الملعب الرياضي..قرار بتشجيع (التزوير)!!

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم :

> أن يعمل ناد أو أندية رياضية على التزوير في وثائق لاعبيها، فتلك مصيبة، لكن عندما يبارك اتحاد اللعبة أوفروعه ذلك التزوير، فالمصيبة أعظم,تابعت قرارفرع اتحاد الكرة بعدن (القيادة الجديدة) حول اعتماد فريق الوحدة العدني بطلاً لدوري ناشئي المحافظة تحت 17 سنة، وإلغاء قرار (القيادة السابقة) للفرع بتعليق تسمية البطل، وشطب عدد من اللاعبين الذين قدموا وثائق ميلاد مزورة.

القرار الذي نشر يوم الإثنين الماضي في «الأيام» تستشف في تفاصيله شيئاً غير طبيعي، وتشتم في حيثياته رائحة أقرب إلى التحيز والتعصب، وربما التشفي والابتعاد عن نص الأخلاق الرياضية وآداب ومثاليات وواجبات القيادة.

القرار يتحدث عن لاعب ناشئ من فريق وحدة عدن، يفترض أنه من مواليد 87 أو 1988م، لكن شهادة ميلاده استخرجت في 23/10/2002م، وقد اعتمد فرع اتحاد عدن (الجديد) هذه الشهادة التي أكد مكتب الأحوال بعدن صحتها، وفي الوقت ذاته رفض فرع الاتحاد رسالة من مدرسة اللاعب تفيد بأن عمره المقيد لديها يختلف عما هو في شهادة ميلاده المقدمة للاتحاد.

إن عدن ليست محافظة ريفية أو قرية نائية، بل مدينة حضارية مدينة منذ قرون، وشهادات المواليد فيهاتستخرج غالباً في حينها أي عندما يرى المولود النور، ولاتستخرج بأثر رجعي إلا نادراً أو بدلاً عن فاقد، مما يجعل شهادة الميلاد الجديدة التي قدمها اللاعب موضع شك وشبهات.

والمعروف أن قبول الطلاب في مدارس عدن منذ الصغر يتم اعتماداً على شهادة الميلاد، بمعنى أن تاريخ ميلاد اللاعب (الطالب) لدى المدرسة هو الأقرب إلى الصحة، مماهو موجود في شهادة ميلاد استخرجت بعد حوالي 16 أو 17 عاماً من سنة الميلاد المفترضة وأين؟! في محافظة عدن!!

الغريب أن فرع الاتحاد اعتمد شهادة الميلاد المستخرجة في عام 2002م، مع تاكيد صحتها من مكتب الأحوال المدنية، ورفض الأخذ بالتأكيد الصادر من المدرسة، مع أن بياناتها موثقة في سجلات مدرسية قديمة، ومعمول بها منذ التحاق الطالب بالمدرسة.

نحن لانشكك هنا في صحة شهادة الميلاد الجديدة، ولا في تأكيد السجل المدني بأنها صحيحة، لكن الأهم هل تاريخ الميلاد المسجل فيها هوالصحيح؟ وكلنا يعرف كيف تستخرج الوثائق الرسمية من بعض الجهات الحكومية!

فرع عدن ولكي يبعد عن نفسه تهمة التحيز والتعصب أكد في حيثيات قراره أنه استند على رسالة من الاتحادالعام، ولجنة المسابقات العليا، لكن هذه ليست حجة، ولايمكن أن تثبت صحة القرارلأن الجماعة في عدن عندهم كل الخفايا والتفاصيل، ويعرفونها بدقة أكثر من الجماعة الموجودين في صنعاء.

لسنا ضد فريق ناشئي الوحدة، فهوبشهادة الجميع الأفضل والأجدر والأحق بالبطولة، ولسنا ضد اللاعب المتهم بالتزوير، لأنه لايتحمل المسؤولية وحده، بل يتحملها قبله المدرب والإدارة، لكننا ضد مثل هذا القرار الخطير الذي يؤسس لأشياء خطيرة أولها: التعصب، وثانيها تشجيع المزورين على حساب الملتزمين، وثالثها ظلم الطرف المتضرر، وهو هنا فريق الروضة، لأن فريق الوحدة والتلال والشعلة كلها متهمة بالتزوير ورابعها: نسف آلية العمل المؤسسي للهيئات الرياضية، وعدم احترم القرارات السابقة الصادرة عن الفرع نفسه لمجرد أن الأسماء تبدلت، والانتماءات تغيرت.

مايحز في النفس أن مثل هذا القرار يصدر من فرع اتحاد يرأسه الكابتن عزيزسالم، الذي مازال وسيظل تاريخ الكرة اليمنية، شاهد عيان على أنه كان من ألمع وأبرز المهاجمين الأفذاذ، وأفضل هداف بالرأس مر على ملاعبنا اليمنية، فقد كان لاعباً لن يتكرر الآن، ومن الصعب أن يتكرر، جمع بين الموهبة والتميز والإخلاص والأخلاق العالية والتواضع الجم.

هكذا عرفنا الكابتن عزيزسالم لاعباً مثالياً، وصفقنا له، وكنا مشجعين في المدرجات الشمالية لملعب الحبيشي، ونريده اليوم أن يكون قيادياً إدارياً محنكاً ملتزماً ومحايداً مترفعاً عن صغائر الأمور التي يمكن أن تسيء إلى تاريخه الرياضي الناصع، بعيداً عن أولئك النكرات والمتمصلحين الذين سيجرونه إلى حيث لانرضى له أن يكون.

كثيرون ممن تابعوا دوري الناشئين العدني أكدوا على أن فريق الوحدة هو الافضل مستوًى والمتكامل صفوفاً والأجدر بتمثيل المحافظة في بطولة الجمهورية للناشئين، وعلى هذا الأساس وبعد كل الإشكالات التي أحيطت بالدوري، لماذا لم يفكرفرع الاتحاد بعدن في اتخاذ قرارمناسب وأكثر منطقية مثلاً، أن يكون فريق وحدة عدن ممثلاً للمحافظة في بطولة الجمهورية، مع إلغاء نتائج الدوري موضوع المشكلة، والإبقاء على قرارشطب اللاعبين المزورين؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى