرقد في هذه المقبرة مع استثناءات قليلة شارك في مواجهات مع الجيش الاميركي.

وتوزعت القبور بين شجر النخل والزيتون والليمون في ارض تتصل بمسجد ابو حنيفة النعمان ووضعت فوقها باقات من الورود الاصطناعية.

واوضح ابو عمر الذي يرتدي جلبابا من الصوف ان لكل واحد قصته الخاصة، مشيرا الى مهند ابراهيم الحسن من قرية القحطانية السورية الحدودية الذي قتل في العاشر من ابريل 2003 لدى اقتحام القوات الاميركية بغداد.

ووصل والد مهند بعد اربعين يوما للمطالبة برفات ابنه بعد ان دفنه ابو عمر بمعية 20 آخرين، بينهم حوالى عشرة من السوريين، اضافة الى جزائري وسوداني ويمني.

وتابع ابو عمر (49 عاما) "عندما نبشنا جثة مهند فجرا لاعطائها لوالده، كان وجهه ابيضا والدماء ما تزال تسري في عروقه. فهؤلاء جاؤوا الى هنا دفاعا عن كلام الله وليس عن صدام. انهم ملائكة".

يذكر ان مئات من الشبان العرب تدفقوا الى العراق قبل الحرب لاداء "واجب الجهاد" ضد القوى الاجنبية.

وظل العديد من هؤلاء من دون اوراق ثبوتية بعد ان صادرتها اجهزة الاستخبارات في النظام السابق لدى وصولهم. وقد كتب على بعض الشواهد عبارة "مجهول الهوية".

ويومئ ابو عمر الى قبر محمد علي محمود وهو من بلدة السفيرة قرب حلب في شمال سوريا كان قتل في مايو "خلال معركة مع القوات الاميركية" دون مزيد من التفاصيل.

واكد ابو عمر دفع مبلغ 80 دولارا مقابل شراء جثة محمود من مشرحة احد مستشفيات بغداد و"قد فعلنا ذلك تكريما له".

وقال ان الاموال التي يدفعها على هذه الامور وصيانة المقبرة وتنظيفها مصدرها التبرعات الخاصة.

وفي احدى الزوايا، جلس ثلاثة اشخاص، بينهم احد حراس المسجد المسلحين، على كراس بلاسيتكية حول قبر علي الرحومي (32 عاما) الذي وضعت صورته وهو ملتح ضمن شاهد القبر. وقال شقيقه عبد الله (27 عاما) وهو ينتحب "لم نكن نعرف انه انضم الى المقاومة".

واضاف ان علي وستة آخرين دفنوا قربه قتلوا مطلع يناير الماضي اثناء عملية ضد الجيش الاميركي في منطقة بغداد.

ويتمشى عبد الله قرب قبر صديقه علي صفا (33 عاما) الذي قضى مع اثنين آخرين من سكان الاعظمية خلال عملية عسكرية لجنود عراقيين واميركيين استهدفت المسجد في نوفمبر الماضي بحثا عن السلاح والمسلحين وادت الى اعمال شغب.

واضاف "لقد رمى علي الحذاء على جندي اميركي استدار مطلقا النار على راسه".وباتت المقبرة رمزا للمقاومة التي يشنها السنة اساسا.

وتوضح الكتابة على شاهد قبر هويدا هاشم (16 عاما) ورسول (8 اعوام) انهما قضيا في ابريل الماضي في الفلوجة.

وعلى مقربة من المكان، يتلو سرمد مجيد (14 عاما) آيات من القران فوق قبر شقيقه احمد (22 عاما) الذي قتل في شهر يونيو الماضي.

وقال "قتله الاميركيون بعد ان رشق احدى دورياتهم بقنبلة يدوية وسأسير على خطاه". ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى