النفط السعودي في مأمن من أي هجوم للقاعدة بحسب خبراء دوليين

> باريس «الأيام» ميشال موتو :

> يرى خبراء دوليون ومستقلون ان المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية المهددة من قبل تنظيم القاعدة، ليست عرضة للمخاطر كما قد يتبادر الى الاذهان للوهلة الاولى.ففي الوقت الذي تعتبر فيها القدرات الانتاجية للعملاق النفطي السعودي اولوية لكبح ارتفاع اسعار البرميل، كما تعهدت الرياض، تعيش الاسواق العالمية في هاجس احتمال شن هجوم على بئر نفطية او محطة توزيع او مصفاة لتصدير البترول السعودي.

لكن في الاوساط النفطية الغربية يرى عدد من الاختصاصيين ان الاحتمال ضئيل في نجاح اي هجوم ارهابي في تدمير عنصر حيوي في منظومة انتاج وتصدير النفط، مع اتخاذ تدابير حماية استثنائية مترافقة مع منشآت ضخمة.

ويؤكد روجر ديوان من مؤسسة الاستشارات "بي اف سي" في واشنطن "ان السعوديين وضعوا وسائل دفاعية استثنائية. انهم قاموا دوما بذلك لكنهم شددوها الى حد لا يمكن وصفه منذ سنة".

واوضح "هناك مناطق محظورة شاسعة حول المنشآت، يتراوح قطرها بين 100 و120 كلم. انها تحصينات في الصحراء تراقب بوسائل ضخمة: اقمار صناعية ترصد كل شيء يتحرك، ومروحيات ورادارات، والجيش وقواتها الامنية الخاصة. وتخوفها الوحيد هو التخريب الداخلي، لذلك فهم يسيطرون حتى الموت على كل ذلك". وتبدو هذه المنشآت التي تعتبر مراكز حساسة في منأى عن اي اخطار على ما يؤكد اولئك الذين تمكنوا من التوجه الى المكان. فهي معزولة في مناطق صحراوية محاطة بحواجز متعددة وابراج مراقبة ومساحات من الرمل الابيض لرصد اي اثر للاقدام.

اما خطوط الانابيب الممتدة الى حوالى 14 الف كيلومتر في شبه الجزيرة فهي اكثر عرضة لكن يمكن اصلاحها بسهولة وبسرعة. "فان تم تفجير احد الانابيب، يوقف الامداد ويقطع الجزء المدمر وتنقل قطعة قسطل بمروحية وتلحم، كل ذلك يمكن انجازه في اربع وعشرين ساعة". وفي باريس، قال بيار ترزيان مدير مجلة "بترو-ستراتيجي" (استراتيجيات نفطية) "هناك منظومات تخزين عند الوصول، لذلك لن يكون هناك اي تأثير على الحمولات، المخزونات تنتظم خلال الاصلاح".

ويرى انه "لا بد من شن هجوم كثيف على طراز 11 سبتمبر (2001 في الولايات المتحدة) ليكون لذلك وقع. اما القاء قنبلة او حتى اطلاق سيارة مفخخة على حاجز امني فلن يكون له اي تأثير".

فالسعوديون اكثر عرضة للخطر عند مستوى مصافي التصدير حيث تأتي ناقلات البترول من العالم اجمع للرسو فيها. وهذه المنصات المعدنية العائمة التي تتقدم في عرض البحر يمكن ان تكون هدفا لهجمات انتحارية بواسطة قوارب صغيرة كتلك التي الحقت اضرارا بالمدمرة العسكرية الاميركية يو.اس.اس-كول او الناقلة النفطية الفرنسية ليمبورغ في اعتداءين وقعا على التوالي في 2000 و2002.

لكن الخبير ليوس درولاس من مركز الدراسات العامة للطاقة في لندن يؤكد ان السعوديين "يملكون العديد من الطرادات، واعتقد، (انهم يملكون) بمساعدة الاميركيين، انظمة تنصت تحت البحر لرصد اي رجال ضفادع".وفي نظره "فان الشيء الوحيد الخطر فعلا يتمثل في ان يسيطر الارهابيون على ناقلة نفط ويملأوها بالمتفجرات ليفجروا بها مصفاة. وان دمرت مصفاة في راس تنورة (نقطة تصدير رئيسية) وتم سحب اربعة ملايين برميل في اليوم من السوق، سيكون ذلك بمثابة ضربة هائلة".

الى ذلك يجمع الخبراء على ان اي اعتداء، ولو صغيرا، على البنى التحتية النفطية السعودية سيؤدي بالتأكيد الى رفع اسعار النفط الخام "لكن ذلك سيعود الى اسباب نفسية اكثر مما هو لاسباب عقلانية" على حد قول روجر ديوان.

والشهر الماضي اكد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ان بلاده بذلت جهودا كبيرة على الصعيد المالي لتحسين امن منشآتها.

وقال ان "المنشآت البترولية في المملكة تخضع لحراسة امنية مكثفة ذات مستويات متعددة تجعل من الصعب، ان لم يكن من المستحيل، وصول الارهابيين اليها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى