ورحل إمبراطور السينما العربية .. احمد زكي

> «الأيام» جمال محمد حسين :

>
احمد زكي
احمد زكي
للفنان الراحل أحمد زكي أسلوب متفرد في السينما العربية، وهذا التفرد بحاجة إلى دراسة من قبل المهتمين، والذي لانشك مطلقاً بأنه سيدرس فيما بعد للأجيال الجديدة، وخاصة في التمثيل، اسلوب تميز به هذا الإمبراطور الأسمر، في التمثيل منذ الوهلة الأولى، وذلك عندما قام بأداء أول دور له في مسرحية طلابية مثلها مع زملائه في المدرسة الصناعية، حيث كان زكي طالباً بقسم البرادة، وقد شاركوا بهذا العمل في مسابقة مدرسية على مستوى جمهورية مصر العربية، وحصل فيه أحمد زكي على جائزة أحسن ممثل وهو في سن صغيرة.

لقد تميز أحمد زكي في تمثيله بدرجة عالية من الانفعال الحقيقي في الدور، ولعل هذه هي واحدة من أسباب نجاحه في «ناصر 56»، وكذلك في «أيام السادات» و«معالي الوزير»، وهي أجمل أفلامه الأخيرة، نلاحظ الأداء والإنفعال، والتعبير بصدق وبدقة فنية عالية عكست ملامح هذه الشخصيات المتناقضة، التي كشف لنا عن عواطفها وانفعالاتها الإنسانية كل على حده ما بين السعادة والتعاسة والفرح والحزن الرضا النفسي والعقد، وغيرها وهي مجموعة من الانفعالات النفسية من الأشخاص، لكنها تجمعت في شخص واحد هو أحمد زكي العبقري الفنان، إن هذه الصفات والمميزات جسدها الإمبراطور أيضاً، بتقلباتها النفسية في الأفلام التالية:

البريء، شفيقة ومتولي، الهروب، زوجة رجل مهم، امرأة واحدة لا تكفي، البيضة والحجر، شادر السمك، البيه البواب والنمر الأسود وغيرها، ففي كل فيلم من هذه الأفلام تميز أحمد زكي بأسلوب رائع، وجسد لكل شخصية، جسدها لدرجة إنك تغوص معه في أعماق الشخصية وتشعر بها وكأنك تراه يمثل لأول مرة، أي عندما تشاهده على سبيل المثال في «ناصر 56» ثم في «أيام السادات» لا تذكر أنك شاهدته في «ناصر 56»، بل تنجذب مع أسلوبه الصادق، وأنت تراه يؤدي الدور بكل حواسه، هنا تشعر بعظمة وروعة هذه الشخصية، وكذا بقدرات الممثل الذي لا يشعرك أنه يمثل، وهذه هبة من الله. لكن بعض الكتاب تناول أحمد زكي من زاوية الأفلام التي تناولت حياة وتاريخ بعض الشخصيات في مصر وبما قدموه من أعمال، أما أحمد زكي فلم يقم سوى بأداء دوره المكتوب على الورق وفقاً لما وضعه كاتب السيناريو، وتوجيهات المخرج، وكذا المعلومات والحقائق التاريخية، التي استفاد منها وساعدته على تأدية أدواره بنجاح بتلك الأفلام، إضافة طبعاً إلى جهده كممثل، ندعو الله أن ينعم عليه بواسع الرحمة والمغفرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى