بنديكتوس السادس عشر يبدأ حبرية تهيمن عليها ذكرى يوحنا بولس الثاني

> الفاتيكان «الأيام» ا.ف.ب :

>
البابا الجديد يبدأ حبريتة بقداس احتفالي
البابا الجديد يبدأ حبريتة بقداس احتفالي
بدأ البابا بنديكتوس السادس عشر حبريته بقداس احتفالي دام زهاء الثلاث ساعات في ساحة القديس بطرس في حضور 350 الف شخص، هيمنت عليه ذكرى يوحنا بولس الثاني واكد فيه رغبته في العمل من اجل وحدة جميع المسيحيين.

وصفق حشد المؤمنين الذين كانوا اقل عددا من اولئك الذين شاركوا في جنازة البابا يوحنا بولس الثاني، بحماس لعظة بنديكتوس السادس عشر الخلف الرابع والستين بعد المئتين للقديس بطرس كبير رسل المسيح، ثم صاح بالهتافات عند استعادته دعوة البابا الراحل الشهيرة للمؤمنين: "لا تخافوا".

وقال بنديكتوس السادس بتأثر كبير وهو يرتدي رداء للبابا يوحنا بولس الثاني "في هذه اللحظة اتذكر 22 تشرين الاول/اكتوبر 1978 عندما بدأ البابا يوحنا بولس الثاني حبريته هنا، في ساحة القديس بطرس. فما زال صدى الكلمات التي تلفظ بها انذاك تتردد في مسمعي: +لا تخافوا+ بل على العكس شرعوا الابواب للمسيح+".

وبالرغم من طبعه المتحفظ قام البابا البالغ من العمر 78 عاما بعد ذلك بجولة قصيرة في سيارة مكشوفة وهو يحيي مبتسما ويبارك الحشود التي ظلت خلف الحواجز على وقع قرع اجراس بازيليك القديس بطرس.

وقد حضر القداس الاحتفالي حوالى اربعين من القادة الاجانب اضافة الى العديد من الشخصيات الدينية بينها المتروبوليت كيريل مسؤول الشؤون الخارجية في بطريركية موسكو الارثوذكسية.

وجدد البابا تعهده بالعمل من اجل وحدة جميع المسيحيين كما فعل الاربعاء الماضي غداة انتخابه لتولي الكرسي الرسولي وتوجه الى اللع قائلا، "دبر يا رب الا نكون الا قطيعا واحدا لراع واحد".

واعتبر "ان الكنيسة تحمل في ذاتها مستقبل العالم"، وجدد الدعوة التي وجهها سلفه يوحنا بولس الثاني الى المؤمنين بان "لا يخافوا".

وتابع "للاسف يا الهي الحبيب، اليوم الشباك قد تمزقت... ولكن علينا الا نشعر بالحزن. بل لنفرح بوعدك الذي لا يخيب ولنفعل كل ما باستطاعتنا لنسلك الطريق نحو الوحدة التي وعدت بها".

وافتتح البابا عظته بالحديث عن الحبر الاعظم الراحل يوحنا بولس الثاني الذي "يرافقه في الحياة الاخرة" موكب "القديسين من كل العصور".

ولفت الى ان الايام التي سبقت وفاة يوحنا بولس الثاني شكلت "التجربة العظيمة" اظهرت بان "الكنيسة حية".

وقال في هذا السياق "ان الكنيسة حية.. وفتية وتحمل في ذاتها مستقبل العالم.. ولذلك فهي ايضا تظهر لكل واحد منا درب المستقبل".

ووصف البابا البشرية ب"خراف ضالة لا تجد سبيلها في الصحراء" ودعا "الكنيسة بمجملها" الى "سلوك الطريق لقيادة البشر خارج الصحراء.. الى واحة الحياة.. والى الصداقة مع ابن الله".

وتابع "هناك اشكال عديدة من الصحراء.. فهناك صحراء الفقر، وصحراء الجوع والظمأ وهناك صحراء الاهمال والوحدة والمحبة المدمرة. وهناك صحراء الظلمة (التي تحجبنا عن رؤية) الله، وفراغ النفوس بدون اي حس بالكرامة".

واضاف "ان الصحارى الخارجية تتكاثر في عالمنا، لان الصحارى الداخلية اصبحت كبيرة جدا"، لذلك "فان كنوز الارض لم تعد في خدمة بناء حديقة الرب التي يمكن ان يعيش فيها الجميع، بل تسخر من قبل قوى الاستغلال والدمار".

ولم يشأ الاعلان عن "برنامج حكومي" ووصف مهمته بمهمة "الراعي" و"الصياد" التي يرمز اليها ببطرشيل من الصوف و"خاتم الصياد" اللذين سلما اليه قبل القاء عظته.

كذلك انتقد الحبر الاعظم "ايديولوجيات السلطة" التي تبرر عملها المدمر برغبتها في "القضاء على الشر".

وقال "كم مرة رغبنا في ان يظهر الله قوة اكبر.. ليضرب بقسوة ويقضي على الشر ويخلق عالما افضل.. كل ايديولوجيات السلطة تصبح هكذا مبررة".

ومرة اخرى اتى على ذكر البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وقال "كان يتحدث الى الاقوياء، والمقتدرين في العالم، الذين يخافون من ان يجردهم المسيح من جزء من قدرتهم ان تركوه يدخل وان سلموا بحرية الايمان".

واضاف "نعم بالتأكيد انه يجردهم من شيء ما: من هيمنة الفساد وتجاوز القانون والاستبداد".

وقد اعد بنديكتوس السادس عشر الذي لا يبدو مرتاحا كسلفه لدى التقائه بالجماهير، عظته بعناية. وقبل احياء القداس الاحتفالي في ساحة الفاتيكان ذهب البابا للتأمل عند ضريح القديس بطرس الذي يعتبر البابا الاول.

وفيما كان البابوات السابقون يتلقون ولاء الكرادلة، تلقاها البابا بنديكتوس السادس عشر من اثني عشر شخصا تذكيرا بتلامذة المسيح الاثني عشر الذين يمثلون الكنيسة جمعاء: ثلاثة كرادلة واسقف وكاهن وشماس وراهب وراهبة وزوجان وطفلان.

وبعد القداس استقبل البابا جالسا في البازيليك ممثلي السلطات المدنية الايطالية والوفود الاجنبية.

وكان اول الذين دخلوا لتحيته مواطنوه الرئيس الالماني هورست كولر وزوجته ثم المستشار غيرهارد شرودر وزوجته وبعدهما رئيس منطقة بافاريا ادموند ستويبر وزوجته.

وتبعهم رئيس الجمهورية الايطالية كارلو ازيليو تشامبي وزوجته ثم العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا وامير موناكو البير الثاني.

وقدم ايضا لتحية البابا الجديد رئيس الحكومة الفرنسية جان بيار رافاران وزوجته آن ماري بعد ان حضرا القداس الى جانب رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني وزوجته فيرونيكا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى