هدية لأمي في عيد الأم ( قصيدة )

> مختار مقطري

>
عاد الصباحُ وكلُّ شيءٍ صاحِ

وتثاءبت شمسٌ كسولُ كأنها

حولي يودعُ كلُّ ظلٍ ظلهُ

ومعي بقايا من رؤىً ملتاعةٍ

ودخان أوهام كأنها لم تبت

تتراقص النسمات حولي كأنها

يا أنت .. يا من ها هنا .. يا داخلي

مالي إذا أغرى الجمال جوانحي

واذا هفت روحي للهوٍ قلت لي

وأنا لطفل الأمس عندي موعدٌ

بان المشيب ولم يزل في عينها

وإذا تأخر ساعة أو لم يبت

لكنها رحلت وكنت أظنني

دمعي يغسلها وأفرش تحتها

ودعتها؟ .. كلا .. فوجهها لم يزل

قبلتها؟.. كلا.. وثغرها لم يزل

رحلت مباركة اليدين فأظلمت

رحلت رفيقة صبرها فتوقفت

يا قبرها .. أضمم اليك شهيدةً

نزلت إليك عزيزةً لم تدخر

عاشت يجِّمل صبرها إيمانها

معطاءةً في يسرها.. وعفيفة

أمي .. ويا سندي.. وجابر عثرتي

أبكي - إذا أبكيك - غدر أجبةٍ


جفني وأحداق الدجى وصباحي

باتت تصبُّ السهدَ في أقداحي

واللاهنا في غدوة ورواح

ورماد طيف في شفاه رياح

عندي تجففُ غفوة المصباح

همسات شيطان ولعنة لاح

عيناك أم عيناي غيرُ صحاحِ

أغرقتها بالرمل والأملاحِ

اللهو بعد الشيب غير مباح

أخلفته .. فبكى أوان مراحي

طفلاً يتوق لحضنها النفاح

في بيته .. باتت بجفن صاح

سأضمها في قبرها المرتاحِ

جلدي وأسند رأسها بوشاحي

في خاطري .. يكسوه نور سماحِ

يدعو إليّ بنصرة وفلاح

دنياي واغتال الرحيل مراحي

وثبات رحلة عصمةٍ وكفاحِ

حملت لواء الصبر في الأتراح

غير التقى والبر والإصلاح

بالله .. في صمت وفي إفصاح

في عسرها .. ممدوحة النزاح

ووزيرتي في محنتي وسلاحي

كم عشت أدفع عنهم وألاحي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى