وثائق بريطانية تكشف عن خطة مبكرة للإطاحة بصدام

> لندن «الأيام» عن رويترز :

> جاء في وثائق بريطانية سرية نشرتها صحيفة صنداي تايمز امس الأحد بعد تسريبها أن الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير كانا عازمين على الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين قبل تسعة أشهر على الأقل من شن الحرب في العراق.

وقد تترك هذه الوثائق تأثيرا على الانتخابات البريطانية المقررة يوم الخميس المقبل والتي عادت فيها قضية العراق وما إذا كان بلير قد ذكر الحقيقة لدى طرح مسألة الحرب إلى الظهور في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية.

وردد بلير دوما أنه لم يلزم بريطانيا بمهاجمة العراق قبل إعطاء صدام فرصة أخيرة للتخلي عن أسلحة الدمار الشامل وأن "تغيير النظام" وهو ما يعني الإطاحة بصدام لم يكن هدفه قط.

وتظهر استطلاعات الرأي أنه رغم الاستياء من سياسة بلير إزاء العراق فإن من المرجح أن تسفر الانتخابات عن فوزه بفترة ثالثة وإن كان من المتوقع أن تتقلص أغلبيته الضخمة في البرلمان.

وحرص بلير على أن يبدي اعتقاده بأن نتيجة الانتخابات لا تزال مثار شك. وفي مقابلة مع صحيفة الأوبزرفر حث بلير الناخبين المناهضين للحرب على عدم الإدلاء بتصويت يعبر عن احتجاجهم.

وقال "هناك أناس تنتابهم مشاعر قوية بسبب العراق. لكن إن هم انتخبوا الأحرار الديمقراطيين في مقعد يليهم فيه المحافظون فإن ما سيتغير لن يكون السياسة المتعلقة بالعراق وإنما تلك الخاصة بالاقتصاد وبالخدمات الصحية والمدارس والحد الأدنى للأجور."

ونشرت صحيفة صنداي تايمز ما قالت إنه محضر سري لوقائع اجتماع حكومي رفيع المستوى عقد لبحث مسألة العراق في يوليو تموز عام 2002 أي قبل تسعة أشهر من الغزو.

وتشير وقائع الجلسة إلى أن بلير تحدث إلى حكومته صراحة عن الإطاحة بصدام.

ونقل عن بلير قوله "لو أن المناخ السياسي سليم لأيد الناس تغيير النظام." وأضاف "القضيتان الرئيسيتان هما هل ستنجح الخطة العسكرية وهل لدينا استراتيجية سياسية تتيح الفرصة لنجاح الخطة العسكرية."

وقال وزير الخارجية جاك سترو إن قضية الحرب "هزيلة" لأن "صدام لا يهدد جيرانه ولأن قدرته المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل أقل منها في ليبيا أو كوريا الشمالية أو إيران."

واقترح سترو إعطاء صدام إنذارا للسماح بدخول المفتشين الدوليين عن السلاح مما يثير مواجهة من شأنها "المساعدة في إعطاء المبرر القانوني لاستخدام القوة.
"

وقال السير ريتشارد ديرلاف مدير الاستخبارات الخارجية البريطانية بعد أن عاد لتوه من زيارة إلى واشنطن إن الحرب كانت "حتمية" لأن "بوش كان يريد التخلص من صدام من خلال العمل العسكري" وإن "معلومات المخابرات والحقائق أعدت بحيث تناسب هذه السياسة."

وأشار محضر الجلسة إلى أن بلير طلب من السير مايكل بويس رئيس اركان الدفاع أن يقدم له خطط الحرب في وقت لاحق من ذلك الأسبوع.

ورغم أن كثيرين في بريطانيا عارضوا الحرب فإن القضية لم تظهر سريعا كقضية انتخابية لأن كلا من حزب العمال الذي ينتمي إليه بلير وحزب المحافظين وهو حزب المعارضة الرئيسي أيدها.

لكن المحافظين استغلوا المبرر الذي طرحه بلير للحرب لشن هجوم على مصداقيته ويأملون أن يتحول بعض مؤيدي حزب العمال إلى حزب الأحرار الديمقراطيين المناهض للحرب.

والوثيقة التي نشرتها صنداي تايمز هي ثاني تسرب رئيسي يخص العراق يظهر في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات. ففي الأسبوع الماضي سربت القناة التلفزيونية الرابعة نصيحة إلى بلير اثار فيها النائب العام شكوكا حول مشروعية الحرب.

وامتنع مكتب رئيس الوزراء عن التعليق عما إذا كانت وقائع الاجتماع التي تسربت إلى صنداي تايمز صحيحة لكنه قال إن الاجتماع عقد قبل قرار مجلس الأمن الدولي الذي أعطى الأساس لبلير لخوض الحرب.

وقالت متحدثة "كان هذا قبل القرار بسلك طريق الأمم المتحدة وقبل القرار 1441 الذي استند النائب العام في حكمه عليه... لذا فإن الملابسات تلاحقت على نحو سريع."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى