موسكو تعود الى الساحة السياسية في الشرق الاوسط لكن بحدود

> القدس «الأيام» ا.ف.ب :

> عادت موسكو الى الساحة السياسية في الشرق الاوسط بزيارة قام بها خلال الاسبوع الجاري الرئيس فلاديمير بوتين للمنطقة، عززت العلاقات التقليدية مع الدول العربية وطمأنت اسرائيل التي عرض عليها علاقات ودية بعد سنوات من التوتر.

وهذه الجولة التي استغرقت خمسة ايام واختتمت مساء الجمعة كانت سابقة كبرى. فهي الاولى لرئيس روسي او سوفياتي الى مصر منذ اربعين عاما والاولى لاسرائيل منذ انشائها وللاراضي الفلسطينية.

وفي اسرائيل، ارتدت الزيارة طابعا تاريخيا. فبين 1967 و1991 كانت العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وتل ابيب مقطوعة. وقامت موسكو لعقود بتسليح وتمويل دول عربية لا تعترف بحق اسرائيل في الوجود بينما كان اليهود يسعون من وراء الستار الحديد لمغادرة الاتحاد السوفياتي السابق.

وخلال الاسبوع الجاري، قال رئيس اسرائيل موشي كاتساف "ارى في فلاديمير بوتين صديقا لدولة اسرائيل"، بينما صرح الرئيس الروسي ان زيارته الى الدولة العبرية كانت امرا لا يمكن تصوره في الماضي القريب.

وفي لقاء استغرق اكثر من ثلاث ساعات، اتفق بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على تعزيز التعاون في قطاعات حساسة مثل مكافحة الارهاب وفي مجال الصناعة التكنولوجية المتقدمة.

وانتهز بوتين فرصة زيارته لتعزيز علاقاته مع الشرق الاوسط العربي والمسلم.

فقد رفض التراجع عن بيع سوريا صواريخ ارض جو وعن التعاون النووي مع ايران وهما مسألتان اثارتا باستمرار استياء اسرائيل.

وبرر بوتين سياسته بحدة في بعض الاحيان.

فقد اكد ان الصواريخ التي ستباع الى سوريا لا تشكل اي خطر على اسرائيل وقصيرة المدى ومصممة لاهداف دفاعية. وقال "لاستخدامها يجب مهاجمة سوريا وانتم لا تريدون ذلك أليس كذلك؟".

واوضح بوتين ان كل الاجراءات اللازمة اتخذت لتجنب وقوع هذه الصواريخ بايدي "ارهابيين". فهي صواريخ يجب ان تحمل على شاحنات ولا نماذج يمكن حملها على الكتف منها.

اما المحطة النووية التي تبنيها موسكو في ايران، فقد سعى بوتين الى طمأنة اسرائيل بتأكيده ان هذا المفاعل لن يستخم سوى لاغراض مدنية ولا اهدافا عسكرية له.

وذكر بوجود اكثر من ميلون يهودي روسي في اسرائيل يشكلون عشرين بالمئة من سكان الدولة العبرية، قائلا "نريد ان يعيش هؤلاء الناس بامان".

ورأى كاتساف ان "خطوة الى الامام" انجزت في المسألة الايرانية.

وفي الاراضي الفلسطينية وعد بوتين الجمعة بتقديم مساعدة الى قوات الامن الفلسطينية وانتقد اسرائيل بشأن القيود التي تفرضها على حرية تنقل الفلسطينيين.

وقال "لست متأكدا ان هذه القيود تساعد في مكافحة الارهاب".

وترعى روسيا مع الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي "خارطة الطريق" خطة السلام الدولية لتسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.

واذا كانت روسيا قد حاولت ان تبرهن على انها عنصرا فاعلا في الشرق الاوسط، فان حدود هذا الدور ظهر واضحا ايضا.

فمشروع عقد مؤتمر دولي للسلام حول الشرق الاوسط في موسكو الذي عرضه بوتين في القاهرة اثار حساسية، اذ ردت اسرائيل والولايات المتحدة على الفور ان مؤتمرا كهذا سابق لاوانه.

وعبر الاتحاد الاوروبي عن التحفظات نفسها بينما لقي الاقتراح تأييد مصر والفلسطينيين.

وفي مواجهة ردود الفعل المتضاربة هذه اضطر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للتقليل من اهمية اللقاء وتحدث عن "سوء تفاهم".

وقال لافروف ان بوتين اقترح "مؤتمرا على مستوى خبراء" ووسائل الاعلام فسرت تصريحاته بشكل خاطىء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى