انتخاب الزعيم الكردي جلال الطالباني رئيسا للعراق

> بغداد «الأيام» مريم قرعوني :

>
جلال طالباني
جلال طالباني
انتخبت الجمعية الوطنية العراقية أمس الأربعاء الزعيم الكردي جلال الطالباني ليكون رئيسا للبلاد لتحل بذلك مأزقا سياسيا استمر شهرين وتمهد الطريق لتشكيل حكومة جديدة بعد اكثر من تسعة أسابيع من إجراء الانتخابات.

ويعد الطالباني أول كردي يتولى رئاسة العراق وأول شخص غير عربي يتولى رئاسة دولة عربية بشكل عام وهو الأمر الذي يلقي الضوء على النفوذ الذي أصبحت تتمتع به هذه الأقلية التي ساندت الغزو بقيادة الولايات المتحدة للبلاد.

وانتخب نائبان للرئيس هما عادل عبد المهدي وهو شيعي كان يشغل منصب وزير المالية في الحكومة المنتهية ولايتها والرئيس السابق غازي الياور وهو سني عربي وزعيم عشائري.

وقال حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية عقب التصويت "هذا هو العراق الجديد. عراق ينتخب فيه مواطن كردي ليكون رئيسا ورئيسه العربي السابق يصبح نائبا له . ماذا يريد العالم اكثر من هذا منا."

وفي بلدة كردية بشمال العراق رقص السكان في الشوارع ولوحوا بالأعلام الكردية ورفعوا صور الطالباني وأطلقوا ابواق سياراتهم كما احتفل الاكراد في كركوك حيث تتزايد التوترات الطائفية بسبب المنافسة بين الاكراد والعرب والتركمان حيث يطالب كل منهم بالمدينة الاستراتيجية الغنية بالنفط.

وقد رحبت تركيا بانتخاب الطالباني رئيسا للعراق رغم خشيتها من أن يؤدي تزايد نفوذ أكراد العراق إلى إذكاء مطالب 12 مليون كردي في تركيا بحكم ذاتي أوسع.

وتعهد الطالباني الذي استقبل بتصفيق حاد في الجمعية الوطنية بالعمل مع جميع الطوائف العراقية من أجل إعادة بناء العراق بعد عقود من الصراع.

وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي ابلغ الأمريكيين بان جيشهم سيعود الى ارض الوطن ما إن يشكل العراق حكومة جديدة في بيان "الشعب العراقي أظهر التزامه بالديمقراطية ونحن بدورنا ملتزمون تجاه العراق."

وتجادل كل من التحالف الشيعي الذي فاز بأغلبية بسيطة في الجمعية الوطنية والقائمة الكردستانية التي احتلت المركز الثاني بعده في الانتخابات لأسابيع بشأن تشكيل حكومة.

كما أنهم كانوا يحاولون ضم ممثلين للأقلية السنية العربية التي كانت تهيمن على العراق في عهد صدام حسين غير أنها نحيت جانبا بعد أن قاطع معظم العرب السنة الانتخابات التي جرت في يناير نتيجة للتحريض والنداءت بمقاطعتها. وليس هناك سوى 17 عضوا من السنة في الجمعية الوطنية البالغ عدد أعضائها 275 عضوا.

البرلمان العراقي المنتخب
البرلمان العراقي المنتخب
وكان الخلاف بشأن أي سني عربي يتولى منصب نائب الرئيس قد أخر التوصل الى اتفاق غير أن الزعماء السياسيين اتخذوا القرار في وقت متأخر امس الأول الثلاثاء وفضلوا الياور على السياسي المخضرم عدنان الباجه جي الذي تولى منصب وزير الخارجية قبل عهد صدام حسين.

وبعد تعيين الرئيس ونائبيه يجب أن يسموا رئيسا للوزراء في غضون أسبوعين وقد اتفق الشيعة والأكراد ومعظمهم من السنة على أن يتولى الزعيم الشيعي الاسلامي ابراهيم الجعفري رئاسة الوزراء خلفا للشيعي العلماني اياد علاوي.

ويتوقع أن يعين الجعفري رسميا يوم غد الجمعة حيث سيقوم حينذاك بتشكيل حكومة. وما زال هناك خلاف بشأن بعض الحقائب الوزارية خاصة وزارة النفط التي يرغب فيها الشيعة والأكراد على حد سواء.

وشكا كثير من العراقيين من أن الساسة خذلوهم باستغراقهم وقتا طويلا للغاية لتشكيل حكومة ويقول العديد من المسؤولين العراقيين إن هذا التأخير أفاد المسلحين في العراق. وقال الجيش الامريكي إن جنديا امريكيا قتل في بغداد حين نصب مسلحون كمينا لدورية مستخدمين قنبلة زرعت على جانب أحد الطرق ثم فتحوا النيران عليها. وأعلن الجيش الامريكي امس الأول الثلاثاء أن أربعة جنود امريكيين قتلوا في هجمات في العراق.

وقتل 1540 من أفراد الجيش والعاملين في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس عام 2003م ويقول ضباط امريكيون إن وتيرة الهجمات بدأت تتراجع غير أن الأسابيع الأخيرة شهدت معارك على نطاق كبير بين المسلحين والقوات الامريكية وهو التطور غير المعتاد حيث يفضل المسلحون بوجه عام هجمات الكر والفر.

واشتبك عشرات المقاتلين يوم الإثنين الماضي مع القوات الامريكية والعراقية في منطقة نائية شرقي بغداد وقال الجيش الامريكي إن جنديين امريكيين وجنديا عراقيا قتلوا. وقالت الحكومة العراقية امس الاربعاء إن 17 مسلحا لقوا حتفهم خلال المعركة.

وأكد الجيش الأمريكي امس الأربعاء انه احتجز امرأتين عراقيتين قرب بغداد وقال انه يحقق في اتهامات بأنهما احتجزتا كرهينتين لاجبار فارين من أقاربهماعلى تسليم انفسهم.

وقال متحدث ان المرأتين احتجزتا للاشتباه في كونهما من المسلحين وليس كرهائن.

وقال الميجر دون لاتيمير من الفرقة الثالثة مشاة لرويترز "تم العثور على دليل ... يشير الى معرفة واضحة بنية (آخرين)على الإضرار بقوات التحالف."

وقال اركان مخلف البطاوي وهو عراقي من التاجي شمالي بغداد لرويترز أمس الأول الثلاثاء ان المرأتين المحتجزتين هما أمه واخته. وأضاف انهما اعتقلتا للضغط عليه وعلى اخويه محمد وصدام لتسليم أنفسهم للقوات الأمريكية التي تشك في قيامهما بشن هجمات مع مسلحين.

وأثار احتجاز النساء فضلا عن انتهاكات القوات الأمريكية ضد السجناء العراقيين غضبا عارما في العراق.

ودعا عدد من رجال الدين أمس الأربعاء للافراج الفوري عن المرأتين اللتين احتجزتا في التاجي.

وقال لاتيمير "سنجري تحقيقا مستفيضا في الأمر ... ومن ثم لا نستطيع الادلاء بمزيد من التصريحات." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى