كركر جمل

> عبده حسين أحمد

> هل نسكت ونتوارى في بيوتنا.. فلا نتحدث ولا نقول شيئا ولو بأصوات خافتة .. إنهم هم الذين علموا بعض الناس كيف يأكلون ويشربون بالباطل والحرام أكثر .. وهم الذين صاغوا فكرة أن أقوى الناس هم الذين يحتمون بالعصبية الجاهلية .. وأن القبيلة هي الأساس في البناء الاجتماعي.

< ومن المؤكد أن هؤلاء لهم أساليب صعبة .. وليس من السهل علينا أن ندركها .. وإذا أدركناها أن نقضي عليها .. فلا أحد فيهم عاش طول عمره يعمل من أجل الآخرين .. من أجل العلاقات الطيبة بين الناس .. من أجل الارتباط بأي أحد بلا مقابل .. ولا أحد يتعجل الخروج من الوهم إلى الواقع الأليم.

< وفي الحقيقة ليست أساليب هؤلاء صعبة .. وإنما هم أنفسهم أصعب وأعقد من الأفكار والتقاليد والعادات التي يرتبطون بها .. ولذلك ضاقوا بهم .. وسلطوا عليهم ليتناحروا ويتقاتلوا على أشياء لا أسخف منها ولا أحقر.

< ولا بد أنهم لا يحسنون التصرف .. وهم يتصورون أن لا أحد يقف إلى جوارهم .. وأنهم ضائعون .. وأن من السهل أن يهتدي إليهم الناس.. وأنهم لن ينفعهم أي شيء مهما احمرت عيونهم وطالت أظفارهم.. فهم فاشلون .. وكل فشل يبدأ بسوء الفهم .. وهم لا فهموا انفسهم ولا فهموا الآخرين.

< ومن المؤكد أن أكثر هؤلاء الناس .. يتقاضون أجورهم بلا حساب .. فلا ضوابط عندهم لشيء على شيء .. وحياتهم نموذج للفساد والجهل والضياع .. وهم يستهينون بالأشياء الصغيرة .. ولا يعرفون أثرها في الأشياء الكبيرة .. ولا يفهمون أن أمورا صغيرة وتافهة جدا من الممكن أن تؤدي إلى فساد أعظم.

< إذن ليس صحيحا أنهم ينشرون الخوف فقط .. ولكنهم أيضا يجدون متعة في أن يفزعوا الناس .. وأن يشعروهم بأنهم كلهم مسجونون وراءهم في حالة رهيبة من الرعب والخوف .. عيونهم مفتوحة إلى آخرها ينظرون إلى بعضهم البعض .. دون أن يكون هناك سبب لذلك .. أو أن السبب الحقيقي هو الشعور بالجحيم في أن يكونوا مع بعض .. في كل وقت وفي كل مكان.

< ثم إن حياتهم عجيبة .. ليس فيها ما يثير أو يحفزهم إلى أن يفعلوا أي شيء .. وهم يريدون أن يكون كل شيء عندهم .. تحت تصرفهم .. وأقرب إلى أيديهم وأفواههم وجيوبهم.. يجيء دون أن يطلبه أحد.. فليسوا في حاجة إلى أن يقولوا لكي يجدوا .. وإذا وجدوا باعوا أنفسهم للشيطان.

< أما السبب فهو أنهم لا ريدون أن يفهموا .. ولا يريدون أن يتطوروا ليواكبوا الحياة الجديدة .. ولا يعرفون المعنى المقصود من أن الدولة يجب أن تقوم على مؤسسات المجتمع المدني .. ولكنهم فهموا العكس ولم يراجعهم أحد في ذلك .. ولا بد أن تظهر الأخطاء القـاتلة في وقت قصير.

< المهم كنا نتصور أن الذي يجيء إلينا في البيت .. لا بد أن نصلحه .. فإذا أصلحناه لا يستطيع أن يجيء غيرنا ويفسده . ولكن للأسف الشديد أصبحنا لا نصدق إن كان أحد منهم عرف هذه الأشياء من قبل .. وإذا كان قد عرفها فما الذي فعله فيها؟

< ولا بد أن يكون هؤلاء في الأخير بين شقي المقص .. الزمن واليمن.........

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى