أسرار لص المجوهرات الشبعان

> علي سالم اليزيدي

> على مدى عددين من صحيفة «الأيام» توالت أخبار جريمة سرقة موظف عمومي شبعان كمية من الذهب بمدينة المكلا.. وسرقة الذهب أو المجوهرات وكسر محل بيع ممكن أن تحدث في عدن أو الشحر أو رداع، السرقة هي السرقة، وقد تكررت ظاهرة السرقة والسطو في مدينة المكلا بالذات خلال الشهرين الأخيرين من عمليات سرقة وسطو على محلات العقبة بجانب مسجد جامع الشرج إلى دكاكين الفضة ثم بعض السرقات التي نسيت، ومنها ظاهرة كسر المحلات في أوقات الصلاة في شهر رمضان، واللص الذي أطلق عليه(أرسين لوبين) المكلا، كل هذا يحصل عندما تسقط الأخلاق وتنزلق الأنفس إلى الرذيلة، لكن لماذا أخذت جريمة لص الذهب، هذا الموظف العمومي الحكومي الشبعان، كل هذا الاهتمام من الرأي العام بالمكلا وأصبحت حديث المنازل والمقايل وموضع استغراب؟ فهذا المتهم الذي اعترف وأعاد تمثيل حادث سرقته أموال الناس ليس عاطلا عن العمل، ولا اصطدم بظرف أرغمه على السرقة، ولا هو جائع أو أسرته، أبداً.. إن حالته من الشبع وراحة البال ما يفوق على ما أعتقد زملاءه بالعمل وفي السن وفي الوضع الاجتماعي، أولئك الذين ربما لهم ظروف تضغط عليهم، وقد لا يتساوى الدخل مع هذه الضغوطات ولكن لديهم ما يكفي من وازع وخلق .. ويا عيباه!

ظاهرة هذا السارق الشبعان الذي ذكرت المصادر الصحفية أنه يقف على سقف مالي من النقود شهريا نحو 62 ألف ريال، وراتبه الشهري وحده 27 ألف ريال، وهو ما يفوق راتبي الشخصي بكم ألف، وعدد ممن هم في سني وخدمتي من الصحفيين والموظفين، وهو ما لا يعذره في افتعال ضائقة والذهاب إلى اختراع الأفكار الدنيئة، أكانت بالنصب أو الدين والسلف أوبمد اليد على مال الآخرين. وبنظرة إلى تقييم رواتب العاملين في النظافة والخدمات والسائقين فالمتوسط لا يتجاوز الاثني عشر ألف يال ولا يقل عن سبعة آلاف ريال، وهذه الفئات تعيش على الستر، ومعاناة المعيشة لا تنتهي عند هذا أو ذاك من الناس، ولسنا هنا بصدد انتقاد الحكومة التي لا تعدل في رواتب الموظفين، وليس هذا مبررا لسلوكه طريق السرقة أو النصب على الناس، ولظاهرة هذا اللص الذي سرق في المكلا الذهب من محل عام وهو موظف شبعان جدا، فالقناعة والعفة والشكر لله على كل شيء نعمة، وكذا الامتثال لمقولة (اسع يا عبدي..) والإيمان الحقيقي بأن الدنيا أرزاق ومن العيب النظر إلى مال الآخرين وسرقته أو حتى حسدهم على ما يملكون .. إن الحصانة في النفس والثقة بها ضد اللصوصية وسقوط القيم هي ما افتقده هذا السارق والموظف الشبعان وأمثاله من اللصوص.

ماذا أراد هذا الموظف صاحب الراتب المستقر الذي احترف فجأة السرقة وقفز إلى وسط الذهب؟ هل هو احتجاج، جنون، انهزام للذات وطمع؟ حكاية لها لغز لم يبدأ من يوم السرقة، بل له خيوط مخفية في ذات السارق الشبعان مثلما ما زال السؤال أمام الرأي العام عن سرقات وإشاعات عمن هم فاعلوها ولصوصها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى