> اندونيسيا «الأيام» ا.ف.ب :
القادة الاسيويون والافارقة يعودون إلى باندونغ الأندونيسية بعد 50 عام
وفي هذه المدينة التي احيطت بحراسة امنية مشددة صادق القادة على الوثيقة العامة التي اعتمدت بالامس في جاكرتا وتنص على تحالف افريقي-اسيوي يفترض ان يفيد ثلاثة ارباع سكان العالم، وبعضهم من الدول الاكثر فقرا.
وسار القادة السياسيون على خطى اسلافهم وتوقفوا عند نصب "الحرية" وفي فندق سافوي هومان حيث كان توقف الزعماء الهندي جواهر لال نهرو والمصري جمال عبد الناصر والصيني تشو انلاي والاندونيسي احمد سوكارنو نجوم المؤتمر الذي شكل مقدمة لحركة دول عدم الانحياز في عالم غارق في الحرب الباردة.
وتضمن برنامجهم ايضا زرع اشجار اسيوية وافريقية كخطوة رمزية وكذلك حفلا لاحياء ذكرى القمة انتهى بدقيقة صمت.
وتفرض "الشراكة الاستراتيجية" الافريقية-الاسيوية الجديدة على الدول الموقعة العمل في سبيل الديموقراطية وحقوق الانسان والتطور الاجتماعي والنمو الاقتصادي والتسامح الديني واستئصال الفقر والوقاية من الكوارث الطبيعية.
وفي ما يتعلق بهذه النقطة الاخيرة اكد رؤساء الدول مجددا الحاجة لتجهيز الدول المطلة على البحر بنظام انذار يحذر من وقوع كارثة مثل تسونامي.
وقال الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو امس الاحد ان "التاريخ سيحكم علينا وفقا لما نقوم به على مر الايام والاشهر والسنوات المقبلة وعبر تقييم ما اذا كنا اوفياء لروح باندونغ او اننا سنفشل بسبب نقص التصميم السياسي".
التقاء عشرات من رؤساء الدول الافريقية والاسيوية
وبين 18 و24 نيسان/ابريل 1955، التقت 29 دولة من العالم الثالث، من آسيا الى افريقيا، في باندونغ، على بعد 120 كيلومترا جنوب شرق جاكرتا. وشكل البيان الختامي لذلك المؤتمر محطة مميزة في تاريخ انهاء الاستعمار وتاريخ العالم الثالث.
وقام ما سمي في حينه ب"روح باندونغ"، على مبادىء عدم التدخل والمساواة بين كل الدول مهما كان حجمها ورفض خدمة مصالح الدول الكبرى عن طريق الانتماء الى حلف عسكري.
وبعد خمسين عاما، تغيرت كثيرا التوازنات والمثل في العالم، ما يوحي بان قمة جاكرتا قد تكون مجرد لقاء غير مثمر، اي مناسبة للتحدث في امور كثيرة باستثناء باندونغ.
وقال اميتاف اشاريا مساعد مدير معهد الدراسات الاستراتيجية في سنغافورة ان "روح باندونغ باتت اشبه بوهم". واضاف ان القمة الاولى "جرت في حقبة اخرى، ولست اكيدا من ان هذه القمة الجديدة سيكون لها الاثر نفسه، لقد تغير العالم".
واكد ان غالبية المشاركين عام 1955 لم يكونوا ضمن الامم المتحدة في حين ان غالبية هذه الدول هي الان من اعضاء المنظمة الدولية. وخلص الى القول ان "القمة الجديدة يمكن ان تؤدي الى حوار، لكنها ترمز بشكل اساسي الى الحنين" للماضي.