طواحين الهواء تسد جزءا من احتياجات الصين المتعطشة للطاقة

> الصين «الأيام» عن رويترز :

> تصطف طواحين الهواء على سلاسل الجبال الرائعة في جزيرة ناناو جنوبي الصين لتبعث الطاقة في شبكة إقليم جوانجدونج أكبر مركز للتصنيع في العالم.

وقريبا ستصبح الجزيرة الصغيرة التي تبعد 330 كيلومترا شمال شرقي هونج كونج مقرا لأول منطقة لطواحين الهواء قبالة سواحل الصين فيما يسعى سابع أكبر اقتصاد في العالم إلى انهاء نقص في الطاقة يصيبه بالشلل وتلوث خانق في الهواء.

وأقر البرلمان الصيني قانونا للطاقة المتجددة في فبراير شباط الماضي يقول خبراء إنه سيجذب المستثمرين للطاقة النظيفة. ويفرض القانون الذي سيسري اعتبارا من العام القادم رسوما تشجع الاعتماد على مصادر غير حفرية للطاقة مثل الرياح والمياه والطاقة الشمسية.

قال روبين اوكلي مدير الحملة من أجل قضايا المناخ والطاقة في جماعة جرينبيس (السلام الأخضر) المقيم في بكين "إنه مثير للغاية. بمجرد تطبيق
السياسة الصحيحة فإن الصناعة تزدهر حقا. الأمر كان هكذا في انحاء العالم."

وأضاف "إذا دخلت الصين اللعبة سواء كسوق عالمي كبير أو كمنتج عالمي كبير في المدى البعيد فمن الممكن أن تحول بسهولة وبسبب مساحتها الكبيرة فقط قطاع الطاقة المتجددة كله على المستوى العالمي."

وقدرت جرينبيس قدرة طاقة الرياح الصينية بحوالي مليون ميجاوات وهو أكثر من ضعف القدرة الإجمالية للمحطات المقامة في الصين حاليا على توليد الطاقة والتي تبلغ 440700 ميجاوات.

لكن نظرا لأن طاقة الرياح في الصين تنتج حاليا 600 ميجاوات فقط وتشكل جزءا صغيرا وأن المصدر الرئيسي للطاقة الفحم يوفر 70 بالمئة من الكهرباء للصين فلا يزال هناك طريق طويل يتعين السير فيه قبل أن تتمكن صناعة طاقة الرياح الصغيرة من ترسيخ وضعها في مزيج مصادر الطاقة في الصين.

كما يأتي انتقال الصين للطاقة غير الحفرية في وقت تعاني فيه البلاد من اسوأ انقطاع للكهرباء منذ عقود إذ عانى أكثر من ثلثي أقاليمها من انقطاع
الكهرباء في العام الماضي بسبب نقص المولدات والفحم وخطوط نقل الكهرباء.

وتنوي الصين توسيع صناعة الطاقة النووية. وفي الوقت نفسه تريد الصين تعزيز طاقتها المتجددة لتغطي عشرة بالمئة من احتياجاتها بحلول عام 2010 مما يزيد من قدرتها على انتاج الطاقة النظيفة إلى 60 ألف ميجاوات من بينها 50 ألفا من الطاقة المائية وأربعة آلاف ميجاوات من طاقة الرياح.

ويتماشى ذلك مع اتفاقية كيوتو التي دخلت حيز التنفيذ في فبراير الماضي بينما يزيد المجتمع الدولي من جهوده للحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري للحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

والصين التي تعد أكبر منتج وأكبر مستهلك للفحم في العالم هي ثاني أكبر منتج لغازات الاحتباس الحراري في العالم. وتستهدف مناجمها التي تشتهر بأنها خطيرة استخراج 2.2 مليار طن من الفحم سنويا بحلول عام 2010.

وفي العام الماضي أصبح إقليم جوانجدونج البعيد عم مناجم الفحم الصينية والذي تضرر بشدة من انقطاع الكهرباء أول إقليم يفرض أسعارا ثابتة
للطاقة المنتجة من الرياح وهي سياسة شائعة بين الدول التي حققت نموا سريعا في انتاج الطاقة من الرياح كالدنمرك.

قال فيم لانسينك من شركة شانتو دان نان لطاقة الرياح التي تطور منطقة الرياح البحرية في جزيرة ناناو التي تنتج مئة ميجاوات "الأمن فيما يتعلق
بالرسوم هو القضية الأولى للتأكد من تنفيذ مشروعات لتنمية الرياح."

وقال مدير المولد لرويترز في شانتو وهي مدينة ساحلية في شمال جوانجدونج "اعتقد أنه لو نجح المشروع هنا وهو ما يبدو فإن الأقاليم الأخرى ستحذو حذونا."

وشانتو دان نان هي مشروع مشترك بين شركة نون الهولندية للكهرباء وهيئات الكهرباء في مدينة شانتو وتدير مزرعة رياح طاقتها 24 ميجاوات في
ناناو منذ عام 1998. وتنشيء خمسة مشروعات للطاقة في الصين من بينها مشروعان آخران في جوانجدونج.

ويقول الخبراء إن طاقة الرياح يمكن أن توفر حلا سريعا لاحتياجات الصين من الكهرباء حيث أن انشاء مزارع الرياح أسرع نسبيا.

ويضيفون أن الصين تستفيد من التقدم التكنولوجي السريع في صناعة طاقة الرياح عالميا التي تستند إلى نمو سنوي بلغ 30 بالمئة خلال العقد الماضي.

ويقول الخبراء إن الصين بمساحتها الهائلة في الشمال والغرب وساحلها الممتد لآلاف الكيلومترات تنعم بمصادر الرياح.

قال لي جونفينج الأمين العام لاتحاد صناعات الطاقة المتجددة في الصين "الطاقة المائية صغيرة الحجم لديها القدرة الأكبر في الأجل القصير من عشر إلى 20 عاما مثلا."

واستطرد قائلا لرويترز "لكن على المدى الأبعد من 20 إلى 50 عاما لان قدرة طاقة الرياح ربما تكون أكبر من الطاقة المائية. وطاقة الرياح واحدة من
أسرع المجالات نموا في الصين."

وتنخفض أسعار طاقة الرياح بسرعة تمشيا مع ابتكارات تقنية والوفورات الاقتصادية المتنامية بينما ارتفعت أسعار النفط إلى ثلاثة أمثالها تقريبا في
السنوات القليلة الماضية ويرجع ذلك جزئيا إلى الطلب المتزايد في الصين.

وقال اتحاد صناعات الطاقة المتجددة في الصين ان أسعار الطاقة المتولدة من الرياح انخفضت من 20 سنتا أمريكيا لكل كيلووات ساعة قبل 20 عاما إلى خمسة سنتات وهو ما يعادل أسعار الطاقة التقليدية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى