أمسية ثقافية بمنتدى «الأيام» حول معرض عدن الثاني للكتاب:باكدادة: قراءة الكتاب ما زالت تحتل مكانًا عميقًا لدى الفرد في قارات مختلفة

> عدن «الأيام» خاص :

> أقام منتدى «الأيام» بعدن مساء الأربعاء 30/3 أمسية ثقافية حول معرض عدن الثاني للكتاب الذي نظمته مؤسسة عدن للتجارة والاستثمار بالتنسيق مع غرفة عدن التجارية والصناعية ومكتب الثقافة بعدن، وتحدث في الأمسية، الأخوة: عبدالله باكدادة المدير العام لمكتب الثقافة، ود. مبارك حسن الخليفة، والأستاذ هشام باشراحيل ونبيل غانم ود. هشام محسن السقاف حول أهمية الكتاب وفوائده للمتابعين والمهتمين لأهم القضايا والموضوعات وتطوراتها في مختلف المجالات وفيما يلي أبرز ما جاء في الأمسية.

واستهل الحديث د. هشام محسن السقاف قائلا :«ان الصدفة خير من الف ميعاد .. وان ابا باشا ينتهز مثل هذه الفرص لطرق موضوعات مهمة مثل موضوعنا لهذا اليوم وهو معرض عدن الثاني للكتاب لكي نقف على حقيقة هذا المعرض وما يقدمه من خدمة للقارئ في هذه المدينة وبعض المعوقات، حيث سنستأنس في هذا اللقاء بآراء الحضور لاسيما بوجود منظم المعرض رجل الاعمال نبيل غانم وعبدالله باكدادة مدير عام الثقافة بعدن، لكنها فرصة ان يكون هذا الجمع محوراً للحديث لهذه الليلة المباركة بإذن الله في هذا المنتدى الطيب لصاحبيه الكريمين هشام وتمام باشراحيل تحية وتقدير لأن يكونا دائماً السبـاقين الـى مثل هذه القضايا بالرغم من الانشغال الكبير والمهام الكثيرة التي يضطلعان بها.

ثم تحد الأخ عبدالله باكدادة حيث قال : «حقيقة ما دفعني لأن أدخل في هذا الموضوع أو ما جعلني أشعر بالجرأة في أن اتحدث في جانب مهم أو أطرق بابا مهما أو أن أضع عنوانا لهذه الندوة فإن ذلك يأتي من خلال شعور بتلك المحبة الخاصة التي حملها لي الأستاذ هشام باشراحيل والتي تعطيني الحق في أن أتحدث فيما أريد أن أتحدث فيه، وليس هناك أهم من أن أتحدث في موضوع عنوانه الكتاب.

إذا كان المتنبي قد قال ذات يوم بأن: «أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب»، فإن ذلك اليوم الذي قاله المتنبي في عصره الذهبي التي تحدث فيه وبين عصرنا هذا، فإن المسافة الطويلة أو الزمن الطويل لم تستطع هذه المسافة أن تختصر عنوانا اسمه الكتاب إذ مازال الكتاب هو خير جليس في هذا الزمان أو ذاك الزمان، وهذا ما تؤكده تلك الإحصائيات سواء كانت في أوروبا أو أمريكا هاتين القارتين اللتين مازالتا تقودان هذا العالم في عصرنا هذا.

إذ أن الحديث عن الكتاب مازال من خلال الإحصائيات التي نقرأها نجد أن قراءة الكتاب بأوراقه وصفحاته مازالت تحتل مكانا عميقا لدى الفرد في قارات مختلفة بعيدا عن ما نجده من تطور العصر سواء في الكهربائيات أو الالكترونيات منها الكمبيوتر أو تلك العلاقة العصرية التي نشأت مؤخرا من خلال تلقي الناس في شبكات الانترنت في هذا العصر.

الكتاب مازال يحتل الصدارة واليوم ولربما نحن قرأنا عن رؤية أو فكرة أو موضوع من خلال أجهزة البث الفضائي، ولكن أجهزة البث الفضائي من خلال ما تمتلكه من قوة العصر، ومازالت تبحث عن أداة التواصل لدى المشاهد، إذ تهتم بالوجوه الحسان والابتسامات الجميلة والديكور الأنيق، هذا لربما جاء على حساب المادة، والحقيقة الكتاب في يوم من الأيام نحن كعرب تابعنا كتابات نجيب محفوظ هذا الرجل الذي قرأ الواقعية وعكست أعماله وأيضا من خلال مسلسلات متتالية ليوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي والعديد من المسلسلات وكتابات متتالية من شعراء المهجر جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي وإلياس فرحات وأسماء كثيرة مازلنا نتذكرها ونعايشها ولكن بمجرد أن نتابع مادة ثقافية عبر بث فضائي نجد أن هذه القنوات اهتمت كما اسلفت الذكر بالمحسنات البديعية إذا جاز التعبير تلك التي أحطت الشعب العربي في عصر الانحطاط والدكتور مبارك هنا وأنا أجيز أن أتحدث أمامه في هذا الجانب وهذه تأتي على حساب المادة الثقافية.

إذن نصل إلى نتيجة واحدة في الأخير محصلتها أن الكتاب هو الأساس في التعامل مع القارئ.

العصر اليوم أفرز لنا شيئين مهمين، الشيء الأول هو متابعة الجانب الفكري والثاني متابعة الجانب التجاري، ولربما الجانب الفكري ركز أكثر على السوق وعن الجانب التجاري، ولهذا استطاع أن يتعامل باعتبار أن كل صاحب تجارة (كما يدرس اكاديميا) في كليتي الاقتصاد والتجارة، يعرض ببند التداول، وهو تحويل البضاعة إلى نقد، ونقد الى بضاعة، والبضاعة الى النقد + فائدة، وهذه المتوالية لربما جعلت من المرء لا يبحث عن المادة الفكرية التي تصل إلى الناس بقدر ما يبحث عن المادة التجارية التي يمكن أن يجنيها صاحب رأس المال هذا أو ذاك.

عدن معروفة كمنطقة مهمة الكل يبحث في أن يجد لنفسه موطنا للاستثمار فيها باعتبارها واقعة على بحرين أساسيين هما بحر العرب والبحر الأحمر، وهي أيضا مطلة على محيطات وبالتالي تستقبل الوافد إليها دائما وأعتقد أنها أسهل موقع جغرافي يمكن للمستثمر أن يستثمر أمواله في هذه المنطقة ولكن في ذات الوقت ما يهمنا أيضا ماذا نقدم للمتلقي أو القارئ، ماذا نقدم للمواطن في داخل هذا البلد، باعتبار أن أهم ما في الموضوع هو الدراسات التي تقدم في علم الاجتماع وهذه مع الأسف لم يهتم بها المجتمع العربي بشكل عام، علم الاجتماع ووصول الكتاب إلى القارئ أعتقد أنها تمثل روح الإنسان اليمني والعربي وبالتالي إذا استطعنا أن نؤسس ثقافة يمنية- عربية، ثقافة ضاربة في عمق التاريخ العربي والإسلامي إذاً لاستطعنا أن نقدم مواطنا مستقار يستطيع أن يقدم لهذا البلد ما يمكن أن يؤسس له.

إقامة المعرض الثاني للكتاب طبعا هي تجربة جديرة بالاهتمام وأعتقد أن منتدى «الأىام» ديدنه البحث في ما يهم الإنسان اليمني، وهذه مناسبة حقيقية يمكن اليوم أن نستغلها وأتحدث فيها وأعتقد أن كثيرا من العمليات التجارية جارية في هذا البلد هذه العمليات لربما بحثت فيما يمكن أن يخرج أو يدخل وما يمكن أن يربح ولكن قضية الكتاب تظل مهمة جدا باعتبارها تشكل وعيا وواقعية وتشكل إنسانا، هل استطعنا من خلال العملية أن نقدم أنموذجا للمستثمر اليمني الحقيقي الذي يبحث عن الربح، باعتباره مستثمرا ويبحث عن الفكر وبالتالي يخدم مجتمعه ويخدم إنسانيته، لأن القضية ليست قضية ماذا يمكن أن أصرفه وأن أحقق ربحا من ورائه ولكنها قضية أنا وأنت وابني وابنك ومستقبل هذا البلد.

لقد طرحت نقطة للاستاذ هشام باشراحيل، ماذا جنينا من المعرض الأول وكيف كانت نوعية الكتب التي وصلت؟ أعتقد أن هذه مسألة مهمة لأنه من خلال الكتب التي تصل نحن نشكل وعيا الناس هناك أبناء نحن مسؤولون عنهم وكيف نربيهم وماذا يمكن أن نجنيه غدا.

وفي ذات الوقت قضية إقامة معرض بقدر ماهي مربحة وتأتي بنتائج مادية، أيضا هي تجربة إنسانية وثقافية، وأنا مازلت أكرر ما جاء في مسلسل (العائلة) عندما كان محمود مرسي يحدث ابنه بأنه لابد لك أن تكون قاضيا وعندما آن الاوان لكي يدرس القضاء كان أول من وقف في وجهه هو أبوه، فسأله لماذا؟ قال له يا بني بالأمس كان المظلوم يشتكي بالظالم وكان القاضي يحكم لصالح المظلوم واليوم المظلوم يشتكي بالمظلوم فستحكم لمن الكل يشتكي من قيادات ومستثمرين ومن بسطاء الناس ومن أفراد ومما هو أكبر من ذلك إذن اين الحقيقة، أعتقد هذا السؤال هو المهم لكي نناقشه اليوم وشكرا».

وتحدث د. مبارك حسن الخليفة عن نظرته للكتاب قائلا :

«أنا كتبت مرة في عمود لكي لا نخطئ في صحيفة «الأىام» عن الاستثمار والثقافة، وأشرت إلى مقالة كتبها د. هشام محسن السقاف عن بعض المستثمرين في محافظة لحج ثم أشرت تحديدا للصديق العزيز نبيل غانم بوصفه مستثمرا مثقفا وأنا أكرر مرة ثانية وأثني على ما قدمه في المعرض الأول وفي مهرجان عدن للاستثمار والسياحة وكان أيضا فيه نشاط ثقافي.

أنا في الحقيقة أريد أن انطلق مما قاله الأستاذ عبدالله باكدادة لو سمحت لي أن أوضح بعض الجوانب، ينطلق من حديثه بأن الكتاب يواجه تحديات كبيرة هذه التحديات متمثلة في التلفزيون والسي دي والفلوبي والديسك ولكنني أرى أن الكتاب في تقديري الشخصي هو مصدر ثقافتي الأول لأنني على علاقة حميمة مع الكتاب، الكتاب الذي أقتنيه لا بد أن أقرأه وبيدي قلم أسطر وأخطط وأعلق قد أعود إلى هذه التعليقات والكتابات مرة أخرى فنحن بحاجة إلى الكتاب لأنه فيه - في تقديري -جدية المعلومة، ولذلك أنا مازلت أتمثل كما قال صديقي العزيز عبدالله باكدادة بقول المتنبي :

«خير جليس في الزمان كتاب»

الحقيقة المعرض الأول قدم الكثير من دور النشر وطفنا به وفي ذلك السير كان متهاونا بعض الشيء إلى جانب ذلك تمت جسور ما بين بعض الكتاب اليمنيين وبعض دور النشر وهذه كانت فائدة ومن هؤلاء طالبتي غالية محمد وهي شاعرة الذي طبع لها مدبولي مجموعة شعرية هي «مازلت أغني» وبمعنى آخر أن معرض الكتاب إلى جانب تقديمه الكتاب الجيد ويصل إلى القارئ وبقدر الإمكان يسعد النشء.

أنا أقول على الأقل يبقى للكتاب مكانته هذه العلاقة الحميمة مع دور النشر التي تؤدي إلى نشر الإنتاج اليمني هذا بالتأكيد مكسب كبير وشكرا».

واستمع رواد المنتدى إلى ملاحظات الزميل هشام باشراحيل حيث قال :

«أشرت أن معرضي الكتاب الأول والثاني تميزا بنوعية معينة من الكتب وليس من العيب أن يكون هناك جناح وجناح لا بأس به من الكتب الدينية، لكن أن يكون كل المعرض كتبا دينية فهذا شيء غير وارد، فينبغي أن تشتري كتبا بأنواعها منها التاريخ والهندسة والأدب والقصة .. الخ، فالتنوع في الكتب كان معدوما في المعرضين الأول والثاني هذا الكلام قد سمعته من أكثر من شخص وكان في بداية الحديث قد تطرق إليه الاستاذ عبدالله باكدادة وسمعته في عدة منتديات غير منتدى «الأىام» يعيبون على المعرض الأول والثاني بأنه غلب عليهما الطابع الديني، جهنم والنار وإلى آخره من هذه الكتب، لا بد أن تكون هناك كتب دينية وليس من أحد أن يقول لا، وأيضا يجب أن لا تكون هناك كتب فيها إسفاف، وإنما كتب علمية يحتاجها الطالب و المرء كانت معدومة في المعرض الأول والثاني.

لو كان بإمكان الأخ العزيز نبيل أن يشرح لنا لماذا وبالنسبة للتسعيرة أنا عارف أن تسعيرة الكتاب كانت عالية، فقد تكلم حول أن معرض الكتاب في صنعاء وتعز يتم إعفاؤها جمركيا ولا يتم إعفاء معرض الكتاب في عدن، وتكلمنا مع وزير الثقافة الأستاذ خالد الرويشان الذي استنكر هذا الكلام وطلب منا أن يقدم الأخ نبيل مذكرة إلى وزارة الإعلام وهو ما فعله ولكن لم تعف الكتب الخاصة بمعرض الكتاب في عدن، وهذا عيب في دولة الوحدة أن تميز بين معرض ومعرض».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى