سلام عليك يا رسول الله في يوم مولدك

> أحمد عبدربه علوي

> قال تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} وها هي أمة الاسلام تحتفل بميلاد رحمة الله للعالمين، ميلاد ليس كمثلة ميلاد، تطل علينا مناسبة من أعز المناسبات في تاريخ الأمة الاسلامية، وهي مناسبة ذكرى مولد الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. أطل علينا نور المصطفى عليه الصلاة والسلام يحمل للدنيا رسالة رب العالمين، تلك الرسالة التي غيرت مجرى التاريخ والحياة والاشياء، ولا شك أن احتفالنا بهذه المناسبة العظيمة يعتبر وقفة مع التاريخ، ليستعيد الإنسان ملحمة البطولة الانسانية الذي جاء بكتاب الله، الذي قال فيه الحق أنه سبحانه قد اختار له خليفة في الأرض هو الإنسان نفسه، إننا مدعوون للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي تجدد محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديرنا لجهوده وجهاده لنقف فيها خاشعين أمام هذه الذكرى الجليلة اليوم الثاني عشر من ربيع الاول، وهو يوم ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل أفضل أنواع الاحتفالات، هي أن نجعله قدوة نجعلها فرصة لتأكيد الولاء والاحترام لكل ما جاء به من تعاليم وقيم وسلوكيات راقية، وكان نموذجاً للتسامح والغفران، وكالعادة في كل عام يقيم الرجل الفاضل السيد محسن أبوبكر المحضار، أحد أعيان وطننا اليمني احتفالاً كبيراً في منزله تحضره أعداد كبيرة من المواطنين للمشاركة في هذا الاحتفال الكبير السنوي (المولد)، كما يقيم مأدبة غذاء كبيرة للحاضرين الذين يقدمون للمشاركة في هذا الاحتفال بمولد الهادي الأمين، رسول الرحمة والانسانية، أسوتنا الحسنة في المكارم الاخلاقية والقيم والفضائل النبيلة والمبادئ السامية. دعونا نقول: حقاً للرسول في ذكر مولده الشريف. أنقول أن الدنيا صارت للكثير من اتباعه أكبر همهم ومبلغ علمهم؟! أنقول إن المحبة والمودة والتكافل والتضامن بين اتباعه كل ذلك صار أمراً بعيد المنال في زمن يحكمه المال؟! أنقول إن القوي لم يعد يرحم الضعيف، والغني لم يعد يعطف على الفقير؟! أنقول إن الأمان والمروءة والكرامة والشهامة صارت كالغول والعنقاء، والخل الوفي من المستحيلات في عالم اليوم؟! أنقول إن الوقاء أصبح من الندرة بمكان في هذا الزمان فلم يعد الذين كانوا يتسولون الناس بحثاً عن عمل أو تقديم خدمة ضرورية لهم، لم يعودوا يشكرون من فتحوا لهم باباً للعمل أو قدموا خدمة لهم أو على الأقل يذكرونهم بخير؟ أين هؤلاء الجاحدون من الحديث القدسي الذي يقول:{عبدي لم تشكرني إذا لم تشكر من أجريت لك النعمة على يديه}.

أنقول إن من أتباعه صلى الله عليه وسلم أقواما يموتون من الشبع وأقواماً أكثر منهم يموتون من الجوع؟! أنقول إن القدوة الطيبة صارت عزيزة بين الناس، وصار الكثير من الناس يبحثون عنها ونادراً ما يجدونها؟! أنقول إن المصلحة الشخصية «أنا ومن بعدي الطوفان» هي الغالبة الآن في دنيا الناس؟! أنقول إن سوء الظن هو القاسم المشترك في المعاملات بين العباد؟! مجرد نماذج لما يمكن أن نقوله في خجل نشكو به حالنا في ذكرى المولد النبوي الشريف، ونتوسل إلى الله العلي القدير بصاحب الذكرى أن يخلّص الأمة الإسلامية والعالم أجمع من هذه الظواهر غير الإنسانية التي باستمرارها لا قدر الله يصير العالم غابة، ومن يعدم الظفر «بضم الظاء وتشديدها» بين ذئاب الغابة، فإن الذئاب به تظفر. دعونا نتخذ من ذكرى مولد الحبيب [ مناسبة سنوية يراجع فيها كل منا أعماله وأفعاله ومدى إحيائه للسنة الشريفة وعمله بها. إن حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام بالنسبة للمسلم ليست تسلية لشخص فارغ أو دراسة لناقد أو .. بل هي مصدر الأسوة الحسنة التي يتبعها، وهي منبع الشريعة الاسلامية العظيمة التي يدين بها، فأي حيف أو زيف أو ميل عنها إنما هو ميل عن الدين الحق، يا سيدي يا رسول الله، أيها النبي العربي.. أسكنا مرة أخرى، أسكن عقولنا، أسكن إرادتنا، أسكن عزيمتنا، لنكون معك خير أمة أخرجت للناس، كما وعد الله ووعدت، وانتظرت منا الإرادة والفعل والعمل. وكل عام وأنتم بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى