مشاعر وآمال الأساتذة العرب تنشرها «الأيام» حول الوحدة اليمنية.. المكلا بين الأمس القريب واليوم الجديد

> «الأيام» محمد عبدالله بن معلم :

> قرون وأزمنة مديدة، من عمر العروبة في بلادنا اليمنية، غدت مفخرة عظيمة، بماضيها وحاضرها ومستقبلها وآمالها القديرة، وتجسدت صور الغيرة على الهوية، لتتوحد الأرض اليمنية الواحدة، تحت الراية الإسلامية نحو وحدة عربية أبدية.

فآمال الوحدة العربية وإن قصر الزمان بها أو طال لابد وأن تتحقق ويبذل لها النضال، وتكون الوحدة اليمنية بداية المآل. وعبر صحيفة «الأيام» وبمشاعر الصدق في المقال، يحكي أشقاؤنا العرب واقع الحال وقصة الاهتمام الفعال، بحضرموت الخير والجمال من قبل فارس العروبة الأخ علي عبدالله صالح حفظه الله، وما ترجمه المحافظ عبدالقادر علي هلال بالتعاون مع الأهل والمسؤولين من جهد وأعمال باتت حقيقة لأقوال شرفتها وحققتها الأفعال، استعداداً لاحتضان العروبة والآمال.


المكلا وقصة الأمس القريب
في تمام الساعة السابعة والنصف من مساء يوم 25/9/1999م هبطت طائرة البوينج في مطار الريان الدولي واستقبلت المكلا الأستاذ الدكتور حميد سوادي حسن الذي لازال يهدي علمه وجهده حتى اليوم لأبناء اليمن وأطباء المستقبل، واحتضنت اليمن أبناءه (أوس وإيهاب وأسيل) إخوانا لنا دون تمييز أو تفرقة.. سألت الدكتور حميد عن تلك اللحظات الأولى والقريبة إلى الأذهان منذ قدومه إلى المكلا وعن الجديد الذي نفخر به جميعاً فقال: «كان الطريق من المطار إلى وسط المدينة موحشاً ومظلماً لانعدام الإنارة في الشارع إضافة إلى رداءة وقدم الطريق المعبد الذي تكثر فيه الحفر والمطبات وكانت أغلب المناطق التي مررنا عليها مناطق خالية، مجمعات سكنية غير مكتملة البناء ومظلمة وأراضي متباعدة دون استثمارات إلى أن لاحت لنا بداية منطقة الديس حيث بعض البنايات الكبيرة وأعمدة الإنارة في الشوارع العامة فقط.. وبالنسبة لمنطقة فوة فكانت منطقة حديثة إلا أنها كانت تفتقر إلى الإنارة في شوارعها الرئيسية وكان عدد البقالات لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة مع افتقارها إلى مقاهي الإنترنت ومراكز الاتصالات بحيث كان لزاماً علينا التوجه إلى المكلا لغرض إجراء اتصال هاتفي مع الأهل في مسقط رأسي البصرة بجمهورية العراق».

ويضيف قائلاً:« من ينظر إلى مدينة المكلا اليوم نظرة إنسان منصف بعد الفارق الشاسع بين ما تحدثت عنه وما هو منجز خلال فترة وجيزة فخور المكلا الذي كان في السابق مصدراً للأوبئة قد تحول اليوم إلى معلم جمالي بديع وكذا الكورنيش الذي كان مطموراً بالرمال إضافة إلى الازدياد المضطرد وخلال فترة وجيزة في عدد الأبنية والمحال التجارية والفنادق الحديثة والطرقات والمتنزهات والأسواق المركزية للفواكه والخضار والأسماك واللحوم وإنشاء مركز بلفقيه الثقافي ومنجزات أخرى كثيرة لا يمكن لأحد تجاهلها أو نكرانها وبها نثمن تلك الجهود الرامية إلى جعل المكلا مدينة سياحية عصرية تتناسب مع طيبة أهلها وموقعها الجغرافي المتميز ولا نملك أن نقول سوى بوركت تلك الأفكار التي تبني الأوطان لخدمة الإنسان وبوركت الوحدة والأرض اليمنية التي أضحت عزة وقوة ونهضة لأبناء اليمن والعرب كافة».


سؤال وإجابة
تقول الدكتورة جيهان محمد كمال الدين: «كنت دائماً أتساءل هل يمكن لجسد شطر نصفين أن تدب فيه حياة ولكني اليوم أجد الإجابة من خلال الوحدة اليمنية التي أعادت الروح للجسد لتدب فيه الحياة من جديد ويستنشق الجميع نسائم الوحدة والعزة والكرامة ويصبح اليمن السعيد بحق المارد الذي انطلق ليحطم التمزق والعصبية ويزيل الحدود التشطيرية ويوحد القلوب اليمنية في قلب واحد».

ولا تخفي مشاعرها الصادقة عن مدينة المكلا وهي التي جاءت إليها هذا العام من جمهورية مصر العربية الشقيقة حيث تقول: «المكلا اليوم خلية عمل دائم تفجرت منها ينابيع العطاء الصادق في قلوب أبنائها وسواعدهم لتروي عطش السنين والحرمان السابق لكل ما هو ضروري وحتمي من بنية تحتية، فتحية إكبار لهذه السواعد التي تعمل ليل نهار دون كلل أو ملل وليس ذلك بغريب على الإنسان اليمني العربي الذي يظهر معدنه النفيس وقت الجد. وبصراحة فإن من مقومات اليمن هو الإنسان اليمني بتواضعه الجم وخلقه الحسن وبكرم ضيافته ونحن هنا نشعر وكأننا بين أهالينا».


مشوار الألف ميل
جاءنا من السودان الشقيق بتواضعه الرقيق وإخلاصه الرفيق واحتضنته مدينة المكلا وذاب أبناؤه مع أبنائها. إنه الأستاذ الدكتور بابكر عثمان هارون الذي ثمن قيام الوحدة اليمنية وما أثمرثه من اهتمام غير مسبوق بمحافظة حضرموت وحاضرتها المكلا، وقال: «لكي نصل إلى وحدة عربية مأمولة لا بد وأن تتم وحدة داخلية شاملة لكل بلد فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة واليمن قد استبقت الجميع بأولى الخطوات التي نأمل أن تتبعها خطوات في بلدان أخرى ليكمل مشوار الحلم الإسلامي والعربي كزمن الفاروق وصلاح الدين.. وها هي ثمار الوحدة اليمنية أضحت شاهداً هنا وهناك لكل منصف متفائل وها هي المكلا قد شهدت تطوراً ملحوظاً في كل مناحي الحياة في زمن قياسي وازدانت كالبدر في ليل التمام ولعمري إنها أضحت مثل زحلة موحى الفن والأدب».


الوحدة اليمنية .. المكلا
إن حكمة وحنكة فارس العروبة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله تتجسد من خلال الرصد الإيجابي والمنصف لمعطيات الخمسة عشر عاماً المنصرمة من عمر الوحدة المجيدة التي أضحت نواة نحو وحدة عربية شاملة وهذا ما أكده الأستاذ الدكتور محمد عباس صبح حيث قال:« تعد الوحدة اليمنية التي تمت على يد ابن اليمن المفدى والقائد الملهم علي عبدالله صالح حفظه الله نواة لوحدة كل البلاد العربية كي تنصهر جميع شعوبها في بوتقة واحدة من الحب والسلام والتعاون لنصرة القضايا العربية ولإعلاء كلمة الحق عالية خفاقة في العالم أجمع».

وعن انطباعه حول ما يراه في المكلا من جهد دؤوب استعداداً للاحتفاء بعيد الوحدة اليمنية الخامس عشر يقول: «المكلا عروس البحر العربي نراها جميعاً اليوم ترتدي حلة بيضاء مرصعة بالجواهر فاتحة ذراعيها لاستقبال زوارها في عيد يحق لأبناء اليمن والعروبة التفاخر والاعتزاز به ونحن نرى المثابرة والكفاح والعمل الدؤوب من أجل رفعة هذا الوطن ونرى أبناء المكلا مثالاً يحتذى به في الجد والإخلاص والتواضع واحتضان أبناء الأمة العربية أخوة لهم في وطنهم الثاني».

ويضيف الدكتور أشرف حمودة عبدالحكيم بقوله: «أرى المكلا اليوم وكأنها عروس تستعد ليوم فرحها وما يبذل لها من جهد خرافي وخيالي وفوق العادة لم أر مثله من قبل في مكان وهذا في حقيقته مفخرة وثمرة من ثمار الوحدة الصادقة التي نحتاج إليها نحن العرب حيث إننا أجدر بذلك من كثير ممن هم حولنا، الذين كانت لهم الوحدة قوة ومنعة».

وفي السياق نفسه تقول زوجته الدكتور ابتهال أنور عبدالعزيز: «حقاً كان الله في عون القائمين على هذه الجهود المبذولة لإبراز الوجه الجمالي لمدينة المكلا وبإذن الله سيكون ذلك خيراً في ميزان حسناتهم كما أن هذا الجهد مفخرة وأي مفخرة يجب أن يفتخر به كل أبناء اليمن الواحد وخصوصاً أبناء حضرموت الذين رأينا فيهم الطيبة والتواضع والأخلاق الحسنة ولم نر منهم إلا كل خير وندعوهم إلى الجد والإخلاص في بناء هذا الوطن الكبير».


حضن الأمان..
لا يخفي الدكتور عباس هادي الدجيلي مشاعر ارتياده بين أبناء حضرموت وكذا زوجته الدكتورة سامية الشهواني حيث أهديا العلم لأبناء حضرموت واختلط ابناهما خالد وخلود، بين أبناء حضرموت كفلاً للعلم والمعرفة وتحقيقاً لوحدة الدين والدم بين أبناء اليمن وأبناء العرب أجمع. ويقول الدكتورعباس: «ليس بغريب أن نعيش بين إخواننا الذين يشاركونا الدين والدم فلا نجد الفرق بين الوطن الأم وهذا الوطن الكبير والمعطاء». ويضيف« في كل يوم نرى في المكلا شيئاً جديداً واهتماما خاصا تجسد في ثورة كبيرة من البناء والإعمار لجميع المرافق ومختلف القطاعات فنتمنى لهذه الأرض الخير الكثير وأن تنعم بالرزق الوفير والأمن والاستقرار».

ويقول الأستاذ الدكتور طريف سرحان الغريري الذي قدم من بغداد إلى مدينة المكلا لإهداء علمه وجهده: «سوف أقدم كل ما أملك من علوم في مجال اختصاصي لرد جزء من الجميل لهذا البلد الوفي.

كما أرجو أن يعود العراق موحداً بعد تحريره ويبقى اليمن السعيد الموحد حضناً آمناً لكل العرب».

وعن الجهود الحثيثة المبذولة في المكلا قال: «أشد على أيادي كل من يحمل معولاً في هذه الورشة ليحفر ويزيل الحجر ويزرع الأزهار والنخيل ويعبد الطرقات من أجل أن تكون المكلا عروساً جميلة بيضاء تلبس حلتها الجديدة وتزهو بما تحقق فيها في ظل هذه الوحدة المباركة والمجيدة.


خلاصة المشاعر
شواهد النهضة في الأرض اليمنية باتت لساناً ينطق بنجاح العزيمة، ونبراس فخر لأمل الوحدة العربية وهو ما أكده الأساتذة والأشقاء من أبناء الأرض العربية.

وفي المكلا.. حيث الاهتمام والميزة استعداداً لاستقبال الأعياد المجيدة يقف الجميع إكباراً لهذه العزيمة التي صيرت المكلا لوحدة بيضاء جميلة لتحتضن الجميع في لحظات عزيزة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى