هل السر أمانة

> «الأيام» أحمد محمد الحنش / الحود - الضالع

> انطلاقاً من قول الرسول [ «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»، هذا الحديث الشريف العظيم الذي يحثنا على الصمت وقول الحق و كتمان الأسرار الخاصة والعامة التي لاريب أنها أمانة ويجب المحافظة عليها وكتمانها خوفاً من أن تصبح مشاعة على ألسنة الناس يتشدقون فيها في كل مكان ويتبرعون في إفشائها لمن يلزمه ومن لا يلزمه.

ولذلك اعتبر الإسلام إفشاء السر من الخيانة فالمفشي للسر خائن لله ولرسوله وللمسلمين، وجعل عدم المحافظة عليه من صفات المنافقين وذلك كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم [ «آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا أوتمن خان...»، فيجب على المسلم أن يحافظ على سر أخيه ولو لم يطلب منه ذلك صراحة فقد اعتبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الإشارة أو التلميح يكفي للمسلم حتى يحافظ على سر أخيه.

ومن المعلوم أن إفشاء السر لا يفعله إلا الثرثارون والضعفاء من الناس أصحاب المصالح عديمو الأمانة.

وهي صفة مذمومة في الإنسان إذ يمقته الأخرون وينبذونه ولا يبيحون أمامه بشيء .

فبمجرد حضوره مجلساً معيناً يغيرون مجرى الحديث إن كان فيه سر لأن القادم ثرثار أو ضعيف نفس ونقل الكلام يسري في دمه، وقد ذم الرسول عليه السلام الرجل الثرثار واعتبره كاذباً ولو حدث بما هو صحيح. حيث قال [ «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع»، رواه مسلم، فإفشاء السر يوجب عقاب الإنسان من الله فهو خائن للأمانة ويجعل صاحبه منبوذاً محتقرا بين الناس يتجنبونه ويوصي بعضهم بعضاً بذلك .

وكذلك شيوع الآفات الاجتماعية مثل الكذب والنفاق والخيانة وضعف تربية الناشئة والتي تؤدي إلى انحلال المجتمع وتفككه وسيطرة الأعداء عليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى