عشرات الآلاف من العراقيين يتظاهرون ضد الاحتلال الاميركي

> بغداد «الأيام» ا.ف.ب :

>
عشرات الآف من المتظاهرين في العراق ضد الاحتلال الامريكي
عشرات الآف من المتظاهرين في العراق ضد الاحتلال الامريكي
هاجم الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر يوم امس السبت قوات الاحتلال ودعاها الى الخروج من العراق، داعيا الله الى "قطع رقاب" المحتلين "كما يقطعون رقاب المؤمنين" وذلك خلال تظاهرة في بغداد ضد تواجد القوات الاجنبية في العراق شارك فيها الالاف لتكون الاضخم منذ سقوط نظام صدام حسين قبل سنتين.

وقال مقتدى الصدر في خطبة تلاها باسمه الشيخ ناصر الساعدي امام حشد غفير "اللهم اقطع رقابهم كما يقطعون رقاب المؤمنين والمؤمنات والعراقيين والعراقيات اللهم واذقهم نار جهنم (..) اللهم وافرج عن المعتقلين والمعتقلات".

واستجابة لدعوة مقتدى الصدر، تجمع عشرات الآلاف من العراقيين من كافة انحاء البلاد امس السبت في ساحة الفردوس التي شهدت الاطاحة بتمثال صدام حسين قبل عامين بمساعدة القوات الاميركية.

ومع تدفق الحشود على الساحة التي مثلت حالة من الفرح بسبب سقوط نظام صدام حسين في ربيع 2003، هاجم الصدر القوات الاميركية في اكبر مظاهرة يشهدها العراق منذ الغزو.

واغلقت سيارات الشرطة الطرق الرئيسية في وسط بغداد كما اغلقت جسرين رئيسيين على نهر دجلة وقسمت العاصمة الى قسمين في الوقت الذي سار الالاف في الشوارع وهم يهتفون "لا للولايات المتحدة، لا لامريكا، لا للاحتلال".

وسار الرجال يحملون صورا مجسمة لكل من صدام والرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء توني بلير رسمت عليها اجنحة دموية وكتبت عبارة "ارهابي دولي".

وفي اشارة الى نداء الائمة السنة والشيعة الى المشاركة في هذه التظاهرة قال الصدر "اعلموا بانكم بوقفتكم هذه اثبتم للعالم اجمع بان الشعب العراقي رافض للاحتلال ورافض لكل الدكتاتوريات واحدة تلو الاخرى لا يفرق بين واحدة منها مهما اختلفت العناوين".

واضاف "لا امن ولا امان الا بخروج المحتل فليخرج المحتل من بلدي وليمن الله علينا بالامن والامان" مؤكدا "اناشدكم برفع صوتكم عاليا منادين برفع الاحتلال عن بلدكم المقدس فانه لم ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا".

وفي انتقاد مبطن لرئيس الوزراء العراقي الشيعي المنتخب ابراهيم الجعفري ونائب الرئيس السني الشيخ غازي الياور الذي حذر من ان خروج القوات الاميركية من البلاد سيؤدي الى سفك الدماء، قال الصدر "هناك من يقول اذا خرج المحتل فستكون هناك حرب اهلية او ما شابه ذلك لكن لا والف لا فان الشعب العراقي مؤمن بوحدته وتكاتفه" مضيفا "هل يمكن ان يكون المحتل اكثر منا حرصا على بلدنا؟ فليخرج ونحن يدا واحدة لبناء عراق المقدسات وعراق الخير".

كما انتقد الصدر الرئيس الاميركي جورج بوش وقال "ان من يسمى بالرئيس الاميركي يقول بات العالم اكثر امنا، اقول والكلام للسيد مقتدى الصدر، باتت اميركا اكثر امنا والعالم اكثر خطرا بسبب سياساتك وسياسات العدو الصهيوني".

واضاف "فانتم تنزعون اسلحة المقاومة ولا تنزعون اسلحة اسرائيل النووية وانتم تحاربون الاسلام ولا تحاربون غيره وتدافعون عن السامية ولا تدافعون عن الاسلام".

وتوعد انصار الصدر بان تكون هذه التظاهرة الاولى في سلسلة من التظاهرات للضغط على الحكومة العراقية الجديدة لطلب سحب القوات الاميركية، الا انهم اكدوا على ان الصدر لا يدعو الى استئناف القتال المسلح ضد القوات الاميركية.

ومن جهته قال معاون آخر للصدر هو الشيخ مؤيد الخزرجي "لقد نظمنا انفسنا الان لمواصلة هذه التظاهرات حتى نجبر الحكومة الجمعية الوطنية على اخذ مطالبنا محمل الجد وتنفيذها".

واضاف "لقد تسلمنا اوامر مشددة من السيد مقتدى بعدم حمل اسلحة وعدم الرد حتى ولو اطلقت علينا قوات الاحتلال النار. وفي الوقت الحاضر فان موقنا سلمي".

وقرأالخزرجي قائمة تضم سبعة مطالب للتيار الصدري اهمها الاسراع في محاكمة صدام حسين وخروج قوات الاحتلال وفق جدول زمني، واطلاق سراح جميع العراقيين، وعدم تهميش المقاومة والغاء دورها في العملية السياسية، وتعزيز الامن على الحدود، وجعل يوم الخميس والجمعة الماضيين يوما عطلة بدلا من يومي الجمعة والسبت، لان يوم امس السبت هو يوم عطلة اليهود.

وقد اتشح العديد من المتظاهرين باللون الاسود، وهو الزي الذي يرتديه رجال ميليشيا الصدر، وجاء عدد منهم من النجف والناصرية والبصرة كما جاء الالاف على متن حافلات من الجنوب للمشاركة في التظاهرة.

وخلال الاسبوعين الماضيين، دعا الصدر انصاره الى التجمع في ساحة الفردوس.

وقال علي حسين (30 عاما) من مدينة الصدر والذي ارتدى الملابس السوداء "لا نصدق وعودهم حول اعادة الاعمار. لقد جاءوا الى هنا لمصلحتهم. نحن نستنكر الاحتلال، ونطلب منهم ان يغادروا بلادنا".

وحملت التظاهرة بصمات مقتدى الصدر بوضوح، رغم ان هيئة علماء المسلمين السنية، التي نظمت مقاطعة الانتخابات التاريخية التي جرت في العراق في 30 كانون الثاني/يناير، دعت انصارها كذلك الى المشاركة في التظاهرة.

وقال عدنان حمود (45 عاما) من مدينة سامراء المضطربة شمال بغداد ان "كل العراقيين متحدون ضد الاحتلال".

وسار عدد من المسيحيين حول الساحة وهم يحملون لافتة كتب عليها "ندعم دعوة السيد مقتدى للوحدة الوطنية".

وتظاهر حوالى مئة من طلاب الجامعة في الرمادي، غرب العاصمة، ضد الاحتلال الاميركي.

وقد ذاع صيت الصدر عقب فراغ السلطة بعد سقوط نظام صدام حسين قبل عامين. وشكل ميليشيا جيش المهدي المؤلف من الاف العناصر والقى خطبا قوية طالب فيها برحيل القوات الاميركية عن العراق.

وقبل عام قاد انتفاضة ضخمة في وسط وجنوب العراق ضد القوات الاميركية سيطر خلالها رجاله على مدينتي النجف وكربلاء قبل ان تستعيدهما القوات العراقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى