حالة نادرة لتوأم ملتصق بمستشفى السبعين بصنعاء

> «الأيام» د.صفاء ابوبكر البيتي :

>
صورة للتوأم الملتصق
صورة للتوأم الملتصق
سمعنا وقرأنا كثيراً عن حالات التوائم الملتصقة في الكتب والمجلات الطبية، وشاهدنا على شاشات التلفاز قصصاً مثيرةً وغريبةً عنها، وكان آخرها قصة التوأم الملتصق الإيراني الذي اشتهر، وحالات عديدة تتناقلها محطات التلفاز والفضائيات من هنا وهناك.

واليوم أقف وإياكم أمام حقيقة جلية وواضحة لحالة توأم ملتصق تم الكشف عنها وعليها وتشخيصها مبكراً لأم في شهرها الخامس، وتبلغ من العمر 38 سنة، التي حضرت للكشف برفقة زوجها إلى مستشفى السبعين بصنعاء، وبعد أن تم الكشف والتأكد بعد التشخيص رأينا أن نقدم كل من ساهم في اكتشاف هذه الحقيقة كلاً على حده لنقدم لهم الشكر، فكان لنا هذا اللقاء مع الأطباء الذين كان دور في ذلك.

د. أمة الكريم محمّد الحوري مديرة مستشفى السبعين والتي فوجئت بهذا الحوار، وحول انطباعها وجهود من تديرهم وحول عملية استخراج التوأم من بطن الأم أجابت : «أولا انطباعي حول موضوع اكتشاف التوأم المتلاصقين انطباع جيد ورائع .. حيث نلاحظ أن التشخيص المبكر بالأجهزة الحديثة من قبل أطباء الأشعة للموجات فوق الصوتية متمثلين بالدكتور محمد شرف رئيس القسم، الذين نبهوا للحالة بوقتها المناسب مما يجعل الاكتشاف المبكر مهما جدا لأي أم لتفادي طول فترة الحمل .. وهذا دلل لنا أيضا استمرارية البحث والتعليم المستمر ومواكبة العصر للحاق بالدول المتقدمة وهذا بفضل توجيهات القيادة السياسية الحكيمة التي أعطت الفرصة لكل طبيب بأحقية حصوله على درجة عليا في تخصصاته .. وبفضل التعاون الوثيق بين أطباء المستشفى عامة وبين أطباء النساء والولادة وأطباء أشعة الموجات فوق الصوتية خاصة .. حيث تم التنسيق بين الطرفين لتتكون لدينا نتيجة واحدة وهي الوصول إلى تشخيص مبكر .. وهذا ما حدث للحالة التي بين يدينا الآن .. حيث وصلنا تقرير سريع من قبل طبيب النساء والولادة وأطباء الأشعة وتم اتخاذ قرار بإجراء عملية وتمت بنجاح .. وهذا يدل على نباهة الطبيب، وحرصا على عدم التأخير بالنسبة للأم ولتفادي الكثير من المضاعفات والمشاكل الصحية التي ستلحق بها .. حيث لاحظنا أن هناك بعض التشوهات واحتمال وجود حالات استسقاء دماغي لذلك نعتمد الآن على التشخيص المبكر لأي أ م وندعو الجميع للتعاون معنا لتفادي مثل هذه الحالات والتشوهات، أتوجه بالشكر لجميع العاملين من الأطباء الذين اكتشفوا الحالة ونحن ندعمهم قلبا وقالبا لنصل جميعا بالأم إلى بر الأمان ولنوفر صحة إيجابية وإنجابية وأمومة آمنة».

صورة اخرى للتوأم الملتصق
صورة اخرى للتوأم الملتصق
ولكي نقف وراء هذا الموضوع من بداياته تحدثنا مع د. إيمان عبدالجبار التي اكتشفت الحالة بالموجات فوق الصوتية لأول مرة، حيث قالت :«حضرت مريضة إلى قسم الأشعة بالموجات فوق الصوتية للفحص الروتيني للحمل وكانت في بداية شهرها الخامس وعند الفحص وجدت توأما متماثلا ورأسين ورقبتين منفصلتين وكانت حركتهما متزامنة أي عدم وجود حركة منفصلة عن الأخرى، مما أثار الشك حول وجود احتمال التصاق التوأم وعليه قمت باستدعاء د. محمد شرف رئيس قسم الأشعة وكذلك د. محمود يوسف أخصائي الأشعة وعملنا جميعا كفريق واحد وتم الفحص الدقيق والشامل فوجدنا التصاقا في منطقة الجذع وانجذاب هذا الالتصاق إلى أسفل الحوض مع وجود طرفين سفليين (رجلين) وطرفين علويين (يدين) وجميعها مكتملة بالأصابع الخمس. وقلبا واحدا مشتركا وذكرا واحدا وموجدين في كيس مائي واحد .. وبمتابعة الحالة بعد العملية مباشرة وجدنا أن التشخيص مطابق تماما مع أن هناك طرفا علويا ثالثا وطرفا سفليا ثالثا لم يتم رؤيتهما لصغرهما وقصرهما الشديد ووجودهما في الخلف .. ولذلك أنصح جميع الحوامل في وطني العزيز اليمن بضرورة متابعة الحمل والفحص بالموجات فوق الصوتية من الشهر الأول حتى الرابع للتأكد من عدم وجود تشوهات خلقية .. وأذكّر الجميع بأن هناك ارتفاعا كبيرا في الاونة الأخيرة لمثل هذه الحالات، وأخيرا أقول إن ما تم كان بتوفيق من الله سبحانه وجهود أطباء المستشفى المتفانين بعملهم وشكرا».

د. محمد شرف رئيس قسم الأشعة فوق الصوتية تكلم عن الحالة منبها إلى الاهتمام بصحة الأم وطفلها وإعطائها الفرصة للتأكد مما تحمل في أحشائها حيث قال :«إن مثل هذه الحالات تحتاج إلى عمل جماعي وفني وهو ضروري مما يعود بالفائدة على الأم والطفل ولذلك بعد اكتشافنا لهذه الحالة وبالتنسيق مع طبيب النساء والولادة وبعد التشخيص قررنا إجراء عملية قيصرية للأم .. وكان التشخيص بالأشعة مطابقا تماما لما وجدناه بعد العملية مع وجود طرف سفلي وطرف علوي كانا بالخلف لم نستطع الوصول إليهما .. وما أريد أن أقوله إنه شوهدت حالة مماثلة منذ سنة ونصف ولذا أنصح بالفحص بالموجات فوق الصوتية لكل حامل ولكل أم لتعرف ماذا تحمل في أحشائها ولتتجنب الألم والمضاعفات الصحية وكلي فخر واعتزاز بانتمائي لكادر أطباء مستشفى السبعين في قسم الأشعة وأشكرهم على جهودهم المتميزة وشكرا».

أما د. توفيق البصيلي، رئيس قسم النساء والولادة، والذي أكد نصيحة زملائه بوجوب الفحص بالأشعة فوق الصوتية لكل حامل أجاب حول قرار العملية قائلا:«جاءني د. محمود من قسم الأشعة فوق الصوتية للنساء الحوامل وأخبرني بأن هناك حالة توأم ملتصق وبعد مشاهدة التشخيص اتخذنا قراراً بإجراء العملية القيصرية للأم ونظرنا وتباحثنا حول جميع الجوانب فوجدنا أن الأسرة ضعيفة وغير مؤهلة حاليا وماديا لاستمرار الحمل وبعد ذلك اكتشفنا صعوبة فصلهما لوجود قلب واحد وذكر واحد وأسباب صحية أخرى.

وكان لدينا أيضا جانب معنوي وبسبب كثرة انجاب الأم وجد الرحم بحالة صحية سيئة وعملية الطلق ستكون صعبة مع وجود تمزق كبير في الرحم أثناء الطلق الصناعي وبعد الملاحظات والمراقبة الشديدة لصحة الأم كان القرار بعملية قيصرية وفتح رحم.

كان لدينا حالة مماثلة قبل سنة ونصف تقريبا ولكن مع ثلاثة رؤوس وجسم واحد وكانت المرأة في الشهر التاسع وقررنا لها العملية القيصرية لعدم وجود وقت للكشف بالموجات فوق الصوتية.

ونصيحتي لكل حامل أن عليها مراجعة المراكز الصحية خلال فترة الحمل وتناول حمض الفوليك الذي يمنع الكثير من التشوهات مع التشخيص المبكر مرتين في الأشهر الأولى ومرة في الشهر السابع.. وأشكر جميع أطباء ومختصي الأشعة للموجات فوق الصوتية الذين شاركوا بالعمل وشكرا».

وحول العملية وكيفية إخراج التوأم الملتصق توجهنا إلى د. هدى هواش التي أجرت العملية حيث قالت «العملية كانت سهلة وأخذت من الوقت حوالي 35 دقيقة وهي عملية قيصرية لمرأة في العقد الأربعين، حيث تم إخراج توأم ملتصق ظلا على قيد الحياة مدة 20-30 ثانية وكان التوأم برأسين ورقبتين وعمودين فقريين متحدين عند الحوض وأطراف سفلية ثلاثة أحدهم صغير جدا وأطراف علوية ثلاثة أحدهم صغير جدا ولم تحدث أي مضاعفات للأم بالعكس العملية تمت بنجاح كأي عملية قيصرية وكان التوأم يبلغان أسبوعهما السابع عشر».

الأم الآن في حالة جيدة وهي أم لثمانية أطفال وعند سؤالها عن شعورها قالت :«الحمد لله على كل حال » أما الأب فيقول :«أتمنى لو كانا منفصلين لأني أحب الاطفال والحمد لله على ما أعطانا وأشكر العلم الذي تقدم بحيث تم الكشف المبكر على زوجتي وهي الآن بأفضل حال والحمد الله رب العالمين على كل شيء».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى