معاناة أهالي حارة «العصلة» بزنجبار من عبث مقاول التبليط

> «الأيام» فضل مبارك :

> عجز محمد عن إيصال السيارة لإسعاف زوجته التي تعسرت ولادتها ما أدى إلى مضاعفات ظلت تعانيها، ولولا لطف الله سبحانه وتعالى وتعاون فتيان الجيران الذين حملوا الزوجة على أكتافهم وساروا بها لأكثر من مائة متر، لكانت النتيجة - لا سمح الله- أسوأ.

والمشكلة ليست أن محمدا يعيش في إحدى القرى النائية التي لا تصل إليها وسائل المواصلات، بقدر ما يسكن في حارة «العصلة» الواقعة في قلب مدينة زنجبار.

والسبب، وإذا عرف السبب بطل العجب. وملخصه هروب المقاول، بعد أن تأخرت الجهات الحكومية في دفع مستحقاته، لكن هذا الهروب ولّد معاناة لا حصر لها يتكبد ويلاتها أكثر من مائة منزل حظهم أنهم يسكنون العصلة.

وأصل الحكاية ، ان السلطات المختصة أقرت تبليط شوارع الحارة بالأحجار، أسوة بما سبق في حارات وأحياء أخرى من المدينة وهو أمر فرحوا به كثيراً، وقبل ستة أشهر بدأ العمل إلى ما قبل شهرين تقريباً، عندما قام المقاول بمراكمة عشرات (الزفات) حمولة السيارة - كما في الصورة- من الأحجار في شوارع وأزقة الحارة، ثم توقف العمل وغادر المدينة إلى صنعاء، بلا إحم ولا دستور، تاركاً الأهالي يموتون بغيظهم.

وهم يصلون بشق النفس إلى منازلهم ويعانون أشد الأمرين في إيصال محتاجات أسرهم أو نقل مرضاهم وعواجيزهم، إذ عليهم أن يحملوا كل ذلك مهما بلغ وزنه وحجمه على ظهورهم، بعد أن تعذر إدخال السيارات أو عربات الحمير.

ولم يقف الأمر عند حد هذه المعاناة، لكنه يتجاوزه إلى ما هو أسوأ عندما سدت منافذ لعب ولهو أطفالهم، وكذلك ما تسببه لهم الأحجار و(شظاياها) من إصابات وجروح.

صرخات الاستغاثة لم يرد عليها بما يبلل حناجرهم، فالمقاول لا تهمه معاناة الناس بمقدار حصوله على حقوقه، والجهات المختصة يدها في ماء بارد، لأن «يوم الحكومة بسنة» كما تقول «القاعدة» الشعبية.

هكذا أصبحت معاناة المواطنين لا محل لها من المبالاة والاهتمام والحل .. إلى أن يشاءوا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى