انهيار محادثات تشكيل الحكومة العراقية

> بغداد «الأيام» رويترز :

> قالت الأحزاب العراقية الرئيسية يوم امس الاحد إنها فشلت في التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة جديدة قبل أول اجتماع للبرلمان المنتخب الأمر الذي بدد الآمال في أن تبدأ الحكومة الجديدة التي طال انتظارها بالتصدي للعنف الدامي.
وقال نائب الرئيس العراقي روز شاويس اليوم الأحد إن المحادثات حول حكومة جديدة بين الائتلاف الشيعي الرئيسي الذي فاز بالانتخابات التاريخية
والاكراد الذين جاءوا في المركز الثاني سوف تتواصل بعد اجتماع البرلمان للمرة الاولى الاربعاء القادم لتجاوز الخلافات.

وقال الكردي فؤاد معصوم رئيس البرلمان العراقي المؤقت في تصريحات أدلى بها في مدينة أربيل الواقعة في شمال البلاد إن الأكراد سيعودون إلى بغداد لتنقيح بعض النقاط مشيرا إلى أن المحادثات ستتواصل وأن هناك بعض النقاط التي تستحق مزيدا من النقاش.
ومن المقرر أن يجتمع البرلمان يوم الأربعاء المقبل بعد مرور أكثر من ستة أسابيع على انتخابات تاريخية أعطت الكثيرين في العراق أملا في قيام سلطة جديدة بكبح الهجمات الانتحارية والسيارات الملغومة وعمليات القتل على شاكلة الإعدام التي يقوم بها مسلحون غالبيتهم من السنة العرب.
وفي إحدى المزارع ببلدة اللطيفية الواقعة على بعد 70 كيلومترا جنوبي العاصمة عثر على أربع جثث ثلاث منها لجنود والرابعة لشرطي. وقال ضابط بالجيش إن مسلحين أطلقوا النار على رؤوسهم وصدورهم قبل يومين. وكانت أيديهم مقيدة.

وينحي كثير من العراقيين باللائمة على السياسيين الذين يقولون إنهم خاطروا بأرواحهم من أجلهم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي جرت في 30يناير كانون الثاني الماضي بسبب إطالة أمد الفراغ السياسي مع استمرار العنف.
وقال مسؤولون في وقت سابق اليوم إن الجانبين فشلوا في الاتفاق على قضيتين شائكتين هما توزيع المناصب العليا في الحكومة وتوسيع نطاق الحكم الذاتي الذي يتمتع به الأكراد في شمال البلاد.
وعاد أحمد الجلبي العضو البارز بالائتلاف العراقي الموحد الشيعي صفر اليدين أمس الاول السبت من رحلة لكردستان العراقية حاول خلالها إنقاذ التحالف
الكردي الشيعي المقترح الذي يمتلك أغلبية الثلثين المطلوبة لتشكيل الحكومة.
وقال مساعد للجلبي لرويترز "انهارت الاجتماعات. ليس هناك اتفاق."

وذهب سياسيون أكراد إلى ما هو أبعد من ذلك ورفضوا محاولات الائتلاف الشيعي إلقاء اللوم عليهم في الإخفاق الذي منيت به المحادثات.
وقال برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي المؤقت وهو كردي لقناة العربية التلفزيونية الفضائية إن الائتلاف الشيعي يرغب في القاء مسؤولية
المعادلة السياسية على عاتق الجانب الكردي وحده.
وأضاف في تعليق مفعم بالسخرية بينما يصر التكتل الشيعي على اختيار رئيس الوزراء على أساس أنه الفائز بالانتخابات أن الأكراد مستعدون
للتضحية بالرئاسة للشيعة إذا ضحى الشيعة برئاسة الوزراء للسنة.

ويريد الأكراد الذين يقدر عددهم بنحو ثلاثة ملايين من بين سكان العراق البالغ عددهم 27 مليون أن يتولى الزعيم الكردي جلال الطالباني رئاسة
البلاد بالإضافة إلى إحدى حقائب وزارات السيادة مثل الداخلية أو المالية أو الدفاع.
كما يريدون رفع حصتهم من العوائد النفطية إلى 25 في المئة بدلا من 17 في المئة حاليا وضم كركوك لمنطقة الاتحاد الكردستاني.
وتصب هذه الأزمة في مصلحة رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي الذي ستظل حكومته في السلطة إلى حين إجراء الانتخابات العامة المقررة في نهاية
العام الجاري.

وقاطع أغلب السنة العرب الذين كانت لهم الهيمنة في ظل حكم صدام حسين الانتخابات وليس لهم تمثيل يذكر في البرلمان الجديد.
وشن المسلحون وأغلبهم من السنة أكثر هجماتهم جرأة على الإطلاق على الشيعة وعلى أهداف حكومية في إطار حملتهم للإطاحة بالحكومة التي تدعمها
الولايات المتحدة وإفشال الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة.

وفي أعنف الهجمات التي وقعت مؤخرا استهدف مفجر انتحاري مسجدا للشيعة خلال جنازة يوم الخميس الماضي مما أسفر عن سقوط 50 قتيلا وعشرات الجرحى.
وأعلنت جماعة سنية غير معروفة مسؤوليتها عن الهجوم على الإنترنت.
وتوعدت جماعة جند الصحابة بتنفيذ هجمات ضد الشيعة الذين وصفتهم "بالرافضة" وانهم ليسوا مسلمين حقيقيين.
ولم يتسن التأكد من مصداقية البيان.
وفي الشرقاط جنوبي الموصل أسفر هجوم انتحاري بسيارة ملغومة على نقطة تفتيش أمس الاول السبت عن مقتل ستة جنود. وقال المقدم طلال محمد قائد الجيش في
المنطقة بوم امس الأحد إن الجيش ألقى القبض على يمني ذي صلة بالهجوم.
وفي الموصل قال الجيش الأمريكي إن جنديا أمريكيا قتل بنيران أسلحة صغيرة يوم الجمعة الماضية كما قتل متعاقدان أمريكيان في انفجار قنبلة كانت مزروعة على
جانب أحد الطرق جنوبي بغداد أمس الاول السبت.
وشكت هيئة علماء المسلمين وهي جماعة سنية بارزة يوم امس الأحد من أن القوات الأمريكية فتشت منزل زعيمها للمرة الثانية خلال أسبوع واحد.
وأثارت تكتيكات مكافحة التمرد التي تستخدمها القوات التي تقودها الولايات المتحدة غضبا في العراق وتسببت في توترات مع بعض الحلفاء الرئيسيين.
وقالت بلغاريا أمس إن الولايات المتحدة اعترفت بانتهاك قواعدها للاشتباك عندما أطلقت إحدى الوحدات النار على دورية بلغارية في الرابع من
مارس آذار الجاري وقتلت جنديا.
وقال متحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد إنه لا يستطيع التعليق على الحادث إلى حين اكتمال التحقيق فيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى