«الأيام» ترصد لحظة العناق الجميل بين مياه البحر وخور المكلا قبل افتتاحه رسمياً

> «الأيام» سند بايعشوت وفؤاد باضاوي :

>
من اليسار: العميد ركن علي الشاطر والمحافظ هلال والوزير العمودي والوكيل عمير اثناء حفل تدشين دخول مياه البحر الى الخور
من اليسار: العميد ركن علي الشاطر والمحافظ هلال والوزير العمودي والوكيل عمير اثناء حفل تدشين دخول مياه البحر الى الخور
الزمان: الساعة 45:11 مساء يوم الخميس 12 مايو 2005م، المكان: مدخل مشروع خورالمكلا السياحي، وبحضور الإخوة م. عمر محسن العمودي، وزير النقل، عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت، عمير مبارك عمير، وكيل المحافظة، الأخ م. محمد العمودي، المشرف على المشروع، وعدد من المسؤولين والاستشاريين والمهندسين من مجموعة العمودي اليمنية الجهة المنفذة لمشروع خورالمكلا السياحي وجمع لا بأس به من الناس الذين صادف وجودهم لحظة ضخ مياه بحر العرب إلى داخل خورالمكلا السياحي.

سيكون الخور أروع يوم افتتاحه
في البداية قام الأخ د. فتحي عبدربه، استاذ ورئيس قسم الهندسة الاستشارية بكلية الهندسة في جامعة الاسكندرية، الذي صمم مخطط الخور، قام بفتح أول ماسورة ليتسلل ماء البحر بهدوء إلى قناة الخور وسط تصفيق وإعجاب الحضور، الذين كانت نظرات الإعجاب والفرح ترتسم على وجوههم وهم يفوزون برؤية هذه اللحظة الرائعة، التي تابعتها «الأىام» عن قرب لتنقلها إلى القراء الأعزاء، حيث رافقت الجميع في تجوالهم مشياً على الأقدام من شمال الخور إلى جنوبه.

وتحدث عن هذه اللحظة الأخ عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت فقال: «نشكر لكم تواجدكم في هذه الساعة من الليل، وأعتقد أنه ليس هناك ما يجعلنا نعلن عن هذا الحدث، خاصة وأن موضوع دخول الماء إلى الخور هو من بين محطات العمل أو لنقل إنه تكملة لأعمال المرحلة الأولى، وأحببنا أن يكون هكذا دون ضجة حتى لا نفسد اللحظة المنتظرة المتمثلة في افتتاح هذا المشروع الحلم والتحدي من قبل فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، الذي ينتظره أبناء حضرموت بلهفة وشوق، وسيكون حفل الافتتاح مفاجأة للجميع ترتفع إلى مستوى هذا الإنجاز الإعجاز الذي يحقق بدعم واهتمام القائد، ولا شك أن شعوري لا يوصف وأنا أشاهد مياه بحر العرب تعانق خورالمكلا، ونحمد الله على توفيقه ونتمنى الخير للجميع إن شاء الله.

مردود اقتصادي كبير لمشروع الخور
أما الأخ د. فتحي عبدربه، مصمم الخور فقال: «سعدت في هذه اللحظة بفتح صمام أو ماسورة وصل خورالمكلا مع مياه البحر، والحقيقة كان شعوراً فياضا إذ استرجعت خلاله ذكرى ثلاث سنوات ماضية منذ رأيت هذا الخور كمصدر لتجميع المياه والصرف الصحي وتنمو فيه أعشاب برية كانت مصدراً للأمراض وتلوث البيئة للمساكن المحيطة بالخور، وبمقارنة موقع أو شكل الخور بوضعه الحالي بما كان عليه قبل ثلاث سنوات ماضية، نجد أن هناك فرقا شاسعا بين الماضي وما نشاهده اليوم، وفي هذه اللحظات التاريخية لا أستطيع أن أعبر عما يجيش بداخلي من مشاعر حول هذا الإنجاز الضخم، ويكفي أن نرى الابتسامة على الوجوه وتحمّل السهر من قبل المواطنين الذين شهدوا هذه اللحظة التاريخية، وكما تراهم الآن ينظرون بكل الحب وإعجاب للمياه وهي تنساب بهدوء لتعانق هذا الخور العملاق.

وحول بداية إعداد تصاميم المشروع قال: «أسندت لي مهمة تصميم هذا الخور مع مكتب القنزل اليمني، وكانت البداية هي زيارة لهذا الموقع قمنا بها لمعاينته على الطبيعة، وعلمت أنه مصدر لتجميع مياه السيول في أوقات نزول المطر، وفي غير هذه الأوقات كانت تتجمع فيه مياه الصرف الصحي .. بدأنا بتهذيب هذا الخور إلى منسوب ناقص ثلاثة أمتار تحت منسوب (صفر) تحت سطح البحر باتساع في حدود 70 مترا، وقمنا بتبطين جوانب المسيول وعمل مراسي للقوارب على الجوانب بحيث يكون متنزها للناس من ممارسي رياضة القوارب.

خور المكلا ودخول الماء عند ظهر أمس الجمعة
خور المكلا ودخول الماء عند ظهر أمس الجمعة
وأضاف: «ثم جاءت مرحلة التنفيذ الأولى، حيث بدأنا بعمل جسّات للتعرف على طبيعة التربة بأعمال الحفريات وتحديد تتابع الطبقات وخصائص التربة، ومن ثم استطعنا تحديد تأثير السيول على أعمال النحر لقاع الخور وكذلك على أعمال التدبيش أو صيانة المسيول ثم بدأنا بتصميم الحوائط الخرسانية الساندة، وكانت من الخرسانة العادية.. مواد إنشاء الخور هي أحجار قطع من الجبال وخرسانة عادية، وهذا برأيي تصميم اقتصادي وفر الكثير من الكلفة للمشروع.

وبالنسبة لعملية دخول مياه البحر إلى الخور فتتم مؤقتا عن طريق مواسير بلاستيكية، وفي الحقيقة التفكير بهذا البديل جاء نظراً لأن العمل ما يزال جارياً في جسر البحر المعلق، وهو الشريان الرئيسي الذي يربط بين شرق المكلا وغربه عن طريق الكورنيش، وحاليا يتم عمل الأساسات لهذا الجسر، وفكرنا في وضع مواسير أسفل منطقة الجسر بحيث تصل بين مياه البحر ومياه الخور، وهذه المواسير مؤقتة، وعند الانتهاء من العمل في الجسر البحري المعلق سيتم رفع هذه المواسير.

وكما ذكرت فإن المواسير تعتبر عملا مؤقتا، ونحن وضعنا في الحسبان كل الاحتمالات، وسيتم تبديل المياه داخل الخور باستخدام هذه المواسير وإن كان ذلك تحديدا جزئيا، وإن شاء الله عند إزالة الجسور المؤقتة التي تحد منطقة تنفيذ الجسر سيكون هناك اتصال مباشر بين مياه البحر وخور المكلا.

د. فتحي .. من وجهة نظرك ما هي الفوائد والعوائد التي يقدمها هذا المشروع وأهميته في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لمدينة المكلا؟

- طبعا هذا المشروع ليس مجرد قناة يتم إدخال ماء البحر من خلالها أو موقع للترفيه والتنزه فقط، بل إن فوائده كبيرة وكثيرة في جوانب عديدة اقتصادية منها واجتماعية وغيرها، إلى جانب كونه يمثل مصدر ثقة لأي مستثمر ينوي الاستثمار في المكلا أو حضرموت واليمن عموماً، فأي مستثمر يشاهد هذا المشروع العملاق وبهذا الإنجاز فإن ذلك سيخلق لديه الرغبة وسيعطيه ذلك انطباعا جيداً بجدية اليمن ككل في تنفيذ أي مشروع، وترحيب المسؤولين بأي استثمارات جادة، فالمستثمر عندما يرى الدولة تصرف على مثل هذه المشاريع الكبيرة وتشجع عملية قيامها، لا شك أنه سيكون أكثر اطمئناناً على استثماراته في بلدهم .. إلى جانب فوائده على الاقتصاد الوطني من خلال فرص العمل التي سيقدمها المشروع بإقامة الخدمات على جوانب الخور، وكم عدد العمالة التي ستستفيد من هذه الأعمال، فلو نظرنا فقط للبيوت المطلة على الخور سنعرف كيف أن هذا المشروع يرفع من قيمتها كعقارات، وارتفاع الإيجارات، وفتح محلات تحت هذه البيوت .. ناهيك عن الوعي البيئي والصحي الذي سيرتفع لدى الناس بعد تعاملهم مع هذا المشروع السياحي، وأيضا سيلطف الجو على طول هذه المنطقة، وهواء البحر النقي سيستنشقه أكبر عدد ممكن من أبناء المدينة بدلاً من الروائح التي كانت موجودة .. ونشكر أهل اليمن على حسن كرمهم وضيافتهم، ونشكر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ومحافظ حضرموت وكل المسؤولين، وأقول إن اليمن منطقة واعدة بالخير إن شاء الله.

خور المكلا ويبدو الماء فيه عصر أمس ونزهة جموع المواطنين على ضفتيه
خور المكلا ويبدو الماء فيه عصر أمس ونزهة جموع المواطنين على ضفتيه
إنجاز حقيقي
وتحدث الأخ م. محمد عزيز جاسم، المهندس العراقي المشرف على المشروع، حيث قال: «مشروع خورالمكلا له أبعاده التاريخية واجتماعيا واستثماريا، ومسألة الحفاظ على هذا الإنجاز تتطلب الكثير وهي الأهم، وبالتأكيد التفكير يصب في هذا الاتجاه، ومجموعة العمودي برهنت على تفوق الشركات اليمنية في مجالات المشاريع الكبيرة، وهذا المشروع هو إنجاز بكل معنى الكلمة. واليوم ونحن نقوم بعملية إدخال مياه البحر إلى الخور لإتمام مرحلته الأولى على طريق افتتاحه في العيد الوطني للجمهورية اليمنية من قبل فخامة الأخ الرئيس، نشعر بالسعادة والفرح، ونبارك لأهل المكلا واليمن بهذا الإنجاز الفريد.

استفادة الكوادر اليمنية هي الأهم
أما الأخ م. مبارك محمد بقرف، مدير عام الشئون الفنية والهندسية بمجموعة العمودي اليمنية، فيقول: «سعادتنا كبيرة بعد أن كللت الجهود بإنجاز المرحلة الأولى من خورالمكلا، وهذا ينسينا كل المصاعب والمتاعب التي واجهناها، ومن خلال العمل مع خبراء ومهندسين عرب لا شك أن الاستفادة التي تحققت للكوادر اليمنية كبيرة في مثل هذا المشروع واكتسبوا خبرات ممتازة في مجالات كثيرة، وأعتقد أنه المكسب الحقيقي لنا، ونحمد الله على التوفيق.

العزيمة حولت الحلم إلى واقع ملموس
الأخ وسيم حسين النهدي، مسؤول العلاقات بالمشروع وأحد الجنود المجهولين الذي يعملون فيه بصمت ليل نهار، شارك في الحديث وقال: «إنه حدث كبير أن ينجز هذا المشروع في مرحلته الأولى، وهذا يعود للدعم المباشر من فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، والمتابعة المستمرة للأخ المحافظ عبدالقادر هلال، وكما تشاهدونه الآن -ونحن نسمع أذان فجر الجمعة - وهو يتفقد ويتابع عملية دخول المياه إلى الخور، وهذا يعطينا انطباعا عن المسؤول المحب لعمله ولوطنه، ويكفينا أن نشاهد الابتسامة على وجوه كل الناس، وهي المكسب الحقيقي.. وأتقدم بخالص التهاني للرئيس والشعب اليمني بعيد الوحدة وبهذا الإنجاز المتمثل في مشروع خور المكلا، ونشكر صحيفة «الأىام» على حضورها ومتابعتها المتواصلة لمختلف مراحل تنفيذ المشروع، والشكر كل الشكر لمجموعة العمودي التي لم تبخل بشيء في سبيل أن تحقق التميز لهذا المشروع، الذي كان حلما وأصبح حقيقة وواقعا تحقق بدعم واهتمام من الأخ الرئيس.

فرحة المواطنين غامرة
مواطنون التقطت «الأيام» ابتهاجاتهم وعبروا عنها في تسجيل لحظة حاسمة من تاريخ المكلا، حين أجمعوا في أحاديث صحفية لـ «الأىام» بقولهم إن ما يجري في هذه اللحظة، وفي هذا الوقت المتأخر من ليل المكلا، يبعث على الارتياح والاطمئنان، ويجعلنا نشعر أن جهود كل الخيرين في السلطة المحلية والعاملين في المشروع العظيم لم تذهب سدى.

وخورالمكلا أجمل هدية في استقبال الذكرى الـ 15 لعيد الوحدة المجيد، بمكرمة من فخامة الرئيس القائد لهذه المدينة وأهلها وأبناء حضرموت عامة.

في لقاءات سريعة مع عدد من مواطني مدينة المكلا الذين كانوا متواجدين أثناء دخول بحر العرب لخورالمكلا، تحدث كل من:

المواطن أحمد سعيد الخلاقي: الواقع أن مشروع خورالمكلا ينقلنا من إنجاز الى إنجاز، بالأمس تم إنجاز ممرين (جسرين) للمشاة يربطان ضفتي المكلا الشرقية والغربية (طريق المكلا- الشرج)، واليوم نشاهد إنجازا آخر وهو مد قناة أنابيب من بحر العرب إلى الخور.

المواطن خالد أحمد بوسبول: والوطن يحتفي بأعياده المجيدة نرى كل يوم مشاريع وإنجازات تتحقق .. في هذه الساعة رأينا أمامنا خورالمكلا حقيقة واقعة، نرى الضخ الآن من الأنابيب في البحر إلى خورالمكلا، والواقع ستزداد المدينة جمالاً بهذا المشروع الوحدوي العملاق.

المواطن خالد عوض باغريب: حقيقة لا أستطيع أن أصف شعوري .. كنت قد رأيت مشروع خور المكلا على الورق، وها أنا الآن أشاهده على أرض الواقع .. خورالمكلا الذي ستمخر عباب مائه القوارب السياحية، وهذا بالطبع سيدخل مدينة المكلا إلى دنيا السياحة.

المواطن سعيد بخيت شرارة: الحمد لله الآن نقطع المسافة بيسر وسهولة بين الشرج والمكلا عبر هذا الخور الجميل .. شيء جميل أن نرى الناس (رايحين جايين) عبر جسري المشاة، وقد أصبح الآن هذا المشروع حقيقة مؤكدة أمام أعينهم.


وختاما .. ليس لي غير الوداع
يظل مشروع خورالمكلا ضمن مصفوفة الاستثمارات العملاقة في محافظة حضرموت .. المحافظة الواعدة بالخير والنماء والعطاء للوطن اليمني عموما .. وليس أدل على ذلك من اهتمام فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، بإقامة هذا المتنفس الحيوي الهام في موعده المحدد، ودعمه اللا محدود في إظهاره بالمظهر اللائق، الذي يليق بحاضرة حضرموت (المكلا)، مدينة السلام والوئام الاجتماعي، والذي يتزامن مع احتفالات الشعب اليمني بالذكرى الـ 15 للعيد الوطني المجيد.

ومع بدء العد التنازلي لقدوم عيد الوحدة في 22 مايو فإن المكلا تظل ساهرة حتى الصباح للحاق بيوم الاحتفال الكبير، الذي ستحضره وفود من بلدان صديقة وشقيقة، وستكون المكلا وبقية مدن اليمن أهلا لاستقبال زوارها لينعموا بالضيافة اليمنية الأصيلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى