ولفوفيتز رئيسا للبنك الدولي: منصب سياسي ام مهمة نبيلة؟

> واشنطن«الأيام»غابرييل غرنز :

>
تعهد الاميركي بول ولفوفيتز العمل في خدمة المجتمع الدولي للقيام ب"مهمته" على اتم ما يرام مثل خفض معدلات الفقر في العالم بصفته رئيسا للبنك الدولي، لكن المشككين يستمرون في اعتبار انه رجل واشنطن, وقد وافق مجلس ادارة البنك الدولي بالاجماع امس الاول الخميس على تعيين ولفوفيتز، مساعد وزير الدفاع الاميركي، رئيسا للبنك.

وقال ولفوفيتز في بيان مطول نشر بعد تعيينه لمدة خمس سنوات "اؤمن بقوة بمهمة البنك الدولي، ومساعدة الناس على الخروج من الفقر هي مهمة نبيلة".

وقد اثار الاعلان عن ترشيح ولفوفيتز المثير للجدل بسبب دوره الاساسي في حرب العراق عاصفة في اوساط المنظمات غير الحكومية.

ويطمح ولفوفيتز الايديولوجي من المحافظين الجدد وصاحب الخبرة المحدودة في مجال التنمية، كان سفيرا لبلاده لدى اندونيسيا بين عامي 1986-1989، الى تعميم
الديموقراطية في الكرة الارضية.

وشدد في البيان على الاصغاء وعزمه على التشاور مع زملائه والمجتمع المدني والعاملين في البنك الا انه بقي مبهما بالنسبة للسياسة التي ينوي اعتمادها.

واضاف ان "الاشهر الستة المقبلة ستكون مرحلة حاسمة للسياسة الدولية في مجال التنمية وخصوصا مع اقتراب قمة الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر حول اهداف التنمية
خلال الالفية".

واول هذه الاهداف هو خفض نسبة الفقر الى النصف بحلول سنة 2015 لكن افريقيا قد لا تتمكن من ذلك، وفقا لعدد من الخبراء.

من جهة اخرى، اعلن ولفوفيتز ان لديه الان، بعد مشاورات متعددة، "احساسا جديدا بالحاجة الملحة الى تخفيف الديون واقامة البنى التحتية والتكامل الاقليمي اذا كنا
نريد خفض معدلات الفقر".

واشار الى ان جهات من داخل البنك اقترحت "اجراء مراجعة للتوازن بين الهبات والقروض" التي يمنحها البنك.

ويشن البيت الابيض منذ عدة اشهر حملة لصالح منح الدول المدينة هبات وليس قروضا او ائتمانات لكن موقفه يبقى مبهما حيال معايير الادارة الرشيدة التي يريد ربطها
بمنح الهبات.

ومن جهتها، تفضل الدول الاوروبية، وهي كبار الجهات المانحة في البنك الدولي، الابقاء على نظام القروض والائتمانات التي تضمن استقلالية البنك نوعا ما تجاه حكومات الدول الاعضاء.

الا ان البعض قرر منحه مزايا الاستفادة من الشك فقالت كارول غراهام خبيرة المؤسسات الدولية في معهد بروكينغز للابحاث ان "الامر يتوقف على طريقة عمله بحيث قد تكون لديه القدرة على التصرف بمثابة عازل بين الادارة الاميركية والبنك الدولي" في حال نشوب نزاع.

واضافت "ولكن، في هذه المرحلة ليس هناك سوى تكهنات", ومن جهته، دعت صحيفة "واشنطن بوست" التي من عادتها توجيه انتقادات الى الادارة الى ابداء التساهل حيال الرئيس الجديد للبنك الدولي.

وذكرت افتتاحيتها ان "الانتقادات ضد برنامج ولفوفيتز حول عمل البنك قد تكون صادقة متى تم الكشف عنه، لكن الادانة المسبقة بسبب دوره في حرب العراق لن تكون
كذلك".

الا ان الناشطين المعادين للعولمة يعتبرون ان المعركة بدات للتو.

وقال روبرت وايزمن مدير "ايسنشال اكشن" ان العالم النامي "سيتعين عليه العيش مع بول ولفوفيتز الذي ليست لديه اي تجربة مؤكدة الا اذا كان الامر يتعلق باعادة
اعمار العراق. وهو مشروع يشوبه الفساد وعدم الكفاءة وقد فشل فشلا ذريعا من حيث تقديم المياه والامن والصحة وخدمات اخرى ضرورية طالما وعد الشعب العراقي بها".+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى