رجال في ذاكرة التاريخ 1- نديم محمد عوض: صاحب تجربة ثرية في مجال الموسيقى 2- علي مقبل «الأوبلي»: مشوار إبداعي كروي وكفاحي نفطي3- عبدالله أحمد عبيدو: تجسيد لمأساة الإنسان في العالم الثالث

> «الأيام» نجيب محمد يابلي :

> 1- نديم محمد عوض: الميلاد والنشأة...نديم محمد عوض بن عوض، من مواليد حارة القاضي الكريترية العريقة في 31 ديسمبر 1944م، تلقى تحصيله الأول في حفظ القرآن الكريم في كُتّاب (معلامة) مسجد بانصير ومسجد الفقيه الزغير بكريتر، التحق بعد ذلك بمدرسة السيلة الابتدائية للبنين (المتحف الحربي حالياً) بكريتر، ومن زملاء دراسته: علي عبده أيوبي ومحمد عاشور وتوفيق قائد ووديع صالح مغني وقاسم بن قاسم شميري، وعبدالحميد نكاتي وبدر باسنيد وفيصل عوض وآخرون.

التحق نديم عوض بعد ذلك بالمعهد التجاري العدني

ADEN COMMERCIAL INSTITUTE عام 1955م، الذي ارتبطت شهرته بالحاج ياسين راجمنار والشخصية التربوية والرياضية والاجتماعية المعروفة الاستاذ مصطفى عبدالكريم بازرعة، وقضى في ذلك المعهد العريق خمس سنوات حيث تخرج عام 1960م، ومن زملاء دراسته: الشهيد محمد أحمد الحبيشي، وحسين فقيه ونجيب حداد وعبده مرشد الرديني، ونديم عبده حزام ونديم عبدالستار ومحمود شيكو وأبوبكر سعيد باشرين والكابتن محمد أحمد مقبل (المقبلي).

نديم عوض وهاجس مبكر في الموسيقى
بدأ نديم عوض تعامله مع الموسيقى منذ نعومة أظفاره، أثناء دراسته الابتدائية. يعترف نديم عوض أنه كان يجد نفسه مشدوداً نحو محمد عبده زيدي محلياً وفريد الأطرش عربياً، بدأ اهتمامه الفعلي بالموسيقى منذ منتصف خمسينات القرن الماضي، ومن زملائه في هواية الموسيقى: محمد عبدالله زوقري، محمد سعيد منصر، عبدالرحمن باجنيد، شكيب ميسري، فرج جوبان وأولاد محمد فقيه: حسن وحسين وعلي، وولدا شريف الرفاعي: ياسين ومصطفى.

أسس نديم عوض كيانه في مجال الموسيقى عندما أصبح عازفاً في فرقة أحمد بن أحمد قاسم الموسيقية التي تأسست عام 1957م، وكان الأستاذ إدريس أحمد حنبلة، رحمه الله، سكرتيراً لها.

نديم عوض صاحب قدرات إبداعية أخرى
تفيض جعبة ذكريات نديم عوض الإبداعية، وعرفت أنه كان صاحب قدرات إبداعية في مجالات أخرى، فقد كان من لاعبي الفريق الثاني للنادي الأهلي الرياضي في كريتر ومارس اللعبة لبضع سنوات، كما أنه كان من الطلاب المتميزين في ألعاب القوى مثل سباق المائة متر والقفز العالي HIGH JUMP والقفز الطولي LONG JUMP والتحكم في وقف الدراجة فترة طويلة، وتجلت تلك القدرات في المسابقات المدرسية السنوية التي كانت تفضي على عدن رونقاً وبهاء وجمالاً توارت مظاهره بالتدريج بعد الاستقلال الوطني.


نديم عوض يسهم في تنمية الذوق الموسيقي
تجلت اللمسات المدنية والحضارية عند نديم عوض عندما ساهم مع آخرين في تدريس الموسيقى والعزف على آلة الكمان في العديد من المدارس وعدد من المرافق الحكومية، وهدفت تلك الجهود إلى تنمية الحس والذوق الموسيقي في صفوف أفراد المجتمع.

نديم عوض أحد الجنود المجهولين في معهد الفنون الجميلة
طرأت فكرة إنشاء معهد موسيقى مصغر عند الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم في بداية السبعينات من القرن الماضي، فاختار مجموعة من الفنانين وقدم لهم دروساً في أبجديات الموسيقى منهم محمد سعد عبدالله، طه فارع، فتحية الصغيرة، نديم عوض، سالم عبدالله سالم وغيرهم (طه فارع: لمحات من تاريخ الأغنية اليمنية الحديثة ص 200) وكانت البداية متواضعة جداً في مبنى وزارة الثقافة السابق في التواهي، وتعثرت الدراسة فيه بعد مرض الفنان أحمد قاسم وواصل المهمة من بعده الفنان جميل غانم بعد تأسيس فرقة وطنية للفنون الشعبية خاصة بالغناء الشعبي التراثي، وكان مقرها بمبنى (المهاتما غاندي) بكريتر وانتقلت بعد ذلك الى (معبد الفرس) بكريتر، واستقرت بعد ذلك في مبنى (معهد الفنون الجميلة) الذي تأسس في ديسمبر 1973م.

كان نديم عوض من ضمن الفريق الذي تفانى في خدمة معهد الفنون الجميلة منذ تأسيسه، حيث ساهم نديم في جانب الموسيقى ويشهد بذلك خريجو الدفعات الأولى من طلاب المعهد، حيث أشرف على فرقة الموسيقى والإنشاد، التي أسسها الراحل جميل غانم (شهادة الفنان نجيب سعيد ثابت).

نصيب نديم عوض من الحركة الوطنية
كان نديم عوض عضواً في جبهة التحرير مع مجموعة ضمت استاذه القدير السيد أبوبكر محمد أحمد وعبده سلامي وصالح إيراني وسعيد الاسود وعادل علبي، وكان يتولى نقل الأسلحة بسيارته (فولكس فاجن) من مقر النادي الأهلي الرياضي إلى منزل الاخ إبراهيم أحمد سعيد أغبري لإخفائها فوق سطح مطبخ المنزل، وكان ينقل السلاح حيناً آخر إلى منزلي الأخ فؤاد مجاهد والأخ صالح بن صالح بوشة، كما قام نديم عوض في أحيان أخرى بتوزيع المنشورات وتعرض كثيراً للأذى من قوات الجيش البريطاني.

نديم عوض ..وآخر المحطات
آخر محطات نديم عوض على مستوى الوظيفة هي إشرافه على الفرق الفنية بوزارة الثقافة والسياحة بمحافظة عدن، وكم شاهد الناس ويشاهدون نديم عوض في عروض داخلية وخارجية وهو في موقع المايسترو للفرق الموسيقية. قطع نديم عوض مشواراً طويلاً في مجال الإبداع الموسيقي، ناهز حتى الآن 48 عاماًً، والإبداع غير مقرون بسقف زمني، وبالمقابل يظل سؤال المبدعين: هل سنجد نصيبنا من الرعاية في حالة المرض أو العجز عن مواصلة المشوار؟ نديم عوض متزوج وله ولد واحد وهو رمزي نديم عوض وثلاث بنات وثلاث حفيدات، جعلهم الله قرة عين له.

2- علي مقبل «الأوبلي»:المولد والنشأة..علي مقبل أحمد مقبل «الأوبلي» من مواليد الفيحاء «الشيخ عثمان» إحدى ضواحي مدينة عدن في 11 مارس 1940م، تلقى دروسه الأولى في حفظ القرآن الكريم في كُتّاب (معلامة) الفقي الخمس، ومن زملائه في المعلامة المناضلان الوطنيان حسين دقمي وأنور دقمي.

تلقى دراسته الابتدائية في المدرسة الحكومية بالشيخ عثمان خلال الفترة من 1947م حتى عام 1950م، انتقل بعد ذلك إلى مدرسة النهضة العربية وحصل فيها على دراسته المتوسطة، أما دراسته الثانوية فقد تلقاها في «المعهد التجاري العدني» وقضى فيه أربع سنوات. من زملاء دراسة الأوبلي: محمد أحمد عبدالرقيب ومحمد ديريه محمد وحسين نعمان.

الأوبلي والمحطات الوظيفية الثلاث
خرج علي مقبل «الأوبلي» إلى ميدان الحياة في أواخر النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي، حيث التحق أولاً بإدارة الأشغال العامة

PUBLIC WORKS DEPARTMENT (P.W.D) بوظيفة «كاتب» وأمضى في ذلك المرفق الحكومي بضع سنوات، وفي 11 مارس 1962م الذي صادف ذكرى ميلاده الـ 22 التحق بشركة (شل) للبحر الأحمر، وهي من كبريات شركات النفط في العالم. استمرت خدمات «الأوبلي» مع شركة (شل) حتى تعرضت للتأميم عام 1970م، وتواصلت خدمات علي مقبل «الأوبلي» مع المؤسسة الوليدة التي حلت محل كل الشركات النفطية تحت مسمى «شركة النفط الوطنية».

بدأت خدمات «الأوبلي» قبل تأميم شركة النفط الوطنية بوظيفة كاتب مبيعات في منشأة شركة النفط بعدن الصغرى، واتخذ قرار بترقيته نائباً لمدير منشأة البريقة حتى عام 1970م ثم طلب تحويله إلى المكتب الرئيسي للشركة بالمعلا وعين نائباً للمدير المالي حتى تقاعده عام 1999م ، ومن زملاء عمله في الشركة: عبدالرحمن مجاهد، محمد عبدالله عوض، علوي ناصر، حسين محمد ناصر، السيد عمر فدعق، يوسف محمد يوسف، محمد أحمد عرجي، محمد سعيد باشبيل وفضل عوض صالح.

«الأوبلي» الفارس الكروي الذي عرفته ملاعب عدن
التحق علي مقبل «الأوبلي» عام 1956م بواحد من أعرق نوادي كرة القدم بعدن وهو«نادي الشبيبة المتحدة» YOUTH COMBINED CLUB (YCC) الذي تأسس في 15 أكتوبر 1939م ومؤسسوه صالح خميس، عبدالله علي عراسي، عبدالعزيزسالم باوزير، وعلي عبده حسن، وكان الأخير أول رئيس للنادي. صك الاستاذ عبدالله فاضل فارع تسمية النادي ووضع الترجمة الانجليزية للاسم والاسم المختصر «الواي».

عرف جمهور الملاعب في عدن الكابتن «الأوبلي» الذي تجلت إبداعاته مع فريق ناديه في مركزه المعروف «دفاع أيمن» ومن زملائه المرموقين: حسين نعمان، محمد احمد عبدالرقيب، صالح عريجة، ثابت علي خان، الباشا، محمد صالح عراسي، مبروك خميس، صالح مزماز، علي حمود وغيرهم.

نصيب «الأوبلي» من العمل الوطني
كان علي مقبل «الأوبلي» أحد الوطنيين الذين وجدوا في فصائل العمل الوطني متنفساً ووعاء لطاقاتهم، ومن تلك الفصائل البارزة كانت (الجبهة القومية) التي عمل «الأوبلي» في صفوفها، وكان من رفاقه في التنظيم: محي الدين أحمد سعيد وعلي مرشد مقبل ومصطفى القاهري وأحمد محمد قعطبي.

وفي العام 1992م انخرط علي مقبل «الأوبلي» في صفوف المؤتمر الشعبي العام فرع مديرية الشيخ عثمان، إلا أن الجانب التنظيمي في المؤتمر يعكس التفاوت الكبير بين ما كانت عليه الجبهة القومية وما هو عليه حالياً المؤتمرالشعبي.

«الجمعية السكنية» هاجس المحطة الأخيرة
علي مقبل «الأوبلي» المتقاعد حالياً، من العناصر التي تربت على القيم الإدارية والمجتمعية أيام زمان، والتي كانت على وعي كبير بمعنى المسؤولية، وعلى هذا الأساس المتين تحمل علي مقبل «الأوبلي» مسؤولية الجانب المالي في الجمعية السكنية لموظفي وعاملي شركة النفط اليمنية فرع محافظة عدن، وأبلى بلاء حسناً في مسؤولياته حتى تعثرت صحته وأُدخل المستشفى بعد أن استشرت الغنغرينا في قدمه وتعرضت للبتر، ولم يكترث بحالته الصحية بقدر اكتراثه بالجمعية، وكان قد سلم أكثر من 20 مليون ريال وهو رصيد الجمعية، إلا أن محبيه نصحوه بأن يولي اهتمامه بصحته وسيبعث الله وكيلاً للجمعية.

علي مقبل «الأوبلي» متزوج وله 5 أولاد هم: نوفل وحسان وياسر ووضاح وسقراط وبنتاً واحدة.

3- عبدالله أحمد عبيدو:الميلاد والنشأة...عبدالله أحمد عبدالله عبيدو، من مواليد قسم (c) بمدينة الفيحاء الشيخ عثمان في أكتوبر 1933م، في أسرة متوسطة الحال اشتهر عميدها المرحوم أحمد عبدالله عبيدو في مجالي المسرح والتعليم، ففي مجال المسرح أسهم أحمد عبيدو بتأليف عدد من المسرحيات، بل وظهر على خشبة المسرح ممثلاً، وأما في مجال التعليم فقد كان أحمد عبيدو أحد أعضاء هيئة التدريس في مدرسة جيش محمية عدن «الليوي»، وكانت المدرسة تعرف بـ «الجناح الثقافي» وكان ابنه إبراهيم من ضمن مدرسي تلك المدرسة، والتحق الاستاذ أحمد عبيدو بعد ذلك بمدرسة النهضة العربية بالشيخ عثمان، وكان، رحمه الله، مثقفاً وضليعاً باللغتين العربية والانجليزية.

التحق عبدالله أحمد عبيدو بمدارس عدن، واكتفى بالقدر الوسيط من التعليم والتأهيل الذاتي، ودخل مجال العمل في مرحلة مبكرة أتاحت له فرص التأهيل، حيث التحق بالخدمة المدنية عام 1952م موظفاً لدى إدارة البريد والهاتف وأمضى فيها ستة أعوام.

الرسالة التي عشقها العبيدو
عاش عبدالله أحمد عبيدو، في مناخ أسري تعليمي، وتأثر كثيراً بالمناخ الثقافي والسياسي الذي عاشته عدن، فاتخذ قراراً بالتقدم لمركز تدريب المعلمين

TEACHERS TRAINING CENTRE في أول مقر له بمنطقة الطويلة بكريتر، واجتاز الامتحانين الكتابي والشفوي، وكانت فرصته السانحة لتوسيع مداركة خلال الفترة 58/1959م التي قضاها في ذلك المركز والإلمام بطرق التدريس نظرياً وعملياً.

أصبح عبدالله عبيدو موظفاً رسمياً في سلك التدريس اعتباراً من 31 أغسطس 1959م، وعين مدرساً في المدرسة الشرقية الحكومية للبنين في الشيخ عثمان (مدرسة ردفان حالياً) وكان من زملائه في تلك المدرسة: أحمد محمد حيدر، أنور مريدي، علي الزريقي، محمد أحمد يابلي، محمود سليمان عجورة، فيصل سيدو وغيرهم.

ثبتت كفاية العبيدو في مجال التدريس بعد استحقاقه للتثبيت في الخدمة في 10 سبتمبر 1961م بعد اجتياز الاختبار الصعب المعمول به آنذاك في قطاع التعليم، وهي من التقاليد الطيبة التي توارت بعد الاستقلال.

العبيدو يدفع الضريبة مثنى وثُلاث
كان عبدالله عبيدو وطني النزعة، وكان صاحب موقف واضح تجاه التناحرات الحزبية لأنها تضعف وحدة الصف وتؤدي إلى إراقة الدماء، وكان ناشطاً وفاعلاً في صفوف نقابة المعلمين. بلغ حماس عبدالله عبيدو حداً دفعه إلى مغادرة عدن في منتصف عام 1965م مع مجموعة من رفاقه الوطنيين إلى تعز، والتقى عدداً من المسؤولين عن جبهة النضال في الجنوب المحتل، وخاب ظنه فيهم، وعاد إلى عدن بعد أن اتُخذ قرار بفصله من الخدمة في 25 يونيو 1965م، إلا أن السلطات أعادته للخدمة بعد تعهد بعدم تكرار ما حدث.

أحيل عبدالله عبيدو إلى القوات المسلحة اعتباراً من 14 يناير 1968 عندما عُين مديراً لأول مدرسة ابتدائية للبنين بخورمكسر، والتي ضمت أبناء القوات المسلحة، فيما عُينت زوجته التربوية القديرة بدرية عزت، مديرة لمدرسة البنات وكان لهما شرف تأسيس المدرستين.

تعرض عبدالله عبيدو لإجراء تعسفي عام 1972م، وكانت فترة مزايدات، واتُخذ قرار بتوقيفه من عمله وتعرض لمضايقات واستفزازات أدرك معها أنه قد يتعرض لأمر مكروه، فغادر البلاد إلى المملكة العربية السعودية وعاش فيها مغترباً يناضل من أجل تربية أولاده.

عبدالله عبيدو اللاعب الموهوب
يشير تاريخ الحركة الرياضية الموثقة أن «نادي الهلال الرياضي» كان أحد أندية عدن المشهورة، وتاسس في 19 يوليو 1951م ومؤسسوه: حسين عبدالله القاضي، ناصر محمد مريدي، صالح عبدالرحمن، عبدالرحيم قائد علي، أحمد قحطان وناصر عمر فرتوت، وكان عبدالله عبيدو أحد اللاعبين المشهورين في ذلك النادي مع أخيه إبراهيم عبيدو وناصر مريدي وصالح عبدالرحمن وأحمد عبدالرحمن ومحمود عبدالرحمن وعلي مسرج وأحمد محمد الباشا.

عبدالله عبيدو ودوامة الوطن
لم ينشد عبدالله عبيدو الحصول على جنسية أخرى خارج وطنه، بل ظل يحلم باليوم الذي سيعانق فيه وطنه، لكن الوطن مسكن والمسكن مصادر، والوطن وظيفة والوظيفة مصادرة، والوطن استحقاقات لكن الاستحقاقات لا تمنح للجميع. إنها الماساة أن تكون بلا أرض وبلا مسكن وبلا اعتراف بحقوق مواطنتك وخدماتك السابقة.

كل ما يطمح له عبدالله عبيدو أن يقيم وضعه الإداري واحتساب فترة خدماته السابقة ومنحه المسكن عوضاً عن مسكنه المصادر، حتى يعود ومعه أولاده إلى الوطن لقضاء ما تبقى من العمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى