الاخوان يشعلون القاهرة بالتظاهرات والسلطات ترد بحملة اعتقالات

> القاهرة «الأيام» د.ب.أ/رويترز :

>
مصري يحمل شعار (لا للاعتقال لا للتعذيب) خلال مظاهرة امس في القاهرة
مصري يحمل شعار (لا للاعتقال لا للتعذيب) خلال مظاهرة امس في القاهرة
في خطوة وصفت بأنها تحد غير مسبوق للسلطات المصرية نظمت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة ثلاث مظاهرات حاشدة في القاهرة أمس الاحد مطالبة بإصلاح سياسي شامل في البلاد.وتحالفت الجماعة في إحدى المظاهرات مع ممثلين للشيوعيين وحركة "كفاية" التي ترفض التمديد للرئيس المصري حسني مبارك,ومنعت أجهزة الامن أعضاء الاخوان من تنظيم مظاهرة رابعة امام مقر مجلس الشعب (البرلمان) وبميدان التحرير في وسط القاهرة,وكانت الجماعة قد دعت أعضاءها إلى مظاهرة أمام البرلمان القريب من ميدان التحرير غير أن أجهزة الامن نشرت الآلاف من جنودها وقوات مكافحة الشغب بالمنطقة منذ الصباح الباكر وأغلقت الطرق المؤدية للميدان ومنعت المواطنين وأعضاء الجماعة والاعلاميين من الوصول لمقر البرلمان.

وعطلت السلطات أيضا المصالح الحكومية الكائنة في الميدان وأبرزها "مجمع التحرير" الذي يعد أهم مؤسسة حكومية بالقاهرة وهو ما أدى لتكدس شوارع وسط المدينة بالسيارات وتعطل شبه كامل للمرور.

وتجمع المئات من أعضاء الجماعة في منطقة "ضريح سعد زغلول" القريب من مجلس الشعب ونظموا مسيرة احتجاج سارت نحو 250 مترا قادها الدكتور محمد حبيب النائب الاول لمرشد الاخوان وعدد من قيـادات الجمـاعة ونوابهـم فـي البـرلمـان.

وقال حبيب لوكالة الانباء الالمانية "مطلبنا هو إجراء تعديل حقيقي في الدستور المصري يمتد لتحديد فترة تولي الرئيس المصري الحكم بفترتين كل منها 4 سنوات والحد من صلاحياته المطلقة والسماح لاي مصري بخوض انتخابات الرئاسة بعد حصوله على توقيعات 20 ألف مواطن".

وفي ذات التوقيت تقريبا احتشد نحو ألف اخواني بميدان رمسيس- احد اهم ميادين القاهرة- في خطوة فاجأت قوات الامن وهتفوا مطالبين بتعديل الدستور وأعلنوا رغبتهم في حكم مصر.

وردد المتظاهرون هتافات من بينها "لا تطرف ولا إرهاب .. عايزين نحكم بالكتاب" ومعبرين عن رفضهم لما يتردد عن توريث السلطة في مصر "لا للتوريث .. لا للتجديد" ورفعوا لافتات تطالب بإلغاء قانون الطوارئ المطبق في مصر منذ 24 عاما وإلغاء المحاكم العسكرية والقوانين الاستثنائية وإطلاق حرية اصدار الصحف وانشاء الاحزاب واخلاء سبيل المعتقلين السياسيين.

من جانبها أكدت وزارة الداخلية المصرية في بيان أن "كافة وسائل التعبير عن الرأي متاحة سواء من خلال الندوات أو المؤتمرات أو الصحف الحزبية أو من خلال أعضاء مجلسي الشعب والشورى".

وقالت الوزارة إنها "سبق وحددت ضوابط التجمع والتظاهر بالطريق العام وفق القواعد القانونية وأسوة بما هو معمول به على مستوى الانظمة الديمقراطية كافة" مشيرة إلى أن "مجموعات قامت اليوم بتنظيم مظاهرة أمام مجلس الشعب بدعوى تعبيرها عن موقفها من مسارات الاصلاح والتعديلات الدستورية .. غير أنها لم تلتزم بسابقة تحذير قياداتها بعدم الخروج ضمن مسيرات".

وذكر البيان أن "هذه المجموعات والعناصر اتجه بعضها إلى التجمع بشارع ضريح سعد بوسط القاهرة ومسجد الفتح بميدان رمسيس مما أعاق سير وحركة المرور بهذه المنطقة المحورية وقد قامت قوات الشرطة بصرفهم وضبط خمسين عنصرا منهم لاصرارهم على التجمع".

ونظم الاخوان مظاهرة ثالثة أمام نقابة الصحفيين في وسط القاهرة وشارك فيها العشرات من أنصارهم إلى جانب ممثلين لليسار وحركة كفاية ونشطاء أجانب من المشاركين في مؤتمر دولي منعقد في النقابة لمناصرة الشعبين العراقي والفلسطيني.

وردد المتظاهرون هتافات تتضمن انتقادات صريحة للرئيس المصري وتطالب بإنهاء فترة حكمه وهتفوا "الاخوان والشيوعيين .. يا مبارك مش ساكتين" و"لا للزنزانات .. لا للاعتقالات" وطالبوا بوقف التطبيع مع اسرائيل وإلغاء اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل الموقعة عام 1979. وواجهت أجهزة الامن هذا التصعيد من قبل جماعة الاخوان المسلمين بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوفها شملت محافظات القاهرة والجيزة والفيوم والغربية والدقهلية.

وقال مركز"سواسية لحقوق الانسان" المقرب من الاخوان في بيان إن من بين المعتقلين الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح رئيس اتحاد الاطباء العرب واحد اعضاء الصف الاول من قيادات الاخوان الذي اعتقل ومعه 01 من الاخوان بمنطقة كوبري قصر النيل على مقربة من مجلس الشعب فضلا عن 50 آخرين في المحافظات بينهم سبعة أطباء وأربعة مهندسين وصحفي ومحام و12 مدرسا وإمام مسجد.

ووصفت الجماعة في بيان صحفي حملة الاعتقالات بأنها "تصرف غريب يتنافى مع دعاوى الاصلاح التي يتغنى بها النظام المصري".

يشار إلى ان السلطات المصرية تحظر نشاط الاخوان المسلمين منذ عام 1954 وترفض السماح لهم بإنشاء حزب سياسي يحمل اسمهم.

وتعد هذه التظاهرات الاولى من نوعها منذ حظر نشاط الاخوان.

اعتقلت قوات الأمن المصرية نحو مئة من أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ومنعت أمس الأحد الجماعة التي تعد أكبر قوة معارضة في مصر من تنظيم مظاهرة تطالب بالاصـلاح السيـاسـي.

واصطف آلاف من قوات شرطة مكافحة الشغب على طول الطرق بوسط القاهرة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مقر مجلس الشعب (البرلمان) للمشاركة في المظاهرة والمطالبة بمزيد من الإصلاحات وبعدم إفراغ تعديل دستوري مقترح من مضمونه. ولكن بضع مئات من المحتجين تمكنوا من التجمع وتنظيم مظاهرات في مناطق أخرى بوسط القاهرة.

وقالت وزارة الداخلية في بيان ان الشرطة احتجزت 50 من المتظاهرين لرفضهم التفرق. وتابع البيان ان المظاهرة لم تحصل على ترخيص ولم تكن ضرورية بأي حال لأن المصريين لديهم قنوات أخرى للتعبير.

وقال عصام العريان نائب المرشد العام للجماعة المحظورة لرويترز إن أجهزة الأمن اعتقلت في وقت سابق 49 من القياديين المنظمين للمظاهرة.

وقال مسؤول بوزارة الداخلية إن السلطات اعتقلت 49 في خمس عمليات احتجاز منفصلة في وقت متأخر من أمس الأول السبت بتهمة حيازة كتب ومنشورات ممنوعة مناوئة لنظام الحكم وللاشتباه في أنهم جندوا أعضاء جددا في الجماعة وبتهمة تعكير صفو الأمن.

وجرت الاعتقالات في القاهرة ومحافظتين أخريين شمال العاصمة وفي الفيوم جنوب غربي القاهرة.

وقال المرشد العام للإخوان محمد مهدي عاكف "هناك حملة اعتقالات (للإخوان) بالعشرات في كل المحافظات منذ أمس (الأول) ولا تزال مستمرة."

وقال عاكف لرويترز إن أجهزة الأمن رفضت تنظيم المظاهرة. وأضاف "وصلنا رفض من الأمن. لكننا صممنا على تنظيم المسيرة لأننا أعلناها."

وقال إن "هذا شيء مؤسف. لمجرد أننا أعلنا مظاهرة محدودة بلا صوت مجرد مسير ة صامتة."

ووصف الإجراءات الأمنية التي حالت دون تنظيم المظاهرة بأنها "مقززة".

وقال "لماذا كل هذا .. الأمن يعرف أن الإخوان منضبطون.

"استخدمنا كل الإجراءات الحضارية لإسماع صوتنا. وقد أعلنا عنها في مؤتمر صحفي وأرسلنا أفرادا للأمن (لإبلاغ السلطات)."

وقال عاكف "الشيوعيون نظموا مظاهرة وحركة كفاية التي تسب الرئيس عملت مظاهرة والحزب الوطني نفسه عمل مظاهرة فلماذا هذا معنا."

شارك في هذه التغطية عصمت صلاح الدين ومحمد عبداللاه

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى