قصة قصيرة بعنوان (التائه)

> «الأيام»صالح علي بامقيشم / ثانوية نصاب - شبوة

> نهض يوسف من نومه اليوم متعباً، ارتدى ملابسه بسرعة.. حمل كتبه وأوراقه.. عليه أن يسابق الوقت.. لا يريد أن تفوته أي محاضرة.. في طريق خروجه فوجئ بأخيه الأكبر أحمد يمسكه بكتفه الأيسر: يوسف لقد اتصل أبي، سيأتي صباح اليوم قال إن علينا استقباله في المطار. يعرف أخاه أحمد جيداً، رزين.. صارم.. لا يحب المزاح الثقيل.

- أهذا وقت المزاح، أبي توفي منذ خمس سنوات.

أكمل أحمد حديثه متجاهلاً نبرة الاستغراب: قال إنه سيمضي أسبوعاً واحداً فقط ثم يعاود السفر.. نظر إليه يوسف بصمت .. ابتسم .. ذهب إلى حيث تعود أن يلتقيا.. كانت دائماً تسبقه إلى هذا المكان .. تلفت باحثاً عنها .. تمنى أن تأتي. باستطاعته أن يميزها من بين عشرات الأجساد المتدثرة بالسواد.. مر الوقت.. انتهى الدوام ولم تأت.. خرج إلى الشارع.. كان طيفها مسيطراً على خياله.. لام نفسه.. فلماذا هو متوتر إلى هذا الحد؟ كأنه لن يراها إلى الأبد؟ عاد إلى المنزل في وقت متأخر فوجئ بأخيه أحمد يحتضنه.. نظر إليه بذهول: أحمد!! هيا بسرعة إلى المطار لاستقبال أبي .. اقتربت أمه تبسمل وتحوقل.

- هل جننت يا يوسف. أبي مات منذ خمس سنوات.

ارتفع صوت يوسف: ألم تقل لي صباح اليوم إنه سيأتي. ردت أمه بفزع: يوسف.. أخوك وصل الآن من سفره. ماذا أصابك؟ نظر يوسف إلى الفراغ متجاهلاً ما يدور: أخشى أن نتأخر فيغضب أبي.. ربما لا يجد سيارة تقلّه من المطار.. و...

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى