> القاهرة«الأيام»عن رويترز :

أثارت جبهة مناوئة للرئيس المصري حسني مبارك تشكلت في الخارج انقساما في اوساط المعارضة في الداخل يوم امس الثلاثاء, وكان نشطاء مصريون قد أعلنوا أمس الاول الاثنين في لندن قيام جبهة انقذوا مصر لتعمل كحركة معارضة في الخارج تسعى للإطاحة بالرئيس المصري من خلال تعبئة تأييد شعبي في الداخل وتكوين ضغوط خارجية. وقال المتحدث باسمها أحمد صابر إن الجبهة ستنسق مع المعارضة في مصر ومن بينها حركة كفاية وحزب العمل المجمد نشاطه.

وقال مجدي أحمد حسين الأمين العام لحزب العمل لرويترز "نؤيد بشدة تحرك المصريين في الخارج وقد دعونا إلى ذلك مرارا وتكرارا في موقع صحيفتنا على الإنترنت. المصريون في الخارج جزء لا يتجزأ من الشعب المصري. ونرى أن من الممكن أن يكون لهم دور كبير )في التغيير( لأنهم بعيدون عن تأثير السلطة."

وأضاف "أهم شيء أننا ننصحهم بالابتعاد عن الارتهان لإرادة أي إدارة غربية ونطالبهم بأن يكونوا مستقلين. ونتحفظ على أي شخصيات في الجبهة لها علاقة بإسرائيل أو تؤمن بالتطبيع معها.

"هذا هو المحظور الأساسي. العلاقة مع إسرائيل ستضعف تأثير الجبهة على الوضع في مصر."

وفي عام 2000 صدر قرار لجنة شؤون الأحزاب التي يهيمن عليها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يرأسه مبارك بتجميد حزب العمل وسط نزاع على زعامته. لكن قيادات في الحزب تقول إن سبب التجميد هو نشر صحيفة الشعب الناطقة بلسانه مقالات تنسب جرائم فساد لمسؤولين في الحكومة.

وترفض الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" التي تأسست في العام الماضي التمديد لمبارك فترة ولاية خامسة أو نقل السلطة إلى نجله جمال القيادي البارز في الحزب الوطني الديمقراطي. ونفى مبارك أكثر من مرة أنه يعد ابنه لخلافته. لكن الحزب الوطني أعلن في الأسبوع الماضي تمسكه بترشيح مبارك )76عاما( لولاية خامسة تستمر ست سنوات في أول انتخابات رئاسة يخوضها عدة مرشحين في سبتمبر أيلول المقبل.

وقال المنسق العام للحركة جورج إسحق "نحن ندرس دعوة جبهة انقذوا مصر لنا للعمل معها. وسنقول رأينا في الموضوع بعد أن تكتمل لدينا المعلومات عن هذه الجبهة... حتى هذه اللحظة لم يتصل بنا أحد. قيادة الحركة ستتخذ قرارها بعد الدراسة."

لكن لا تحظى الجبهة الجديدة بتأييد من كافة قيادات المعارضة الذين يرى بعضهم ضرورة أن تقتصر المعارضة على الداخل.

وقال محمد السيد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة "نؤكد على رفضنا أي ممارسات تأتي من الخارج حتى لو كانت عن طريق مصريين.
الذي يريد أن يعارض وأن يعبر عن فكره ورؤاه في مسألة الإصلاح السياسي يجب عليه أن يمارس هذا الدور على أرض مصر."

وقبل نحو أسبوعين منعت قوات الأمن متظاهرين منتمين للجماعة ومؤيدين لها من القيام بمظاهرة أمام مجلس الشعب )البرلمان( في وسط القاهرة للمطالبة بمزيد من الإصلاحات واعتقلت نحو 200 من أعضائها أفرجت عن كثيرين منهم لاحقا.

وقال نائب رئيس حزب التجمع وعضو مجلس الشعب أبوالعز الحريري "النضال داخل مصر هو الأجدى والأكثر تأثيرا ومشروعية والأكثر تجنبا للتدخل الخارجي. مصر ليست مغلقة تماما أمام من يريدون التعبير عن رأيهم فلماذا التشكيلات الخارجية؟"

وأضاف "هذا يضع مصر في خانة اللبننة. لا نريد لبننة ولا عرقنة."

ويشير الحريري إلى عمل معارضين عراقيين سابقين ومعارضين لبنانيين حاليين استنادا إلى دعم غربي ضد النظام العراقي السابق والنظام الحالي في لبنان.

وتقول جبهة انقذوا مصر إنها ستنظم احتجاجات أمام السفارات المصرية في أوروبا والولايات المتحدة وتعبيء الجماهير من خلال قناة تلفزيونية فضائية وستعمل على إقناع الرأي العام الغربي بأن ممارسات النظم الدكتاتورية هي السبب في "انتشار الإرهاب".