لماذا لا تستضيف عدن دورة خليجي 20؟

> «الأيام الرياضي»خالد الجحافي :

> سعدنا كثيراً بما خرج به اجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والجمعية العمومية الأخير من قرارات وتوصيات تهم الشأن الرياضي اليمني، وتساهم - في حالة تنفيذها - مساهمة فاعلة في تطوير العمل الرياضي في المستقبل، ليتناسب وحجم الطموحات والآمال التي يتطلع إليها اليوم الشارع الرياضي.

ولعل أبرز ما خرج به هذا الاجتماع تكليف لجنة من ذوي الاختصاصات في شؤون الاستضافات للبطولات الدولية لدراسة استضافة بلادنا لبطولة خليجي 20 في عام 2010م من مختلف جوانبها الميدانية والفنية، والمتمثلة في المنشآت الرياضية (ملاعب أساسية، ملاعب تدريب، ملاعب مكشوفة، صالات رياضية، ومراكز إعلامية.. إلخ)، وهو ما يدل في بادئ الأمر على أن اللجنة الأولمبية اليمنية بدأت تستشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، وضرورة استغلال الوقت للإعداد والتحضير الجيدين وللظهور بصورة تشرف اليمن ورياضييها.

لكن الحلو في اليمن مايكملش، فها هي اللجنة ومنذ تشكيلها قبل عدة أشهر لا حس ولا خبر، سمعنا وفرحنا فقط بجعجعتها لكننا حتى اللحظة لم نر طحينها، وكأنها قد ولدت ميتة، ومن هذا المنطلق وحتى يكون لخليجي 20 نكهة يمانية مميزة يفوح منها عبق التاريخ الرياضي التليد، وعلامة جودة أصيلة غير قابلة للتقليد، وإسهاماً منا في مساعدة لجنة الاختصاصات وإخراجها من زنقتها، أتقدم بمقترح أن تكون محافظة عدن ثغر اليمن الباسم هي الحاضنة الرئيسية لهذا التجمع الخليجي اليمني العربي الرياضي الكبير.. لا لشيء وإنما تكريماً وإكباراً وإجلالاً لهذه المدينة المعطاءة والمدرسة الرياضية، والتي كان لها شرف وضع اللبنات الأولى لانطلاق مسيرة النشاط الرياضي ليس في الجنوب فحسب، وإنما في عموم الجزيرة والخليج العربي، وذلك بمناسبة مرور مائة عام (قرن كامل) على بدء مزاولتها للنشاط الرياضي، حيث تأسس أول ناد للتنس العدني في منطقة كريتر عام 1902م، وظهر فيها أول ناد لكرة القدم في عام 1902م، وكان يسمى بنادي الترفيه المتحد، والذي عرف شعبياً بـ U.R.C. ، وكان نواة لظهورنادي الاتحاد المحمدي في عام 2005 وبعد ذلك ناديي الحسيني والكتبة.

إضافة إلى ذلك التميز التاريخي الذي لا يغفله إلاّ الجاحدون، تمتلك عدن جملة من المقومات الرياضية التي تجعلها المحافظة الأولى بين المحافظات اليمنية القادرة على التنظيم والاستضافة والنجاح فيها، حيث توجد فيها الكفاءات الرياضية ذات الخبرات العلمية والعملية الطويلة في ميدان الرياضة وكرة القدم خاصة، وفيها أكثر من ملعب لكرة القدم، وصالة رياضية دولية، جميعها قابلة للتطوير، كذلك قرب عدن من ملعب الشهداء بمحافظة أبين، وملعب الشهيد معاوية بمحافظة لحج، وهما من الملاعب التي يمكن الاستفادة منها لتتدرب الفرق المشاركة فيها، كما يوجد في عدن مساحات واسعة لإنشاء أكثر من منشأة رياضية خاصة وأن الوقت ما يزال بأيدي جهات الاختصاص، وبمقدورها متى ما وجدت النوايا الصادقة والدعم المادي والمعنوي إنشاء أكثر من مدينة رياضية بمواصفات دولية كتلك التي شاهدناها وسعدنا برؤيتها في منافسات خليجي (17) في العاصمة القطرية الدوحة.

هذا ما نراه مناسباً ومساعداً للجان وجهات الاختصاص إحقاقاً منا للحق، وإنصافاً للتاريخ الذي يحترم ويقدر في كل بلدان العالم، ولا أريد أن أقول إلاّ في بلادنا.

أما إذا كان لا بد من صنعاء، وإن طال وتعثر وتعكنن الإعداد والتحضير فلا نمانع في أن تقتسم صنعاء وعدن استضافة البطولة، وتتنافسان فيما بينهما في ذلك، خاصة وأن البطولة تعتمد نظام المجموعات، حيث تلعب المجموعة الأولى في صنعاء والمجموعة الثانية في عدن، فنكون بذلك قد أنصفنا التاريخ، ووفقنا في الجمع بين التراث والمعاصرة رياضياً، وأخرجنا البطولة إلى بر الأمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى