سباق مع الوقت بعد انحراف قطار في اليابان وانتقادات لمعايير السلامة المعتمدة

> اليابان «الأيام» ا.ف.ب :

>
عمال الأنقاذ ينتشلون جثث ضحايا القطار
عمال الأنقاذ ينتشلون جثث ضحايا القطار
واصلت فرق الاغاثة امس الثلاثاء عمليات البحث في اماغازاكي جنوب اليابان غداة اضخم كارثة قطار تشهدها البلاد منذ اربعين عاما،فيما ارتفعت اصوات منتقدة معايير السلامة المعتمدة في اليابان.

وتفاقم الجدل حول هذه المعايير في اليابان مع الاعلان عن انحراف قطار ثان امس الثلاثاء في وسط الارخبيل.

فقد اصطدم قطار سريع يوم امس الثلاثاء بشاحنة عند تقاطع في منطقة ايباراكي شمال شرق طوكيو ما ادى الى انحراف الحافلة الاولى منه، على ما اوضحت شركة جي.ار. ايست، ولم يؤد الحادث الى وقوع اصابات بين الركاب.

ووقع الحادث بعد 24 ساعة على حادث انحراف القطار الذي كان يقل 580 راكبا في اماغازاكي بضاحية اوزاكا في وقت يشهد حركة كبيرة.

وادى هذا الحادث بحسب آخر حصيلة الى سقوط 73 قتيلا (41 رجلا و32 امرأة) و442 جريحا عندما اصطدم القطار بمبنى سكني.

وقالت جونكو ايوابي وهي ربة عائلة في الخامسة والثلاثين من اماغازاكي جاءت تتفقد موقع الكارثة "كنت اعتقد ان القطارات اليابانية آمنة. لكنني الان سافكر في الامر مليا" قبل الصعود في قطار.

وستتواصل عمليات الاغاثة لليلة الثاني على التوالي.

وبحسب فرق الاغاثة، فان عشرة الى عشرين ضحية قد يكونوا ما زالوا عالقين في هيكل القطار.

وتم انتشال ثلاثة جرحى على الاقل في الساعات الباكرة من امس الثلاثاء فيما انتشلت جثث عديدة الليل الماضي.

وكانت فرق الانقاذ تنشط تحت مطر خفيف اليوم الثلاثاء بحثا عن ضحايا وجثث في الحافلات المحطمة فيما كانت رافعات تعمل بحذر وروية على ازالة حطام القطار المنغرز في المبنى الواقع على مسافة ستة امتار فقط من السكة الحديد.

وتم تحويل مركز رياضي الى مشرحة مرتجلة تكدست فيها اشلاء وجثث مشوهة الى حد يجعل من المستحيل التعرف اليها.

ولا تزال اسباب انحراف القطار مجهولة، غير ان السلطات تشتبه بان سائق القطار الشاب انعطف بدون ان يخفف سرعته بالشكل المناسب.

ودهمت الشرطة امس الثلاثاء مقر شركة وست جابان رايلواي (جي ار وست) للسكك الحديد في اوساكا في اطار تحقيقها.

وعائلات الضحايا ساخطة على جي ار وست خصوصا وان اليابان تتباهى بامتلاك شبكة للسكك الحديد تعتبر من الاكثر سلامة في العالم وتقل يوميا ستين مليون راكب، وهو عدد يوازي نصف الشعب الياباني.

اصطدام قطار سريع بشاحنة عند التقاطع
اصطدام قطار سريع بشاحنة عند التقاطع
وطرحت صحيفة يوميوري شيمبون المحافظة العام الماضي مسألة خصخصة شركة جي ار وست وتساءلت ان لم تكن الشركة اهملت معايير السلامة لخفض كلفة اليد العاملة.

واوضح مسؤولون في الشركة ان سائق القطار ريوجيرو تاكامي البالغ من العمر 23 عاما، لم يكن يعمل في هذه الوظيفة سوى منذ 11 شهرا وسبق ان تلقى تحذيرات ولا سيما على اثر شكاوى قدمها ركاب. ولم يعرف مصيره حتى الان.

وقال عدد من الركاب ان القطار كان متأخرا عن موعده ولم يتوقف عند احدى المحطات وكان يسير "بسرعة اكبر بكثير" من العادة.

وكتبت صحيفة مانيشي شيمبون ان القطار المؤلف من سبع مقطورات كان يسير بسرعة مئة كلم في الساعة حين سلك منعطفا لا تتجاوز السرعة المسموحة فيه 70 كلم في الساعة.

وهذه اسوأ كارثة تقع في اليابان منذ تشرين الثاني/نوفمبر 1963 حين قتل 160 راكبا في اصطدام قطارين في يوكوهاما قرب طوكيو.

وزعزع الحادث الثقة المطلقة التي تضعها اليابان في شبكتها للسكك الحديد وفي قدراتها التكنولوجية.

وكان احد القطارات السريعة "شينكانسن" الشهيرة في اليابان انحرف في تشرين الاول/اكتوبر الماضي للمرة الاولى في تاريخه الذي يعود الى اربعين عاما بسبب هزة ارضية قوية في محافظة نيغاتا (وسط)، بدون ان يسفر الحادث عن وقوع اصابات.

وحذرت صحيفة اساهي شيمبون من ان "القطارات اليابانية معروفة لدقتها وسلامتها، لكن العالم يعير اهتماما لهذا الحادث ولا خيار امامنا سوى التدقيق فيه من جميع الزوايا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى