قال مسؤولون يوم امس الاثنين ان 65 هندوسيا على الاقل ممن جاءوا للغطس في نهر مقدس في وسط الهند لقوا حتفهم وفقد عشرات آخرون بعد أن تدفقت المياه من سد فتحت بواباته لتوليد الكهرباء,واضاف المسؤولون ان الحادث وقع في وقت مبكر يوم السبت الماضي في قرية داراجي بولاية ماديا براديش على بعد نحو 200 كيلومتر الى الغرب من بوبال عاصمة الولاية حيث تجمع نحو 300 ألف هندوسي للاستحمام في نهر نارمادا.

وقال سواراج بوري قائد شرطة ماديا براديش "تمكن رجال الانقاذ على ضفتي نهر نارمادا من انقاذ اشخاص كثيرين. كان كثيرون نائمين على ضفتي النهر عندما جرفتهم المياه."

وحاصرت المياه المندفعة آخرين اثناء الاستحمام.

وقال مسؤول كبير بالولاية عبر الهاتف مع تحديد السباحين والغطاسين لمواقع المزيد من الجثث "تم العثور على 65 جثة حتى الان. لا يزال البحث جاريا عن حوالي 60 آخرين في عداد المفقودين."

وقال مسؤولون انهم اضطروا الى تعديل عدد المفقودين بالزيادة بعد ان وصل الى قرية داراجي اقارب الاشخاص الذين لم يتم العثور عليهم وابلغوا عن فقدانهم.

واظهرت لقطات بثها التلفزيون عدة جثث مغطاة بملاءات بيضاء على ضفة النهر ورجال انقاذ في قوارب مجهزة بمحركات وهم يحاولون انتشال جثة رجل ميت طافية على سطح الماء.

وقالت جماعة من انصار البيئة تعرف باسم (حركة أنقدوا نارمادا) في بيان ان المياه جرفت 150 شخصا وانهم إما لقوا حتفهم او في عداد المفقودين.

وقال الوك اجارورل الناشط البارز في الجماعة في ماديا براديش ان الجماعة استندت في تقديراتها على تقارير من اقارب المفقودين وشهود عيان ووسائل اعلام محلية.

وكان الحشد الهندوسي قد تجمع على ضفتي نهر نارمادا قبل يوم من ظهور هلال القمر وهى فترة يعتبرها الهندوس بشير خير إذ يعتقدون ان الاستحمام في النهر المقدس في هذا الوقت يمحو خطاياهم.

وقالت الشرطة في منطقة ديواس حيث توجد قرية داراجي ان عشرات الاشخاص الغاضبين يسألون عن اقاربهم المفقودين.

وقالت سلطات الولاية ان المأساة وقعت بعد فتح بوابات سد انديرا ساجار الواقع على مسافة 100 كيلومتر من قرية داراجي دون سابق انذار.

وانديرا ساجار جزء من مشروع وادي نارمادا المثير للجدل والذي يعد واحدا من اكبر مشروعات السدود في الهند. وعندما يتم الانتهاء منه ستعمل سلسلة من السدود على توليد الكهرباء وتوفير مياه الشرب لملايين الاشخاص.

لكن مسؤولين في شركة التنمية الهيدروكهربائية في نارمادا التي تدير السد قالوا انهم لم يكونوا على علم بوجود هؤلاء الاشخاص في اتجاه مجرى النهر.

وقال مسؤول كبير بالشركة طالبا عدم نشر اسمه "الماء المستخدم لتوليد الكهرباء يتدفق في اتجاه مجرى النهر. لم تكن لدى الشركة اي معلومات عن الاحتفال ولم تطلب منا السطات المحلية عدم تدفق الماء."

وقالت حركة أنقذوا نارمادا التي قادت حملة ضد مشروع سد نارمادا انها سبق أن حذرت من ان النهر "خطر وغدار" بسبب "العبث" بمياهه.

واضافت " تعبر حركة أنقذوا نارمادا عن قلقها العميق لوجود سد نارمادا ساجار الذي يشكل خطورة كبيرة على حياة وسلامة عدد كبير من السكان حاليا وفي المستقبل."