فحمان تحدى وقهر كل الظروف

> «الأيام الرياضي»صادق حمامة

> لم تكن الطريق أمام نادي فحمان لخطف إحدى بطاقات التأهل في تصفيات تجمع أندية محافظة أبين مفروشة بالورود، بل إنهم (عانوا الأمرّين) من كثرة العراقيل والمطبات، التي وضعت أمام براكين فحمان الثائرة، ونحن لا نتهم أحداً هنا، ولكن من المؤكد أن هناك من كان يسعى إلى «وأد» الحلم الفحماني، وليس للفحمانيين أي ذنب فيما جرى من مشاكل وصراع عقب تأهلهم عن المحافظة، ولكن اتحاد الكرة الأبيني السابق هو وحده من أوجد هذه المشاكل عندما أراد بحماقة أن يضيف «الأهداف» التي سجلتها الفرق في المرحلة الأولى من التصفيات إلى رصيد الفرق في الدوري السداسي الذي أقيم للست الفرق المتأهلة، وكان نادي أمصرة سيكون المستفيد الوحيد من هذه العملية بعد أن صارت أهدافه أكثر من فحمان.

اتحاد الكرة السابق «عجنها عجين» وأدخل الناس في صراعات ومشاكل هم في غنىً عنها، لم تحل إلا بعد أن تدخل الاتحاد العام وأصدر فتواه بأحقية فحمان بالتأهيل، ولم يكن أشد المتفائلين في الفريق الفحماني يتوقع أنه سيكون فارس المجموعة في سيئون، خاصة وأن الفريق يمر بظروف لا تساعد على التفوق والإبداع، وإذا ما عرفنا أنه لا يملك حتى ملعباً يزاول فيه لاعبوه تمارينهم، وأيضاً هروب العديد من نجوم الفريق بعد سقوط النادي إلى الدرجة الأدنى قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

فعلاً «المعاناة تولد الإبداع» فلم يستسلم أبناء فحمان لكل الظروف السيئة التي تطارد ناديهم، فكانوا رجالاً بقدر المسؤولية التي حملوها على عاتقهم كأبطال لمحافظة أبين، على الرغم من أن محافظات عدة في طول وعرض البلاد عندما تتأهل فرقها وتذهب لتمثيلها في أي تجمع كروي سرعان ما نسمع بالتفاف السلطة والجماهير حول فريقها، فتحشد السلطة كل إمكانياتها المتاحة خلف فريقها، إلا في أبين فمسؤوليها «نيام في العسل» ويتعاملون مع أي إنجاز ببرود كبرودة الثلج، علما بأن أندية كثيرة داخل الوطن تكاد تكون غير معروفة، وليس لها ذكر في الخارطة الرياضية اليمنية، ومع ذلك تمتلك المقرات الضخمة والباصات المكيفة ، وفحمان يا ولداه شبابه بدون مقر ولا ملعب ولا باص خاص لهذا النادي.

صدقوني لو تهيأت الظروف المناسبة أمام هذا الفريق لاستطاع أن يكون واحدا من الأندية القوية التي يشار إليها بالبنان، خاصة وأن لاعبي الفريق يمتلكون القوة والسرعة والمهارة، وأهم من هذا وذاك لديهم عزيمة في قوة الجبال لأنهم اسم على مسمى، وقد استطاع فحمان أن يتصدر تجمع سيئون ويتأهل إلى الدرجة الثانية بأقل التكاليف إذا ما عرفنا أن الفريق فقير جداً وملابسه الرياضية يحافظ عليها من عام إلى عام، وكثير من لاعبيه يوفرون من قوتهم ولقمة عيشهم مايكفي لشراء حذاء رياضي ،لكي يلعبوا به في دوري المحافظة، وفوق هذا وذاك، فالفريق لا يمتلك المدرب المؤهل،ومن يدربه ويعده للمنافسات هو واحد من قدامى لاعبيه إسمه ياسر جازع «الشلن»..وفي الأخير قلوبنا معكم يا أبناء فحمان وعفواً إذا كنا قصرنا في الاهتمام بكم في يوم من الأيام، ولكن ثقتنا فيكم كبيرة من أنكم رجال عند الشدائد، ورغم ظروفكم الصعبة إلا أنكم ستظلون ذلك الفارس الذي نراهن عليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى