الأخ رشاد صالح بن شائع - مدير عام مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بعدن في منتدى «الأيام»:على الآباء والأمهات إدراك أن إلحاق أبنائهم بالمعاهد سيمكنهم من الحصول على فرصة عمل,مصلحة خفر السواحل استوعبت دفعتين كاملتين من خريجي المعهد التقني البحري وتطلب المزيد منهم

> «الأيام» خاص :

> في الحلقة الرابعة من ندوة منتدى «الأيام» حول استراتيجية التعليم الفني والتدريب المهني يواصل الأخ رشاد شائع، مدير عام مكتب التعليم الفني والتدريب بعدن، استعراض واقع التعليم الفني في محافظة عدن وفيما يلي استكمال لحديثه المنشور في الحلقة السابقة:

«إن مخرجات المعاهد بمحافظة عدن اليوم باتت من الكفاءات المشهود لها من قبل الشركات والمصانع، وأصدق دليل على ذلك شهادة الشركة المسؤولة عن تنفيذ مشروع ميناء الحاويات والمنطقة الحرة بعدن، والتي أجرت مفاضلة عملية ما بين خريجين من الجامعة وخريجين من المعهد الصناعي، وكانت الأفضلية لطلاب المعهد التقني الصناعي في كيفية إيجاد الحلول التي يتطلبها العمل، لا سيما وأن الامتحان جرى من قبل خبراء أجانب وبطرق غير تقليدية.

المسألة الأهم أن قطاع التعليم الفني والتدريب المهني بعدن تمكن من إنجاز مشاريع كبيرة موكلة إلينا من قبل الوزارة، حيث تم تنفيذ مشاريع فصول مدرسية ومختبرات وقاعات للمعهد التقني الصناعي بالمعلا بتكلفة بلغت41 مليون ريال وتم تشغيله في العام 2002م، وتنفيذ مشروع بناء المعهد التقني البحري في العام 90م بتكلفة تقدر بنحو مليار وثلاثمائة وإثنين مليون ريال بمنطقة جزيرة العمال، تشييد فصول وقاعات دراسية ومكاتب إدارية وقاعة اجتماعات للمعهد الفندقي بمنطقة التواهي وتم افتتاحه في العام 2003م، إعادة تأهيل المعهد الوطني للتقنيين والمدربين بمنطقة دارسعد 2 مليار و445 مليون ريال وتم الانتهاء منه في العام 2004م، بناء وتجهيز المعهد التعاوني بمنطقة الشيخ عثمان بحوالي 27 مليون و900 ألف ريال بعد إخلاء موقعه السابق في مدينة الشعب إلى ما يسمى ببيت السلطان بمديرية الشيخ عثمان، إعادة تأهيل وبناء معهد التدريب المهني بمديرية خورمكسر بحوالي 168 مليون ريال وأنجز في العام 2002م، تأهيل المعهد المهني بمديرية المنصورة بتكلفة بلغت 180 مليون ريال، إلى جانب مشاريع أخرى ما زالت قيد التنفيذ منها بناء سكن داخلي وقاعة للطعام بالمعهد المهني بخورمكسر تبلغ تكلفتها أكثر من 52 مليون ريال وسيتم الانتهاء منها مطلع العام 2005م، وبناء قاعة للطعام بمعهد التدريب المهني بمديرية المنصورة بلغت تكلفتها 7 مليون ونصف المليون ريال وسيتم إنجازه في هذا العام، إعادة تأهيل المرافق الصحية في المعاهد بتكلفة بلغت أربعة مليون ريال، تجهيز بعض المعاهد بمكتب التعليم الفني والتدريب المهني بمحافظة عدن بتكلفة بلغت قرابة 400 مليون ريال سيتم الانتهاء منه في العام 2005م.

الأمر الذي نأسف له أن مكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بعدن قد تنقل بين أكثر من مبنى، وأخيرًا تم تخصيص مبنى لفرع الوزارة بمصنع الألبان سابقا بالتعاون مع الأخ محافظ عدن، وعلى الرغم من عدم صلاحية المكتب وعدم اتساعه لجميع الموظفين واستمرار تهديدنا بالطرد منه، إلا أننا ندرك بأن الموجود أفضل من عدمه، وتبقى المشكلة معروضة على الأخوين محافظ عدن ووزير التعليم الفني والتدريب المهني، كون مكتب فرع الوزارة بعدن يدير عددا كبيرا جدا من المعاهد، وبالتالي لا بد من توفير الاستقرار لموظفيه وعامليه ليتمكنوا من تسيير الأعمال اليومية للمكتب وللمعاهد العديدة بمحافظة عدن.

من المشاريع الاستراتيجية، التي ستنفذها وزارة التعليم الفني والتدريب المهني على مستوى الجمهورية، تخصيص مشروعين كبيرين لمحافظة عدن في العام 2005م وهما تنفيذ مشروع معهد الأتمتة الصناعية بمديرية البريقة بتكلفة قدرت بمليار و162 مليون و500 ألف ريال ومشروع معهد الهندسة المدينة بمديرية دارسعد بتكلفة تقدر بـ 558 مليون ريال.

هذه المشاريع هي ما يتم تنفيذه في جانب البناء، أما جانب التجهيز فقد اشتمل على تجهيز معهد خورمكسر بورشة ومختبر متخصص في مجال الكهرباء وقسم خاص بالالكترونيات، كما تم تجهيز المعهد التقني البحري بجزيرة العمال بسفينة تدريبية ومختبر متكامل وبتجهيزات فنية عالية يتمكن الطالب من خلاله أن يطلع على كافة الأعمال التي تنفذ في البحر سواء في مجال الهندسة البحرية أو الملاحة أو مراقبة المناخ والتقلبات البحرية، وبذلك يستطيع الطالب الإلمام بكافة الأمور البحرية الحديثة، ومخرجات هذا المعهد عليها إقبال كبير، حيث تم استقطاب دفعتين كاملتين في قوة خفر السواحل والآن هم من يدير الطوربيدات ويشرف على قسم الميكانيكا الخاص بإصلاح زوارق خفر السواحل، ومؤخرا ايضا تقدمت مصلحة خفر السواحل بطلب 28 طالبا في قسم الميكانيكا البحرية، وهناك اهتمام خاص بالمعهد البحري، والاستاذ نجيب يابلي كان حاضرا معنا في إحدى ورش عمل البنك الدولي، الذي يركز على المعهد البحري ويسعى الى تحويله الى قاعدة يلجأ لها جميع الصيادين في الشريط الساحلي بمحافظة عدن وعددهم قرابة 3000 صياد، وذلك بتجهيزه بالمعدات التي تمكنه من القيام بأعمال الصيانة لقواربهم ومعداتهم البحرية وتأهيل الصيادين على ما يعرف بالصحة المهنية في كيفية تعليمهم طرق وفنون الاصطياد، ولدينا ايضا في هذا الجانب مركز تدريبي بحري في منطقة فقم كان في السابق يتبع صندوق الرعاية الاجتماعية وعند زيارة الأخوين نائب الرئيس ووزير التعليم الفني الى المعهد في العام الماضي تم إلحاقه بالمعهد البحري وتم تجهيزة بآلة لصنع الشباك للصيادين وتم الاتفاق مع صندوق الرعاية الاجتماعية على دعم الصيادين ليتمكنوا من تصنيع الشباك محليا وبيعها بأسعار أقل من الأسعار التي تباع بها الشباك المستوردة في السوق، كما تم تجهيزه بأجهزة الكمبيوتر وآلات الخياطة التي تقام من خلالها دورات تدريبية للنساء بمناطق فقم وعمران ورأس العارة وقعوة ، بما يمكنهن من إقامة مشاريعهم الصغيرة.

مكتب التعليم الفني والتدريب المهني يدرك أهمية اقامة شراكات مع السوق والقطاع الخاص، وأسهم في تعزيز هذه الشراكة البناءة بإصدار الوزارة لوائح وأنظمة لتنظيم كيفية التدريب في السوق، التدريب الحالي في السوق على مستوى الوطن محدود وينحصر في مجال البرمجيات والكمبيوتر واللغات، مما دفعنا الى إلزام المراكز التي تدرس البرمجيات والكمبيوتر وهندسة الحاسوب ببرامج مرخصة ومراقبة من قبل وزارة التعليم الفني والتدريب المهني، وبالتالي تعمد شهاداتها من قبلنا برسوم رمزية، وقد أقمنا جملة من الاجتماعات مع أصحاب المراكز والمعاهد التعليمية الخاصة أوضحنا لهم كيفية إدخال التدريب ضمن اهدافهم وليس الكسب المادي وحسب، حيث نعتبرهم شركاء لنا في التدريب.

للأسف الشديد الاهتمام بقطاع التعليم الفني والتدريب الفني بمحافظة عدن بدأ من قبل المجتمع والإعلام في الفترة الأخيرة، وبعض الناس حتى فترة قريبة كانوا يجهلون أهمية هذا النوع من التعليم، مما جعل غالبية مدخلاتنا من خارج محافظة عدن وإن لم نكن مقصورين في نشاطنا التعليمي والتدريبي على أبناء عدن وحسب على اعتبار قلة المعاهد على مستوى محافظات الجمهورية، ولهذا فإننا اليوم نتوجه من خلال الإعلام وصحيفة «الأيام» واسعة الانتشار الى الآباء والأمهات في محافظة عدن للإطلاع على امكانيات وبرامج وتخصصات المعاهد المتنوعة بعدن وإدراك أن إلحاق أبنائهم بها سيمكنهم من الحصول على فرصة عمل طيبة. ولذا مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بعدن تعاون مع عدد من الجهات الانمائية منها صندوق التنمية وصندوق الرعاية الاجتماعية بما يمكن من منح الخريجين قروضاً ميسرة تمكنهم من إقامة مشاريعهم الصغيرة، وإذا كانت فكرة الوظيفة ما زالت وللأسف الشديد مسيطرة على عقول شبابنا، إلا أن كماً طيباً من الشباب بدأ يدرك تماما ميزة وأهمية امتلاك مشروعه الخاص، وإن شاء الله تجد هذه الفكرة مزيداً من الترسخ في عقول الشباب.

وتبقى الإشارة الى تعاون وزارة التعليم الفني والتدريب المهني في تنفيذ ثلاثة مشاريع كبيرة سيتم البدء بها في العام الدراسي 2005- 2006م وتتمثل في إدخال برنامج السكرتارية التنفيذية كقسم جديد في المعهد التجاري بمديرية خورمكسر، وقد تم فعلا إعداد تسع مدربات لهذا البرنامج إعدادا متخصصا، والبرنامج الآخر عبارة عن افتتاح قسم التصوير الفوتغرافي والإعلان باستخدام تقنيات الحاسوب، وقسم النفط والغاز، وذلك في المعهد التقني الصناعي، وستمول هذه المشاريع بنحو مليون يورو، وتشتمل على أحدث التجهيزات والتقنيات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى